حاسة الشم تمكّن النساء من فهم مشاعر الرجال.. إليك التفسير العلمي وراء الحب من أول نظرة

يبدو أن مسألة الوقوع في الحب من أول نظرة ليست لها علاقة بشكل الحبيب فحسب، وإنما برائحته كذلك.

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/05 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/05 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش

من الطرائف التي توصلت إليها العديد من الدراسات، أن حاسة الشم تلعب دوراً كبيراً في الانجذاب بين المحبين، فيبدو أن مسألة الوقوع في الحب من أول نظرة ليست لها علاقة بشكل الحبيب فحسب، وإنما برائحته كذلك، فكل شخص له رائحة خاصة به يفرزها الجسم؛ حيث إن الرائحة من أهم أسباب الانجذاب أو النفور بين الأشخاص.

إن لرائحة الجسم دوراً كبيراً في اختيار المرأة شريك حياتها وفي اختيار الرجل شريكة حياته، فرائحة جسم كل منا تختلف باختلاف جينات المناعة، وكل فرد ينجذب إلى رائحة جينات المناعة التي ليست لديه.

الحب من أول نظرة غريزة من مسؤولية الأنف


قام العلماء بتفسير هذه الظاهرة على أساس مبدأ الحفاظ على النسل، فإذا كان للزوج جينات مناعة مختلفة عن جينات المناعة لدى الزوجة؛ فهذا مؤشر على أن طفلهما سوف يكون محصّناً بقدر كبير ضد كثير من الفيروسات والأمراض، فهي غريزة بداخلنا للحفاظ على النسل.

وفي دراسة أجراها فريق من الباحثين بمعهد ماكس بلانك الألماني، فالمرأة تمتلك قوة خارقة في أنفها؛ تجعلها قادرة على التمييز بين الرجال الذين يتصفون بالضعف والوهن من خلال رائحتهم؛ لأنها تستطيع شم رائحة العديد من المشاعر، مثل الخوف والاشمئزاز، على جلد الرجال عبر رائحة العرق لديهم.

وأكد العلماء في دراستهم أن المرأة، سواء أدركت أو لم تدرك، تختار الرجل بأنفها أولاً، وغالباً ما تميل إلى أن يتميز شريك حياتها برائحة تشبه رائحة والدها، وأن المرأة التي تحب شريكها بقوة لا تستطيع أن تشم سوى رائحته، في حين لا تنجح في التعرف على رائحة غيره من الرجال.

المرأة تحب من يختاره أنفها


يطلق العلماء على رائحة الرجل اسم الفيرومونات، ويربطون تلك الفيرومونات بالمنظومة الجينية التي تحدد مدى مواءمة الرجل للمرأة من الناحية العاطفية غير الملموسة وغير المرئية.

وتتخصص الأنثى أكثر من الرجل في فهم دقيق للغة الفيرومونات، فيمكنها أن تحكم على قدرة الرجل الجنسية وحتى على حيوية وصحية وصلاحية حيواناته المنوية عن طريق شمها لفيروموناته المفروزة لا إرادياً من مناطق عدة من جسده.

ويقول الأستاذ بجامعة هارفارد الأميركية مارك سيلستاد: "إن العديد من الدلائل تؤكد أن اختيارنا لشريك الحياة يتأثر بالمواد الكيميائية الصادرة عن الجسم، وأن حاسة الشم تلتقط روائح هذه المواد لتصدر قرارها برفض هذا الشريك أو الموافقة عليه".

ويقول سيلستاد: "إن حاسة الشم تقدم معلومات اجتماعية عن الآخرين، وغيابها مرتبط بانخفاض الأمان الاجتماعي لدى الرجال والنساء ويؤثر على الشراكات، وأيضاً فالشخص الذي يعيش حالة حب ترتفع لديه نسبة مادة السيراتونين المسؤولة عن اعتدال المزاج".

أعراض الحب من منظور علمي


تمكّن العلماء من الوصول إلى أعراض الحب من خلال تحاليل معملية، إلا أنهم لم يتوصلوا حتى الآن إلى الأسباب التي تجعل القلب يرقُّ لشخص معين دون غيره، فالحب يحُدث العديد من التغيرات الكيميائية في الجسم وتظهر انفعالات عديدة بمجرد وقوع عيناك على من تحب، مثل سرعة خفقان القلب وتقلصات المعدة، وجفاف الحلق، والاضطراب في التنفس.

هذه هي أعراض الحب، ولكن لماذا تحدث في هذا الوقت بالتحديد ومع هذا الشخص بعينه، إنها عملية تفاعل كيميائي تحدث دون أن ندري، فهذه الجاذبية للطرف الآخر (شريك الحياة) تجعلنا نراه الأجمل والأكثر رقة ورومانسية حتى لو لم يكن كذلك.

– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الإسبانية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد