شارع لإعداد السيارات المفخخة ومصنع ذخائر.. تعرّف على حجم الصناعة العسكرية لـ”داعش”

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/14 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/14 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش

مع تقدم القوات العراقية في منطقة الموصل، يمكن العثور على مصانع للذخائر أو شارع تحوّل إلى سلسلة لإعداد السيارات المفخخة، كاشفاً عن حجم صناعة الأسلحة التي أقامها الجهاديون.

أكد خبراء أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي سيطر لأكثر من عامين على مناطق واسعة في العراق، أقام شبكة منظمة للغاية لا يمكن لحركات متطرفة أخرى أن تضاهيها.

وقدرات الإنتاج هذه كانت إحدى أبرز نقاط القوة للجهاديين لإبقاء سيطرتهم على الأراضي التي احتلوها في العراق عام 2014 وأيضاً بسوريا.

والضوء الذي ألقي على هذه الترسانة مع تقدم القوات العراقية والكردية، المدعومة من قوات التحالف الدولي، يعطي معلومات ثمينة قد تساهم في إحباط هجمات جديدة بدول غربية.

وقال جيمس بيفان مدير مجموعة "كونفليكت ارمامنت ريسرتش" ومقرها بريطانيا لوكالة الصحافة الفرنسية" "إنه ابتكار من نواحي الحجم والتنظيم ومركزية القيادة ودقة الإنتاج".

وأضاف: "لا أعرف أي مجموعة مسلحة أخرى تنتج (أسلحة) بهذا الحجم وعلى هذا المستوى من التنسيق".

وزار بيفان مع فِرَقه العراق لتفقّد مصانع الذخائر التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية".

واستنتاجاتهم التي نُشرت الأربعاء، تكشف عن نظام تجميع متطور لعشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ والعبوات الناسفة كانت نوعيتها تخضع لاختبار بانتظام.

وعلى الأرض، ذكر هاشم علي، الخبير في نزع الألغام بالجيش العراقي، بالتفصيل، ما عثر عليه على طول شارع مارت شموني في قرقوش.

وتقع مدينة قرقوش التي تمت استعادتها في أكتوبر/تشرين الأول من "داعش" في جنوب شرقي الموصل، معقل التنظيم الذي شنت القوات العراقية هجوماً عليه.

"مستوى عالٍ في التنظيم"


كان "داعش" قد استولى على قرقوش في 2014، ما حمل السكان -وغالبيتهم من المسيحيين- على الهرب، وحوّل الشارع إلى مصنع لإنتاج أسلحة.

وفي المكان الذي كانت الشاحنات تفرغ فيه حمولاتها من السلع التركية للمتاجر، كان الجهاديون يصنعون سلاحهم الأقوى، السيارات المفخخة.

في مبنى أول كانوا يفككون السيارات، وفي الثاني كانوا يجهزون لوحات معدنية لتصفيحها. وعلى مسافة قريبة، كان الجهاديون ينتجون متفجرات ثم يحملونها بعشرات الكيلوغرامات في سيارات متوقفة في الشارع.

وقال هاشم علي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجهاديين "منظَّمون بشكل جيد. وإذا مُنحوا القليل من الوقت سيجدون وسيلة جديدة لمفاجأتنا".

وتستهدَف القوات العراقية يومياً بالسيارات المفخخة التي تتكدس هياكلها في شمال العراق.

وكانت الأسلحة اليدوية الصنع تنتج في مصانع استولى عليها التنظيم بمعدات كانت موجودة فيها أصلاً.

وفي مصنع قديم للإسمنت بقرية العريج (جنوب الموصل)، استُخدمت المعدات الموجودة لإنتاج قذائف الهاون والصواريخ. وفي مكان آخر، حُوّل مستودع سابق لتخزين الوقود إلى مركز لإنتاج العبوات المتفجرة.

ولوضع اللمسات الأخيرة، كان التنظيم يضع شعاره على الأسلحة التي ينتجها.

معلومات مفيدة للغرب


وفي ساحة المعركة، الأسلحة التي ينتجها التنظيم، الذي يضم في صفوفه أعضاء سابقين بالقوات والمخابرات العراقية، أثبتت فاعليتها وتضاف إلى تلك التي تم الاستيلاء عليها، خصوصاً في مخازن القوات النظامية.

وقال بيفان: "اليوم وفيما يضيق الخناق حول تنظيم (الدولة الإسلامية)، فإن المعلومات التي يتم جمعها حول هذا الإنتاج قد تسمح بمعرفة بشكل أفضل التهديد الذي يمثله خارج الأراضي الواقعة تحت سيطرته والتصدي له".

من فرنسا إلى مصر، مروراً ببلجيكا أو تركيا، شن تنظيم "الدولة الإسلامية" أو جهات موالية له هجمات دامية في 2015 و2016. وفي ديسمبر/كانون الأول، حذرت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) من أن الجهاديين قد يصيبون أهدافاً في أوروبا بسيارات مفخخة.

وقال بيفان: "باتت سوريا والعراق مواقع لإنتاج أسلحة أكثر تطوراً لم يُشهد لها مثيل إطلاقاً". وأضاف أن "تهديدها بات يمتد خارج هذه الأراضي؛ لأنه إذا طُرد (داعش) من الموصل ومن مناطق واسعة في سوريا فإن مقاتليه سيتوزعون وبينهم صانعو القنابل".

تحميل المزيد