أعلن الشيخ محمد بن راشد، عبر حسابه في "تويتر"، مبادرة، سمّيتها "المليون درهم" للفئة من 5 أعوام وحتى 95 عاماً.. تخيلوا.
وأسمي هذه الفئة "صناع الأمل"، وهو بذلك أطلق وسماً صار حديث الشيبة والشباب يوم 27 فبراير/شباط الماضي، والشروط "أن يتقن مهارات البذل وخدمة الناس، ولديه خبرة مجتمعية واحدة في العطاء والعمل التطوعي، وحسن السيرة، وجمال السلوك الإنساني، إيجابي، عربي" فقط.. حتى الشروط مصوغة بأسلوب مشوِّق.
فهل نشاط الشيخ محمد بن راشد يعكس ظاهرة فريدة بين القادة المبادِرين في الخليج والعالم العربي، أم أن هناك من يفضل العمل بصمت وبعيداً عن الترويج؟
نعم، هناك من يعمل ولديه مبادرات لا تخرج، ترويجياً، من الاجتماعات الرسمية، وتُنفذ وتتميز، ولكن إهمال التسويق لها يفشلها وتموت أو تحيا مدة قصيرة ولا تصل لمرحلة البلوغ.
الترويج للفكرة أهم من الفكرة
الترويج، هنا مربط مقالنا، منذ أن تخرجت في الجامعة، وذلك في عام 1990، ومن ثم تخصصت في الإعلام السياسي وكنتُ أثناء الدراسة أعمل في الصحافة، مذاك وأنا أقول وأكرر إن ترويج المشروع أهم من المشروع، ما يفوق الربع قرن وقبل أن يبدأ الترويج الإلكتروني اقتحام الحياة العامة والخاصة، ويصبح ضرورة للسير الذاتية، بل مدراً للأموال وفرص العمل تتهافت على مشاهيره، وأنا أقول: الترويج الترويج الترويج يوازي أهمية المشروع إن لم يكن يفوقها.
ولاختصاصي في إدارة الحملات السياسية الانتخابية، فإن منهجي إحسان الترويج للمرشح، فلو فشل التسويق له فلن ينجح، وإن كانت سيرته الذاتية تنافس "تشرشل" وبرنامجه الانتخابي يرضي مَن في البر والبحر، لذلك كم من السياسيين على الرغم من مثاليتهم لم يحظوا بفرص التمثيل في البرلمان.. سوء الترويج.
ابن راشد اتخذ وسائل الترويج كاملة، كل وقت يكون مواكباً لوسائله، والتواصل الاجتماعي الآن هو الملِك الذي لا تنافسه في سيطرته على الساحة التسويقية وسيلة أخرى، وكلنا نعرف أن من لديه متابعون في وسائل التواصل فهو في طريق الثراء.
كم أتمنى أن أرى في الكويت الحبيبة وهي تدخل عامها الجديد في عمرها المديد في كل مشروع متميز ومختلف، كم أرجو أن تكون الأيادي السمراء التي رفعت أشرعة البوم والشوعي والتي حاكت السدو وحلبت الشياه والبقر في صهد الصحراء أن يكون لها دور في المشاريع الخلاقة، وترويجها والعمل سفراء للوطن بما يليق به.
نغبط دبي على تطور يعجز النقد عن حجبه، وليتنا في الكويت، أم المشاريع الرائدة وبيت الخليج في مبادرات الصلح على المستوى السياسي والمعونات الإنسانية، نفتح أبواب التغيير في التفكير الرسمي على مصاريعها والبدء بنسف الفكر التقليدي للإدارة الإعلامية والترويجية والتسويقية، وعلى الدولة أن تتخذ من طاقة أبناء الكويت شُعلاً تضوي منارات سابقيهم، تتبنى مبادراتهم، وتسهل أعمالهم، وتيسر مسيرتهم في سبيل نهضة الكويت، حتى نجيب كل من يسألنا في السفر: من أين أنتم؟ فنقول: نحن "عيال" درة الخليج.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.