تتجه سارة إلى غرفة المعيشة، وهناك تجد معطف وحقيبة زوجها ملقيان على الأرض أو الأريكة.
لم تتفاجأ، هذه أمور مُعتادة، ولكن على الرغم من أنها فعلت ما بوسعها لتشرح له لماذا يزعجها هذا الأمر، فإنه لا يهتم، إنها تغلي اليوم.
يحاول زوجها آدم إنقاص وزنه، لكن عندما فتح الباب الساعة 6:00 نادت الثلاجة على اسمه. ما بدأ باعتباره "وجبةً خفيفةً" تحوَّل إلى مائدة طعام مفتوحة.
يمكن أن يكون المنزل مصدراً للراحة والحنو -الكلب الذي يهز ذيله والروائح اللذيذة من العشاء- يمكن أيضاً أن يكون ساماً مع المعاطف الملقاة والثلاجة والعض والشجار والعقلية المعتمدة على وضع التحرك التلقائي.
ويوضح موقع Psychology Today الأسباب المؤدية لذلك:
الدفاعات منخفضة
بمجرد انتهاء وقت العمل نبدأ تلقائياً في التخلص من شخصية المهنة الرسمية.
وبطبيعة الحال نسترخي ونخرج عقلياً من واجبات العمل ونخفض دفاعاتنا، ونصبح أنفسنا أكثر.
وقد تكون شخصياتنا في أيام أخرى ذات حس دعابة، ولكن في الأيام المضغوطة، يعتبر هذا بمثابة دعوة للجانب المظلم لدينا ليظهر على السطح.
مؤثرات ومحفزات في كل مكان
هناك الآلاف منها داخل المنزل، والتي بالكاد يلاحظها العقل الواعي ولكنها تهاجمنا عاطفياً بمجرد لمسنا لباب المنزل.
وهذا ما يجعل دماغ سارة ينتبه إلى المعطف الملقى والحقيبة، ويهجم آدم على الثلاجة، كل هذه الأسباب المؤثرة علينا والمحركة لنا، لا تأخذ الكثير من أجل خلق مزاج مشحون ومضغوط بسرعة، والأمثلة على المحفزات كثيرة مثل بكاء طفل والصحف المتناثرة على طاولة، فنشعر بالتشويش وبالكثير من الضيق.
العلاقات تتدهور
اجمع هذه الدفاعات المنخفضة مع الآلاف من المؤثرات، وسترى كم سيكون من السهل جداً لهذا أن يؤثر في تفاعلنا مع شركائنا وأسرنا.
حديث سارة مع آدم بشأن المعطف يضغط عليه الآن، وهو أيضاً يتخبط، ويتجه الزوجان بغفلة وبسرعة في نفس الخندق العاطفي القديم.
قد يدخل ويصيح بالتحية، ولكن ليس هناك أحد ليجيب، أو يسمع تعارك الأطفال مع بعضهم البعض في غرفة النوم مرة أخرى، الإجهاد يملئه بالأدرينالين، وهو الآن يصرخ في الأطفال، ويصرخ لزوجته، ويتصرف كالثور الهائج.
إزالة السموم من المنزل
ليس من الضروري أن يكون الأمر بهذه الطريقة، ولكنه يتطلب منك أن تكون استباقياً وتتعمد كسر الأنماط، وإليك بعض النصائح:
قم بقياس مزاجك
عند العودة إلى المنزل تفحَّص نفسك على مقياس من 1-10، بحيث رقم 1 يمثل أن تكون هادئاً تماماً وفي مزاج جيد، و10 تعني انتحارياً أو متعباً ذهنياً، انظر أين أنت، إذا وصلت إلى أعلى من 4 أو 5، فقد حان وقت العمل.
احكِ عن مشاعرك
أعطِ شريكك وعائلتك نظرةً قبل أي شيء آخر، بدلاً من طرق الباب والبدء بالعض والهجوم على الفور.
آدم وسارة يمكن أن يتصلا بزملائهما عندما يتحركان على الطريق أو في طريق عودتهما إلى المنزل، ليخبروهم أنهما كان لديهما يوم من العمل الشاق، ويحتاجان إلى بعض الوقت من السكينة.
غيِّر روتين حياتك
بمجرد فتح الباب، يكون الوقت بالفعل متأخراً جداً والمؤثرات تطغى عليك.
سارة تحتاج إلى التحدث مع نفسها، والاعتراف أنها ضعيفة بشأن معطف زوجها، وغيره.
لذا فهي بحاجة لاتخاذ قرار بما ستفعله بمجرد دخولها، وتخبر آدم وهو في السيارة أنها كانت تحتاج إلى 20 دقيقة فقط للاطمئنان على الأطفال.
ويخبر آدم زوجته أنه سوف يكون سعيداً عند مساعدتها في الأطفال، ولكن يحتاج نحو 15 دقيقة للاسترخاء قبل البدء.
ربما يقرر أنه سوف يأخذ الأطفال بعد كل شيء إلى الحديقة لمدة نصف ساعة، بينما تحضر زوجته العشاء، سيساعدهما ذلك على كسر النمط الروتيني.
حل المشاكل
إذا كان الأطفال دائمي الشجار مع بعضهم البعض بعد الوصول إلى المنزل من المدرسة، فعليه هو وزوجته الخروج من روتين ما بعد المدرسة معاً، الذي من شأنه أن يساعد الأطفال على الهدوء.
بالمثل، تحتاج الزوجة لإجراء محادثة مختلفة مع زوجها عن المعطف والحقيبة، وليس فقط الاستمرار في التذمر منه.
إنشاء الطقوس
تخبرنا الأبحاث أن أول 4 دقائق عندما نستيقظ في الصباح، وعندما نأتي إلى المنزل في المساء هي الأكثر أهمية، لأن ما يحدث خلال تلك الدقائق يمهد لعدة ساعات قادمة.
هنا حيث يكون من المفيد إنشاء أفعال استباقية وطقوس عند الاستيقاظ، وعند الوصول للمنزل مثل العناق في الصباح أو التحدث أثناء شرب فنجان من القهوة في الصباح.
تحية عند الباب تليها 15 دقيقة للاسترخاء ستغير المزاج بشكل كبير.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع Psychology Today. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.