أحب بيوت اليساريين عندما يكونون "أونكوپل" أو في لحظات "زواج" عابرة، فهي منازل جميلة ومرتبة بعناية مفرطة: تلك المكتبات الكبيرة، تلك اللوحات التجريدية المليئة باللطخات، تلك الزرابي الأمازيغية الموضوعة على الحيطان وليس على الأرض، وتلك التماثيل الخشبية الافريقية الموزعة في كل الأركان…
لكن، أكثر ما أحبه في هذه "البيوت اليسارية" هو المرحاض (أعزكم الله).
في "الطواليط اليساري" لا بد أن تجد نباتات مجففة في مزهريات غريبة، لا أعرف لماذا تصلح لكنها دائما هناك، ولا بد من حاملة للمجلات، لأن اليساري يقرأ حتى وهو يقضي حاجته، كما بالإمكان أن تجد "طفاية" سجائر و"كارطبوستالات" على باب المرحاض تُصور كل العواصم العالمية.
في "بيت الماء" الثقافي هذا يدخن اليساري، يقرأ المجلة، ينظر إلى النبات المجفف، يسافر في البطائق البريدية وفي نفس الوقت يتغوط.
بالطبع لا أتحدث هنا عن "حطب الثورة" المتكدس في تلك المقرات البئيسة المليئة بصور الشهداء وشعارات السبعينات الغابرة، بل عن بعض "مُفكريهم" من المنتسبين لطبقة "الكافيار اليساري"، والذين اكتشفوا، مؤخرا، في مراحيضهم الأنيقة، أن لحزب العدالة والتنمية "شرعية للإصلاح" فصاروا يُنَظرون ويُدَافعون باستماتة عن هذا "الخراء الإخواني" الطافح الذي عشنا فيه لـ 5 سنوات مضت وقد نعيش في نتانته لخمس سنوات قادمة (لا قدر الله).
أعتذر للرائحة الكريهة في هذا العمود لكنني سأستمر.
سأستمر لأن رائحة هؤلاء تزكم الأنوف هذه الايام.. وأنا لم أعد أطيق هذا الهواء "الخانز" وأنصاف المواقف "الخانزة" وبرغماتية "الخنز".
ومادامت سيرة الروائح "العطرة" قد جاءت، وأعتذر مرة أخرى للقارىء (ة) الحساس (ة)، فأريد، هنا والآن، أن أذكر هؤلاء برائحة خاصة تسكن مراحيضهم وتشبه رائحة مواقف بعضهم وبعضهن في هذه الأيام الكحلاء التي نعيشها:
هل تتذكرون عند قرب نهاية "الواجب البيولوجي"؟ تنسون أو تتناسون أن في "مرحاضكم الثقافي" طفاية، وترمون بما تبقى من سيجارتكم في ثقب "بيت الماء".. هل تتذكرون تلك الرائحة التي تنبعث عند انطفاء سيجارتكم في الخراء.. تلك هي رائحتكم اليوم يا "رفاق بنكيران والبيجيدي".
أعتذر، مرة أخرى، عن الرائحة الكريهة في هذا العمود لكنني سأستمر.
أنتم "فكرة"، تشبه سيجارتكم، احترقت كثيرا قبل أن تموت تماما في الدفاع عن "شرعية خراء" لا يصدقها إلا أنتم ومن تحولتم اليوم إلى أبواق لهم.
انتهيتم لأنكم خنتم.. و"ريحتكم عطات".
انتهيتم لأن اليساري فيكم تحول إلى "إخونجي" وصار يدافع عن قاتل الشهيد، وعن من خطط لقتل الشهيد وعن منفذ جريمة قتل الشهيد.
انتهيتم لأن اليساري بداخلكم تحول إلى بوق للتخلف والرجعية والردة.. بوق لمن يريد أن تكون المرأة مجرد "ثريا" في المنزل.
انتهيتم لأن اليساري الذي كان يسكنكم صار رأسماليا متوحشا لا يريد فقط بيع هذا البلد في مزاد أمريكا ولكن في مزاد أكثر وحشية اسمه "التنظيم العالمي للإخوان المسلمين".
انتهيتم لأنكم لم تفهموا أن الشعب قد "عاق" ولأنكم اخترتم "الرابحة" لتكونوا رعاعا عند شعبوي سيستنزفكم إلى آخر موقف ويرمي بكم كأي "كلينيكس" مستعمل.
لعنة بنبركة عليكَ !
لعنة بنجلون عليكِ !
لعنة سعيدة وآيت الجيد عليكم جميعا !
أحب بيوت اليساريين عندما يكونون "أونكوپل" أو في لحظات "زواج" عابرة، فهي منازل جميلة ومرتبة بعناية مفرطة: تلك المكتبات الكبيرة، تلك اللوحات التجريدية المليئة باللطخات، تلك الزرابي الأمازيغية الموضوعة على الحيطان وليس على الأرض، وتلك التماثيل الخشبية الافريقية الموزعة في كل الأركان…
وأحب هذه الخربشة اللغوية التي أتممتها الآن.. و"خويت اللي في قلبي والحمد لله !"
فأنتم لا تستحقون غير خرباشات "خانزة" وكلمات "خانزة" ومقالات "خانزة" مثل مواقفكم.
أطلقوا ماكينة سبابكم الآن !
"فؤاد مدني.. ويد لوف".
"كورديالمون".
انتهى.
ملحوظة: الفيديو أسفله للذكرى والتذكر.
مشاهد من جنازة المناضل الاتحادي الشهيد عمر بنجلون
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.