قال مسؤولون أميركيون بالمخابرات وجهات إنفاذ القانون، الإربعاء 8 مارس/آذار 2017، إنهم كانوا على علم منذ نهاية العام الماضي بحدوث اختراق أمني في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أدى إلى قيام موقع ويكيليكس بنشر وثائق تابعة للوكالة.
وأبلغ المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، رويترز، أنهم يعتقدون أن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس، الثلاثاء، حقيقية.
وقال المسؤولون إن محققين يركزون على متعاقدين مع وكالة (سي آي إيه) بوصفهم المصدر المرجح لتسريب الوثائق إلى ويكيليكس.
كان موقع ويكيليكس قد نشر ما قال إنها نحو 8 آلاف صفحة من المناقشات الداخلية في وكالة المخابرات المركزية الأميركية حول تقنيات القرصنة التي استُخدمت بين 2013 و2016.
ألمانيا تحقق
وفي ألمانيا، قال مكتب الادعاء الاتحادي الأربعاء، إن المكتب سيفحص، بعنايةٍ، وثائق ويكيليكس؛ لأن بعضها يشير إلى أن سي آي إيه استخدمت القنصلية الأميركية في فرانكفورت قاعدة رئيسية للتسلل الإلكتروني.
وقال متحدث باسم المكتب لرويترز: "سنفتح تحقيقاً إذا رصدنا دليلاً على عمل إجرامي ملموس أو متهمين بعينهم"، وأضاف: "نفحصها بعناية شديدة".
ولم يتسنَّ على الفور التحقق من مضمون الوثائق المنشورة، لكن عدداً من المتعاقدين وخبراء في الأمن الإلكتروني قالوا إن ما حوته هذه الوثائق مواد مشروعة فيما يبدو.
يأتي الكشف عن هذه الوثائق قبل أيام من زيارة مزمعة للمستشارة أنجيلا ميركل لواشنطن؛ لعقد أول اجتماع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وجه انتقادات حادة لبرلين في عدة مجالات؛ مثل سياستها التجارية وما يعتبره مستويات غير مناسبة من الإنفاق العسكري.
"تعقيد العلاقات مع الألمان"
وربما تؤدي وثائق ويكيليكس أيضاً إلى تعقيد العلاقات الثنائية في مجال المخابرات والتي بدأت تتعافى بعد سلسلة من الفضائح؛ من بينها ما كشف عام 2013 عن تجسس وكالة الأمن القومي على الهاتف الجوال الخاص بميركل. وخضعت القنصلية بالفعل لتحقيقات مكثفة من جانب مشرّعين ألمان بعد هذه الواقعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، سيباستيان فيشر، في مؤتمر صحفي اعتيادي للحكومة، إن ألمانيا تأخذ القضية على محمل الجد، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من العمل؛ للتحقق من مصداقية الوثائق. وأضاف أن برلين على اتصال وثيق مع واشنطن بشأن القضية ومثل هذه الأمور بوجه عام.
ورفض مسؤولون بالمؤتمر الصحفي للحكومة الألمانية الرد على أسئلة حول ما إذا كان لدى برلين أي معلومات عن أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأميركية في ألمانيا.
وقال موقع ويكيليكس إن السلطات الأميركية منحت موظفين في (سي آي إيه) جوازات سفر دبلوماسية وهويات صادرة من وزارة الخارجية الأميركية؛ للقيام بأعمالهم في ألمانيا من داخل القنصلية الأميركية في فرانكفورت التي ركزت على أهداف في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.