ديسمبر 2016.. الأكثر إثارة وسخونة

دخلنا في السنة الميلادية الجديدة 2017 إلا أن يفاجئنا بأحداث مثيرة سوف تسجل في التاريخ، ولكن مع الأسف في التاريخ الأسود الأكثر عنفاً ودموية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/02 الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/02 الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش

دخلنا في السنة الميلادية الجديدة 2017 إلا أن يفاجئنا بأحداث مثيرة سوف تسجل في التاريخ، ولكن مع الأسف في التاريخ الأسود الأكثر عنفاً ودموية.

فرغم أن العرب سمّته "كانون" من الكينونة، بمعنى الاستقرار والهدوء، فإنه كان الأعنف والأكثر دموية، ورغم أنه شهر يمتاز ببرودة الطقس وتساقط الثلوج أحياناً، فإن أحداثه كانت ساخنة، وغلبت أجواءه المعتادة.

في ديسمبر الماضي ودَّعت تونس وفلسطين وكل العرب الشهيد محمد الزواري الذي سطّر حياته في الدفاع عن قضايا الأمة.
ديسمبر 2016 حمل في طياته الكثير من الأحداث خلال عشرين يوماً فقط، فيه أبيدت فيه حلب، وهجر أهلها، وقيل إنها سقطت على الرغم من أنها معركة بين شعب أعزل وحاكم مدلل ومعزز بدعم أجنبي قوي جداً، كان هذا أبرز حدث في هذا الشهر هز العالم، وسيسطره التاريخ كما سيسطر كل أحداث 2016.

في الشهر نفسه، أشهر شرطي تركي سلاحه ضد السفير الروسي وأرداه قتيلاً، وهتف باسم الإسلام وباسم حلب، فانقسم المسلمون كعادتهم بين من يعتبره بطلاً ومن يعتبره إرهابياً، فزاد الطين بلة وحمّل السوريين والأتراك ما لا قبل لهم به في الوقت الراهن.

في تلك الأيام من الشهر المثير كانت تونس وفلسطين وكل العرب من وراء ذلك يودعون شهيداً، سطر حياته في الدفاع عن قضايا الأمة التي أولها الأقصى، محمد الزواري الذي اغتاله الموساد على أرضه وبين شعبه، وصور المعتدي المشهد وكأنه في رحلة سياحية ليضع الجميع في تونس في حيرة من أمرهم، عن مدى توغل الموساد داخل البلد العربي الثائر.

أما مصر كعادتها منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز أبت وأبى أن تخرج خالية الوفاض بتفجير يهز الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية، واختلف الجميع حول طريقته فضاعت الحقيقة كالعادة؛ لتبقى حقيقة واحدة أن مصر ليست في الطريق الصحيح، وقد تنجر وراء المخطط الأعنف كحال الجيران.

وأبى إلا أن يزيدنا خوفاً على بلداننا العربية، الإرهاب يحاول أن يصل للأردن عن طريق الكرك والجيش الأردني يتصدى ويقدم الشهداء فداء للوطن، أما اليمن والعراق وليبيا فالعنف لا يزال مسيطراً كحال بقية الأشهر.

أوروبا هي الأخرى كان لها من الإرهاب والأحداث العنيفة نصيب؛ حيث شهدت برلين حادثة دهس تقتل العشرات، كما لم تسلم مساجد زيوريخ من عنف الإرهاب.

أحداث 2016 كانت ساخنة جداً لا تبشر بخير وتنبئ بأن العام القادم لن يختلف عن سابقيه.

فرنسا وإن كانت سلمت من الأحداث الإرهابية، إلا أن حدثاً سياسياً ساخناً ساهم في دخولها ضمن الأحداث السياسية الأبرز في شهر ديسمبر 2016 بمفاجأة الرئيس أولاند للجميع وإعلان عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة وترشح رئيس وزرائه مانويل فالس لها.

إفريقيا فاجأت الجميع عن طريق حدث جلل لا يحدث كل يوم، فجنرال غامبيا يحيى جامي يعترف بالهزيمة أمام منافسه، وهو أمر عظيم، خصوصاً أن الرجل حكم البلاد عقدين من الزمن، والعادة في إفريقيا أن الجنرالات لا يسقطون إلا بالطريقة التي يأتون بها، "الانقلابات العسكرية".

أحداث ديسمبر 2016 التي كانت ساخنة جداً لا تبشر بخير، وتنبئ بأن العام القادم لن يختلف عن سابقيه، هذا إذا لم يكن يحمل الأسود في طياته، ففي عالم أصبح يكسوه الدم ويغشاه الإرهاب، ولا صوت فيه يعلو فوق صوت المعارك والحروب، وتعيش فيه الإنسانية أسوأ مما عاشته إبان الحربين العالميتين سيئتي الذكر والسمعة.. حتى قيل من شدة الوقائع والأحداث إننا مقبلون على حرب عالمية ثالثة.

ديسمبر لم يكن له من اسمه نصيب، رغم أننا نعيب الزمان والعيب فينا فماذا عن 2017؟

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد