ترامب والإعلام الأميركي.. من يكسب المعركة؟

ترامب ليس الأصلح لقيادة بلد بحجم الولايات المتحدة الأميركية، هكذا بدت صحيفة نيويورك تايمز وخطها التحريري ومن ورائهم آلاف الأميركيين الذين يملأون شوارع الولايات الأميركية تنديداً بترامب وفوزه وتنصيبه، والأهم من ذلك كله سياساته المضرة باسم أميركا وقيمتها في العالم، وقد كانت سيدته في يوم من الأيام.

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/09 الساعة 01:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/09 الساعة 01:49 بتوقيت غرينتش

الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب، في تغريدة له، يعرض شراء صحيفة نيويورك تايمز لتصحيح خط تحريرها وترشيده بما يتناسب مع السياسة الأميركية الجديدة ومع مصالح أميركا ترامب، التي يضيق صدرها بالنقد وبالإعلام المعارض.

ليست مزحة أو نكتة، إنها الحقيقة فأميركا سيدة العالم وأم الديمقراطيات وراعية الحقوق والمتحدث الأول باسم الحريات والإعلام الحر لم تعد كما كانت، تغيَّر وجهها، وتبدَّلت ملامحها منذ صعود الرجل الديمقراطي المتعجرف، أصبحت تضيق بالإعلام وبالنقد وبمن يخالف ترامب وحلفاءه، أصبحت دولة الرجل الواحد، بعدما كانت أو كما كانت تظهر للجميع الوجه المناهض لكل المستبدين في العالم والداعي إلى تفعيل الديمقراطية وترسيخها في كل أنحاء العالم.

أي وجه تظهر به أميركا ترامب اليوم؟ وإلى أين هي ماضية؟

تغريدة ترامب القوية جداً، والرسالة الواضحة التي وجهها إلى صحيفة نيويورك تايمز جاءت بعدما وصفت الصحيفة الأميركية قرار ترامب بمنع مواطني سبع دول إسلامية من السفر إلى أميركا ووضعها ضمن قوائم الإرهاب، وصفت الصحيفة القرار بالجبان والخطير والمضر بالمصالح الأميركية، فيما يبدو توجهاً من نيويورك تايمز لاختيار المواجهة مع الرجل، والوقوف في الصف المعارض لسياسة الرجل، وإعلانها صراحة بعدما ما كانت ممزوجة بشعار احترام صناديق الاقتراع.

ترامب ليس الأصلح لقيادة بلد بحجم الولايات المتحدة الأميركية، هكذا بدت صحيفة نيويورك تايمز وخطها التحريري ومن ورائهم آلاف الأميركيين الذين يملأون شوارع الولايات الأميركية تنديداً بترامب وفوزه وتنصيبه، والأهم من ذلك كله سياساته المضرة باسم أميركا وقيمتها في العالم، وقد كانت سيدته في يوم من الأيام.

الصراع بين ترامب ووسائل الإعلام الأميركية ليس وليد اللحظة، فقد بدأ منذ إعلان الرجل ترشحه ومشروعه الانتخابي الصادم للجميع والمنفر للكثيرين، منذ ذلك اليوم بدأت الحرب بين ترامب ووسائل الإعلام الأميركية، ومن أهمها نيويورك تايمز، فاستخدمت كل وسائل الدعاية التي لم تخلُ من بعض الحقائق ضد الرجل، وجندت الصحف والقنوات ومراكز استطلاع الرأي ضد الرجل وتم تشويه صورته أيما تشويه، لكن ذلك لم يسقط ترامب الذي بدا مستنداً على قوة داخلية شعبية وقوى سياسة تعمل في الخفاء من أجل إنجاح الرجل.

ظلت المعركة دائرة بين الإعلام وترامب، انحاز فيها الإعلام الأميركي انحيازاً تاماً ضد ترامب، كما انحاز من قبل في انتخابات الستينات أيام الرئيس الراحل روزفلت، وفاجأ الجمهور الأميركي يومها الجميع، وأعاد انتخاب الرئيس المريض يومها مرة أخرى.

في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2016 التاريخ يعيد نفسه، ولكن مع اختلاف الشخصيات، روزفلت كان حكيماً جداً، بينما ترامب يبدو في نظر كثيرين متهوراً ومجنوناً في كل تصرفاته وتصريحاته، ورغم كل ذلك كسب الجولة الأولى ضد هيلاري كلينتون أولاً وضد الإعلام ثانياً.

اعتذرت وسائل الإعلام الأميركية يومها علناً لجمهورها عن توقعاتها الخاطئة بعدم فوز ترامب، في محاولة هي أقرب لجس نبض الرجل تجاهها، ومحاولة لمد يد السلام مع ترامب وكسب وده وتجنب شروره، لم تجد نفعاً فيما يبدو من المواجهة الأخيرة بين ترامب والإعلام.

ومع تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني 2017 وبدئه تنفيذ سياسته التي وعد بها، ومخططه الذي جاء من أجله، وخروج المظاهرات المنددة به واتساعها يوماً بعد يوم.. عادت وسائل الإعلام الأميركية لتهاجم الرجل.

ترامب والإعلام الأميركي في مواجهة مباشرة.. وشتاء أميركي ساخن فمن سيكسب الرهان في الأخير؟

أميركا ترامب بوجه غير الذي عرفه العالم عنها تبدو فيه للانقسام والعنصرية والتطرف أقرب منها للسياسة والديمقراطية وقيادة العالم وسيادته كما كانت تلقب دائماً بالولايات المتحدة الأميركية سيدة العالم والحاكم الفعلي له.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد