عندما تنتشر رائحة الموت في كل مكان، ماذا عليك أن تفعل؟!
ستحاول الهرب، تحاول أن تخفي أطفالك في أبعد مكان عن هذه الرائحة المتفشية كالوباء في المكان، لكن إن كان طريق الهرب حتى قد أُشبع بالموت والغدر.. ماذا تكون فاعلاً؟
ماذا تفعل بطفلك الذي قد أرضع خوفاً وحقداً على العالم بأجمعه الذي يريد القتل وحسب؟
بدمعة قد جفت على جبينه ولسان حاله يقول: ما ذنبي أنا؟! لم أقتل، لم أسرق حتى، لم أرتكب أي ذنب بعد كي أرى كل هذا.. ماذا هو فاعلٌ في دنيا تغير لونها إلى اللون الأسود، ويتلون بلون الدماء، وكأنهما اللونان الوحيدان المتبقيان بعلبة الحياة؟
أصبح الموت والقتل والتفنن في طرقِهم هو الهَم الوحيد والشّغل الشاغل في هذا العالم.
أولدت كي أصبح رقماً متزايداً بعداد قتلى الحروب فقط؟ أولدت لكي أكون مادةً إعلامية تكتب في الصحف وتنشر بالمحطات؟ انظروا كيف قتل هذا الطفل؟
أنسي العالم أنه قد وُلد قبل كل هذه الأديان التي يتنازعون عليها؟ وأقبح من ذلك الجميع يَقتُل باسم الدين، ويقتل باسم الرب، لكن الأديان جميعها براءٌ من ذلك.
لسان حال هذا الطفل قائلاً: أهذه الحياة التي كنت أركل بطن أُمي لأجلها؟أهذه الحياة التي صارعت أحشاء أُمي حتى أصبح على متنِها؟
أصوات تدعو للعدالة، وأكفٌّ تبحث عن الحُرية والأمان، لم يبقَ لهم سوى الدعوات كي تبعد قنبلة عن منزلهم أو رصاصة عن قلوبهم وسلب أرواحهم..لكن من قلب الأسى سَيولد حُلم، من بين الأشواك الحياةُ ستظهر زهرة وتعيد للحياة لونها من جديد.
لا بد أن يستيقظ العالم يوماً من سيمفونية الرصاص والقنابل التي دججت مسامعهم، ويعودوا يوماً لأصوات العصافير وضحكات الأطفال وهمسات المحبين.. لا بد من قيد الحقد أن يكسر ويعود الحُب إلى مسراه، لا بد من ذلك يوماً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.