بعد اجتماعهما داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي السبت 11 فبراير/شباط 2017 في فلوريدا لبحث مكانة الولايات المتحدة في آسيا، وهو موضوع عمد ترامب مؤخراً إلى تبديل موقفه بالكامل بشأنه.
فغداة لقائهما في المكتب البيضاوي، قضى المسؤولان طوال الفترة الصباحية معاً تحت أشعة الشمس في نادي ترامب للغولف "ترامب ناشونال جوبيتر غولف كلوب" ليس بعيداً من الدارة الفاخرة لقطب العقارات في مارالاغو.
وفيما لم تتسن الفرصة للصحافيين لرؤيتهما، نشر الملياردير السبعيني على تويتر صورة تظهره مرتدياً قبعة بيضاء ويحيي آبي باليد بطريقة ودية.
وغرد ترامب "أقضي وقتاً رائعاً في استقبال رئيس الوزراء شينزو آبي في الولايات المتحدة!".
Having a great time hosting Prime Minister Shinzo Abe in the United States! https://t.co/Fvjsac89qS https://t.co/OupKmRRuTI pic.twitter.com/smGrnWakWQ
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) ١١ فبراير، ٢٠١٧
وأبدى آبي الجمعة سروره للعب الغولف مع ترامب، لكنه حرص على التأكيد أن الرئيس الأميركي أبرع منه بكثير.
وأمل في أن تكون هذه فرصة "تسمح ببحث مستقبل العالم ومستقبل المنطقة" مع ترامب.
وللقائهما في منتجع الغولف نكهة خاصة بالنسبة إلى آبي، إذ سبق لجده رئيس الوزراء نوبوسوكي كيشي أن لعب الغولف قبل أكثر من نصف قرن مع الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور.
وحرص رئيس الوزراء الياباني على إظهار مدى التقارب بينه وبين الرئيس الأميركي.
والواقع أن ترامب لم يمض حتى الآن مع أي قيادي أجنبي كل الوقت الذي أمضاه مع آبي منذ انتخابه على رأس القوة الأولى في العالم، مع لقاء في برج "ترامب تاور" في مانهاتن بعيد الانتخابات، ومقابلة الجمعة في البيت الأبيض، وغداء عمل، وعشاء في فلوريدا، ويوم كامل في ملعب الغولف.
واصطحبت السيدة الأولى ميلانيا ترامب زوجة رئيس الوزراء أكي آبي في زيارة للحدائق اليابانية في متحف موريكامي في بالم بيتش.
هذا التقارب هو مكسب ثمين في وقت يسعى جميع رؤساء الدول والحكومات في العالم لفهم هذا الرئيس الفريد من نوعه الذي يقود دبلوماسيته على وقع التغريدات.
وبعد تصريحات مدوية خلال الحملة الانتخابية وأثناء المرحلة الانتقالية، بدل ترامب موقفه بشكل لافت في شأن آسيا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأجرى مساء الخميس للمرة الأولى مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جينبينغ وتعهد احترام "مبدأ الصين الواحدة" الذي يحظر أي اتصال دبلوماسي مع تايوان.
وهذا الموقف المطابق للسياسة التي تنتهجها واشنطن منذ عقود يشكل تغييراً تاماً في توجه الرئيس الجديد، بعدما كان يؤكد قبل بضعة أسابيع أن "كل شيء مطروح للبحث، بما في ذلك الصين الواحدة".
كذلك قدم ترامب صباح الجمعة تطمينات قوية للحليف الياباني، بعد التصريحات المقلقة بنظر طوكيو التي أدلى بها خلال الحملة الانتخابية.
وأكد أن التحالف بين العدوين السابقين هو "حجر الزاوية من أجل السلام والاستقرار في منطقة المحيط الهادئ".
كما أكد المسؤولان في بيان مشترك أن المعاهدة الأمنية الأميركية اليابانية تنطبق على جزر سينكاكو المتنازع عليها بين طوكيو وبكين، وهو مصدر ارتياح آخر لليابان.
وأعربا عن رفضهما "لأي عمل أحادي يهدف إلى إعادة النظر" في إدارة اليابان لهذه الجزر.
ولم يتحدث الرئيس الأميركي وضيفه الذي أشار إليه خطأ في تغريدة بتعبير "رئيس الوزراء شينزو"، إلى الصحافة السبت.
ومن المقرر أن يعود آبي إلى اليابان صباح الأحد.