تداعيات اغتيال السفير الروسي بتركيا

وزارة الخارجية الروسية سارعت إلى إعلان أن الحادث إرهابي، وأكد مسؤول العلاقات الدولية بالدوما الروسي أن الحادث لن يؤثر على علاقات البلدين، كما اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي.

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/24 الساعة 03:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/24 الساعة 03:09 بتوقيت غرينتش

أطلق ضابط تركي يدعى مولود ألتنطاش من قوات وحدة مكافحة الشغب، وكان يعمل حارساً خاصاً لكبار الشخصيات بتركيا، أطلق النار على السفير الروسي بأنقرة أندريه كار لاف، وأرداه قتيلاً، جاء ذلك أثناء كلمة للسفير الروسي خلال زيارة لأحد المعارض بأنقرة.

منفِّذ الهجوم هتف بقوله "الله أكبر، ولا تنسوا إخواننا في حلب"، في محاولة لربط العملية بما يجري في حلب وبالخلاف الروسي – التركي بشأنها.

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها العلاقات التركية – الروسية أزمة كهذه، فقد دقت طبول الحرب العام الماضي، حين أسقط طيار تركي إحدى طائرات سوخوي الروسية على الحدود التركية – الروسية في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2015 م، واتضح بعد انقلاب الخامس عشر من يوليو/تموز 2016م، أن العملية كانت مدبرة لزعزعة أمن تركيا وعلاقاتها الخارجية، فاعترف الطيار حين تم إلقاء القبض عليه ليلة الانقلاب الفاشل بأنه كان يريد حرباً تركية – روسية، هدفها إسقاط حزب العدالة والتنمية، بقيادة زعيمه رجب طيب أردوغان، وكادت الأمور يومها تنزلق إلى حرب تركية – روسية، فقد شهدت العلاقات التركية – الروسية أسوأ فتراتها منذ الحربين العالميتين، يومها حدث تراشق بالكلمات بين الدولتين ومقاطعة اقتصادية قبل أن يتوصل الطرفان إلى تسوية سياسية.

وزارة الخارجية الروسية سارعت إلى إعلان أن الحادث إرهابي، وأكد مسؤول العلاقات الدولية بالدوما الروسي أن الحادث لن يؤثر على علاقات البلدين، كما اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي.

يذكر أن العلاقات الروسية – التركية تشهد مرحلة متقدمة بعد انقلاب الخامس عشر من يوليو 2016، فلا يخفى على أحد أن أنقرة باتت أقرب إلى موسكو منها إلى واشنطن، رغم الاختلاف بشأن الحرب في سوريا وموقف تركيا المعلن من تدخل روسيا في سوريا وعدوانها على حلب ومساعدتها لنظام الأسد ضد شعبه، وكان آخر محطات التفاهم هو الاتفاق الذي حصل بين موسكو وأنقرة بشأن إجلاء المدنيين من حلب مع وقف مؤقت لإطلاق النار، ولا يزال الاتفاق سارياً إلى وقت حادثة الاغتيال.

ويأتي حادث اغتيال السفير الروسي في أنقرة بعد عدة أيام دامية شهدت خلالها تركيا هجمات إرهابية خلفت وراءها عشرات القتلى من الشرطة التركية، كما تعيش تركيا حرباً شرسة ضد الإرهاب الذي يهدد إسقاط الدولة، فبدأ أعداء تركيا منذ انقلاب الخامس عشر من يوليو يلعبون على المكشوف، فمن مطاردة أنصار جماعة عبد الله غولن، أو ما يسمى التيار الموازي، إلى حربها التاريخية مع حزب العمال الكردستاني ثم جاء ظهور داعش على الخط؛ ليزيد من خصوم أنقرة، ولا يمكن كذلك تجاهل خصومها في سوريا المنتشين بانتصارهم في حلب، الذين يتهمون النظام التركي بالوقوف وراء ما يجري في سوريا ودعمه للمعارضة المسلحة، التي يصفها نظام الأسد بالجماعات الإرهابية المتشددة، ومن خصوم تركيا البارزين والمنتظرين أي هفوة أو زلة؛ ليشتموا أردوغان ونظامه، مصر ممثلة في نظام السيسي.

أما العلاقات مع واشنطن فتبدو في أسوأ حالاتها كحال علاقة تركيا بدول الاتحاد الأوروبي.

حادثة اغتيال السفير الروسي بتركيا المقصود منها إسقاط هيبة الدولة التركية، وزعزعة أمنها الداخلي، والتشويش على علاقاتها الخارجية، وليست إلا حلقة من حلقات مسلسل الحرب على تركيا، الذي بدأت ملامحه تتكشف منذ الانقلاب الفاشل في يوليو 2016.. وحتى وإن كان دافع الاغتيال انتقامياً لحلب وليس سياسياً، فإن أضراره على تركيا أكثر من نفعه، وهذا ما لم يضعه الشاب المندفع في حسبانه، أم قد تجاهله عن عدم.

فمتى سيتوقف مسلسل العمليات الإرهابية في تركيا؟ وماذا يريد الإرهابيون غير إسقاط الدولة التركية المستعصية على السقوط؟ والانقلاب الفاشل خير شاهد على ذلك.

وأما العلاقات التركية – الروسية فيبدو من تصريحات ساسة البلدين أنها متجاوزة حادثة اغتيال السفير الروسي بأنقرة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد