لا أعلم لماذا التصقت كلمة الإرهاب بالإسلام؟ فالإسلام ليس ديناً جديداً حتى يتفاجأ العالم بأنه دين إرهابي، بل إن الإسلام معناه التسليم لله، وهو دين للسلام النفسي والروحي، وبعيداً عن الدخول في معتقدات الدين الإسلامي، هناك ما يقارب من 2 مليار مسلم في العالم، مثلهم مثل باقي البشر، بينهم الطيب والسيئ، كحال كل البشر في جميع أنحاء العالم مهما اختلفت دياناتهم أو أعراقهم، ولكن المسلم العربي الآن أصبح متهماً بالتخلف والهمجية والإرهاب، فقط لأنه عربي ومسلم.
لم يكن الإسلام متهماً بالإرهاب قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ولكن كانت أميركا تواجه الشيوعية حتى سقطت مع انهيار الاتحاد السوفييتي، وأصبحت أميركا القوة العظمى الوحيدة في العالم.
منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول والحرب التي شنتها أميركا على الإرهاب في العراق وأفغانستان، لم ينتهِ الإرهاب، بل ازداد الأمر سوءاً، فنشأت تنظيمات جديدة مثل داعش في سوريا والعراق، وأنصار بيت المقدس في مصر، التي تدين بالولاء لداعش.
إذا نظرنا للوطن العربي سنجد أن القتلى والضحايا لتلك المنظمات معظمهم من المسلمين، فالإرهاب لا ينتقي ضحاياه، تحولت سيناء إلى ثكنة عسكرية، وتمزق العراق، وانهارت ليبيا، وتكفي المأساة في سوريا، والأطفال المشردون حتى يعلم الجميع أن العرب يعانون من الإرهاب أضعاف ما يحدث في الغرب.
هناك الكثير من العمليات الإرهابية التي هزت أوروبا، والتي ساهمت بشكل كبير في تشويه صورة الإسلام لدى الغرب، مثل تفجيرات مدريد في 2004، وتفجيرات قطارات لندن في 2005 نهاية إلى أحداث نيس بفرنسا التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، تلك الحوادث وغيرها وضعت الإسلام في قفص الاتهام، وجعلت منه المسؤول عن الإرهاب في العالم، وأصبحت نظرات الإرهاب والعنصرية والهمجية تتجه لأي مواطن مسلم يعيش بالخارج.
عندما احتل هتلر معظم أنحاء أوروبا في الحرب العالمية الثانية، وقتل وشرد الملايين من البشر، كان بسبب جموحه الشخصي في السيطرة على العالم، بل وأقام المحارق لليهود، العالم كله استنكر ما فعله، هل كان هتلر مسلماً؟ ولماذا لم يتهم اليهود المسيحية بأنها دين إرهابي؟
أما الموقف الأكثر تشابهاً بين ما يعانيه المسلمون اليوم هو ما حدث مع اليابانيين الأميركيين عقب هجمات بيرل هيربل، فتعالت الأصوات العنصرية في الإعلام، وأصوات في الحكومة مثل ليلاند فورد، عضو الكونغرس عن لوس أنجلوس، الذي طالب بوضع جميع اليابانيين في معسكرات اعتقال، ونشرت لوس أنجلوس في اليوم التالي ذلك الرأي على أنه من مقتضيات الحرب، على الرغم من عدم وجود أي عمل إرهابي من اليابانيين الأميركيين، ولكن ذلك لم يشفع لهم من نظرات الاتهام والعنصرية.
استسلمت اليابان في نهاية الحرب العالمية أيضاً، ولكن هذا لم يمنع أميركا من إلقاء قنبلة نووية على هيروشيما وأخرى على ناجازاكي، لا أعلم إن كان هذا كنوع من العقاب أو لا، ولكن في النهاية كانت النتيجة ملايين القتلى والمصابين المدنيين.
الحملة التي تشنها الإدارة الأميركية الحالية تذكرني بالماضي القريب، وما حدث في العراق واتهامه بالإرهاب وبوجود أسلحة نووية وكيماوية، ما برر الحرب على العراق واحتلالها وإعدام صدام، وكانت آثار هذه الحرب فرار الملايين للخارج كلاجئين، وموت آلاف النساء والأطفال، كما أقر هذا السير بيتر تاسيل، عضو مجلس العموم البريطاني، وما زلنا نبحث عن أسلحة الدمار في العراق حتى الآن، النقطة الأهم هي أن العراق كانت البلد الوحيد في المنطقة الخالية من تنظيم القاعدة قبل الحرب، والآن أصبحت البؤرة الرئيسية للإرهاب بعد الغزو الأميركي.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.