تستعد أميركا الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 لأمسية انتخابية استثنائية يمكن أن تطول قبل معرفة هوية الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة: هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب.
270 الرقم السحري
الناخبون لا يصوتون الثلاثاء في انتخابات رئاسية فقط على كل الأراضي وإنما في 51 عملية اقتراع مصغرة في كل ولاية أميركية وفي العاصمة الفدرالية واشنطن.
وسيتم عرضها الواحدة تلو الأخرى على الشاشة، هناك قرابة 12 ولاية رئيسية يمكن أن تغير معسكرها من جهة إلى أخرى، وتظهر تدريجياً على الخارطة الانتخابية التفاعلية للبلاد والملونة بالأحمر للجمهوريين والأزرق للديمقراطيين.
وهذه الخارطة التفاعلية تعتمدها بشكل ثابت كل أربع سنوات محطات التلفزة التي تبث الأخبار على مدار الساعة ووسائل الإعلام التقليدية على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لأنها تعطي صورة واضحة ساعة بعد ساعة طوال هذه الأمسية الانتخابية الطويلة عن ميزان القوى الجمهوري-الديمقراطي.
صوت ملايين الأميركيين في الاقتراع المبكر. ويجري التصويت بالاقتراع غير المباشر لأن المواطنين يختارون كبار الناخبين الذين سيختارون بدورهم في منتصف كانون الأول/ديسمبر هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب. وعددهم 538 ناخباً بالإجمال، ويتفاوت عددهم بحسب تعداد سكان الولاية.
ويلعب الرقم "270" دوراً سحرياً لأنه يمثل الحد الأدنى من أصوات كبار الناخبين الذي يتعين الحصول عليه للوصول إلى البيت الأبيض، أي الغالبية المطلقة من 538 ناخباً كبيراً. وفي 48 ولاية تجري الانتخابات بالغالبية من دورة واحدة ما يعني أن المرشح الذي يتقدم على منافسه يفوز بكل أصوات كبار ناخبي الولاية.
أمسية مفاجآت
يختار الأميركيون رئيسهم ونائبه عبر التصويت على امتداد شاسع يتضمن أربع مناطق زمنية. وستغلق أولى مكاتب الاقتراع على الساحل الشرقي عند منتصف الليل بتوقيت غرينيتش وآخرها في ألاسكا عند الساعة 6,00 ت غ الأربعاء.
وبالتالي فإن الاحتفالات تبدأ عند الساعة 19,00 الثلاثاء (منتصف الليل غرينيتش الأربعاء) حين تغلق كل مكاتب الاقتراع في جورجيا وكارولاينا الجنوبية وفرجينيا وفيرمونت وكذلك في أنديانا وكنتاكي.
ويمكن أن تأتي أولى المفاجآت من جورجيا إذا خسر دونالد ترامب هذه الولاية الجنوبية التي تصوت عادة للجمهوريين، وفرجينيا إذا أفلتت هذه الولاية التي فاز بها الرئيس باراك أوباما من أيدي هيلاري كلينتون.
وبعد نصف ساعة فقط عند الساعة 00,30 ت غ، يمكن أن تأتي الصدمة من ولايات أساسية مثل أوهايو وكارولاينا الشمالية اللتين تضمان عدداً كبيراً من كبار الناخبين: 18 و15 على التوالي إذا غيرتا معسكرهما، فالأولى تصوِّت تاريخياً للديمقراطيين والثانية للجمهوريين.
وبين الساعة 1,00 ت غ و2،00 ت غ، تصبح ألوان حوالي 30 ولاية أو عشرات كبار الناخبين، بالأحمر أو بالأزرق على الخارطة الانتخابية.
لكن يجب ترقب الوضع في ولاية فلوريدا الحاسمة وناخبيها الكبار الـ29، والتي فاز بها أوباما بفارق ضئيل جداً في 2012 في ختام أربعة أيام من إعادة فرز البطاقات. وهذه الولاية الجنوبية حبست أنفاس العالم في العام 2000 حتى حسمت الأصوات لصالح جورج بوش على حاسب آل غور.
كما يجب مراقبة نيوهامشير الصغيرة، الولاية الريفية ذات الذهنية المستقلة والتي تصوت عادة للديمقراطيين لكن المنافسة فيها هذه السنة شديدة جداً، وكذلك بنسلفانيا المعقل الصناعي الذي يميل إلى الديمقراطيين ويعد 20 من كبار الناخبين.
وعند الساعة 2,00 ت غ الأربعاء، يمكن أن تميل أريزونا وتكساس، الولايتان المحافظتان الواقعتان على حدود المكسيك إلى كلينتون. وعلى العكس فإن كولورادو وميشيغن وويسكونسين، معاقل الديموقراطيين مع إجمالي 35 من كبار الناخبين يمكن أن تصوت لصالح ترامب.
كلينتون م ترامب في نهاية الليلة؟
محطات التلفزة التي تعطي النتائج ولاية بعد ولاية بحسب نظام متطور للفرز الجزئي، واستطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع التي تعطي تقديراتها الخاصة، لا تنتظر عادةً أصوات كبار الناخبين الـ55 لولاية كاليفورنيا (4,00 ت غ) المحسومة للديمقراطيين لكي تبث النبأ العاجل وتعلن اسم الرئيس المقبل.
وهذه السنة، نظراً لتقارب نتائج استطلاعات الرأي في الأيام الماضية فإن أمسية الولايات المتحدة -ليل أوروبا- يمكن أن تكون طويلة جداً وخصوصاً في حال لم تكن النتيجة واضحة في فلوريدا.