عبر كثير من المسلمين في أنحاء العالم، اليوم (الأربعاء) 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، عن شعور بالفزع من انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة وقالوا إنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر بين الغرب والإسلام ويذكي التطرف.
وعلى الرغم من أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول زعيم دولي يتصل بترامب لتهنئته، فإن المسلمين يشعرون بالقلق من أن يكون فوزه هدية دعائية للجماعات المتطرفة. ويخشى آخرون من أن ينفّذ الرئيس المنتخب وعوده بالتضييق على المسلمين الذين يدخلون الولايات المتحدة.
خطابه استفزازي
وقالت يني واحد، وهي شخصية إسلامية بارزة في إندونيسيا: "دأب ترامب على خطاب استفزازي بدرجة كبيرة تجاه المسلمين. الناخبون هناك يتوقعون منه أن ينفذ وعوده. هذا يشعرني بالقلق بشأن التأثير على المسلمين في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم".
ويبلغ عدد المسلمين في العالم 1.6 مليار نسمة، لكنهم ينتمون إلى مذاهب ومدارس فكرية متنوعة. ويشكل المسلمون غالبية السكان في دول مختلفة؛ مثل إندونيسيا وباكستان والسعودية والسنغال وألبانيا وتتنوع أفكارهم السياسية.
وأنزعج كثيرون بسبب تصريحات ترامب السابقة المتعلقة بمنع المسلمين من دخول البلاد أو إخضاعهم لعملية تدقيق مكثفة سلفاً، وكذلك من وجود نشطاء بارزين مناهضين للإسلام بين مؤيديه.
وخلال الحملة الانتخابية الضارية، هاجم ترامب منافسيه أيضاً بسبب ما وصفه بإنكارهم التهديد الذي يشكله الإسلام المتشدد والذي قال عنه إنه "يصل إلى شواطئنا". وأضاف أنه سيشكل على الفور لجنة مختصة بهذا الأمر.
قلق على أقاربي
وقال علي نبيل، وهو طالب يبلغ من العمر 20 عاماً في القاهرة: "أشعر بالقلق على (أقاربي في أمريكا) لأنهم مسلمون.. مصريون مسلمون… وهو لن يعامل المسلمين جيداً".
وقالت رئاسة الجمهورية في مصر إن السيسي هو أول زعيم دولي يهنئ ترامب في اتصال تليفوني، وهو ترحيب أبداه عرب آخرون لا تعجبهم سياسات كلينتون في الشرق الأوسط.
لكن في أماكن أخرى، ينظر مسلمون آخرون لترامب على أنه شخصية عدائية.
وقال جانيو أولوكانجا في لاجوس كبرى مدن نيجيريا: "أي شيء يحدث في أمريكا يؤثر على الجميع، وفي ظل وعود ترامب ضد السود والمسلمين والأقليات فإن ما حدث ليس شيئاً يسعدنا".
وعبّر أفراد من الأقليات المسلمة التي تعيش في دول غربية عن مخاوفهم مما يرونه تصويراً سلبياً على نحو متزايد لعقيدتهم وأبدوا قلقهم من انتخاب ترامب.
وقال هارون خان، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، في بيان: "من المثير للقلق، بشكل كبير، أن الرجل الذي دعا صراحة للتمييز ضد المسلمين والأقليات الأخرى أصبح زعيماً لدولة عظمى"، لكنه هنّأ ترامب على فوزه.
تعزيز التطرف
وقال بعض المسلمين إنهم يخشون من أن يعزز انتخاب ترامب وجهة النظر القائلة إن الولايات المتحدة تكنّ عداء للمسلمين وهو ما سيعيق الجهود داخل العالم الإسلامي لمكافحة التطرف.
وقال عمار رشيد، وهو أكاديمي وعضو في حزب عمال عوامي الباكستاني، على تويتر: "فوز ترامب سيكون هدية ضخمة لحركة جهادية فاشلة ستحظى الآن بصيحة استنفار جديدة".
وأضاف: "إذا كان للفكر الجهادي من رافد يغذيه، فهو صورة الولايات المتحدة ككيان صليبي شرير معادٍ للمسلمين. سيحققون أكبر فائدة من فوز ترامب".
وعلى منتديات المواقع الإلكترونية الجهادية، قال متشددون إن انتخاب ترامب كشف الموقف الحقيقي للولايات المتحدة تجاه المسلمين.
وكتب أحدهم يقول: "لقد سقطت الأقنعة".
وكان بعض المسلمين الآخرين أكثر تفاؤلاً، ومن بينهم وزير الداخلية الأفغاني الأسبق عمر داود زاي الذي استشهد بما حققه رونالد ريغان خلال رئاسته للولايات المتحدة من 1981 وحتى 1989.
وقال لـ"رويترز": "أنهى رونالد ريغان الحرب الباردة. آمل أن ينهي دونالد ترامب كل الحروب وأن يصبح بطلاً للسلام في العالم".
"سلبية وساخرة"
ورغم تعبير بعض المسؤولين عن قلقهم، لم تصدر منظمة التعاون الإسلامي التي تضم في عضويتها الدول الإسلامية أي بيان يتعلق بفوز ترامب.
وفي إندونيسيا -وهي أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، قال مسؤول من أكبر هيئة دينية هناك إن انتخاب ترامب قد يخلق توترات جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
وقال دين شمس الدين -وهو مسؤول بارز في مجلس العلماء الإندونيسي- للصحفيين في جاكرتا، إن ترامب أدلى في السابق بتصريحات سلبية وساخرة عن المسلمين، مضيفاً: "نسي أن الكثير من الأمريكيين مهاجرون".
وأصدرت السعودية بياناً لتهنئة ترامب بفوزه في الانتخابات، لكن لم يتضمن البيان تعليقات أخرى.