الطموح والزواج
ان أصحاب الشغف والاحلام الكبيرة احياناً يتأخرون في قرار الزواج سواءً أكانوا إناث او ذكور. بل وان تزوج احدهم يكون بشكل مفاجئ فتجد احدهم يقول هي من ابحث عنها وتسمع احداهن تقول اقبل به! بالرغم انها رفضت العشرات قبله واليكم هذه التدوينة لعلها تفسر هذه الظاهره.
بالبدايه اود ان اسأل لماذا يختار فلان فلانه وتقبل به زوجاً؟ السبب انه يجدها مناسبه له تماماً بحسب ما يراه ويؤمن به وذلك يكون انعكاساً عن بيئته (افكاره، قدراته، ومهاراته) وهذا ما اسميه ب دائرته التي يعيش فيها. فتلك دائرة المراهقين وهذه دائرة المفكرين وهنا دائرة المتدينين وتلك دائرة الاغنياء وهناك دائرة المشاهير ووالخ من الدوائر في حياتنا.
فما قصة الارتباط والزواج بذلك؟!
إن الشخص الطموح دائماً غير مقتنع تماماً بمكانته الحاليه. وبما اننا نعيش دائماً في دائرة جميع من فيها يشبهوننا؛ اذا ستكون الخيارات امامنا اناس لا يقلون ولا يزيدون عنا شيء فننتهي بجملة "لا يعجبني احد" لاننا متيقنين اننا سنغادر هذه الدائرة وننتقل الى مكان افضل ولن يعجبنا كل من بقي بهذه الدائرة الحالية.
كلامي السابق يشمل اصحاب الهمم ومن يحملون الهم لتطوير ذاتهم والرقي بامكانياتهم الفكرية والمهارية ويعلموا انهم كذلك. اما عن الاشخاص الذين لا يعلمون انهم كذلك فبالتأكيد كانت لهم محاولات في الارتباط ولربما شاء القدر ان يمهلهم فرصة اضافية وهنيئاً لهم بذلك.
سمعت اشخاص كثيرون متيمين بفتيات خلال الجامعة او العمل ولم يكتب النصيب وبعد سنوات بعد ان تغير فكره وتطورت شخصيته لايجد سبباً منطقيا كان لاختيارها في ذلك الوقت، لانه ببساطه ما زال ينظر اليها كاحد اعضاء الدائرة السابقة علماً انه لايعلم باي دائره انتهى بها المطاف. وكذلك الفتيات فهي بعد ان كانت معجبة بشخص سابقاً ولم يكتب الله النصيب؛ ستنظر اليه بنظرة "ما الذي جعلني اختاره، لا اراه يمثلني والنتيجة واحده وهي انتقالها لدائرة (بيئة) أفضل وبقي هو بدائرة سابقة في مخيلتها.
هنا سيظهر لديك تسأول؛ لماذا هذه القاعدة تنكسر احيانا وترا فلان بشكل مفاجئ تمسك بفتاه وتقدم لها حسب الاصول وتراها لم تتردد بالموافقة؟ جميل جداً هذا السؤال فقد ذكرته في المقدمة واليك الجواب ببساطه؛
لاتتحرك رغبة الشخص الطموح او الطموحه في الزواج الا اذا وجد من هي في دائرة يسعى الوصول اليها مستقبلاً ووجدها متقبله له فقد وفرت له عناء الانتظار ولكن لماذا هي توافق عليه دون تردد؟ فالسبب يعود الى انها شعرت بانه مستقبلاً سينمتي لدائرة عظيمة وكل ما يحتاج اليه هو الوقت ولديها القدرة على مساندته للوصول اليها وتبدأ حياة زوجيه مبنيه على تحقيق غايات عظيمة. فهذا ما يسمى بالحاسه السادسه وهو الايمان بقدرات من هو مقابلك وكأنك تقرأ مستقبله ونادراً مايخيب ظنها. وبالتأكيد العكس وارد فذلك الرجل يرى في تلك الفتاه قدرات كامنه ستساعدها للوصول للدائرة التي يطمح ان يراها فيها وكل ما تحتاج له هو ايضاً "الوقت" وهذا يحدث بشكل سريع وفرصه لاتعوض فيكون القرار مفاجئ!!. وان لم يحدث ذلك فسيتزوج متأخراً او ستقبل بزوج ملئ قلبها بوقت متأخر
لابد من ذكر شيئين مهمين هنا:
الاول؛ هناك منهن من تقبل بعريس غير مقتنعه به تماماُ ولكن هروباً من العنوسة او غضب الاهل وهي لا تشعر فتبدأ بإقناع نفسها انه مناسب وتكون ابتسامتها غير مكتملة الا اذا حالفها الحظ وكان الزوج شخص يعلم كيف يرسم خريطة حياتهما ورفع مستوى الدائرة، وغير ذلك؛
الثاني؛ لا علاقة للمال بالزواج وهو ليس الا مجرد عذر نستخدمه للهروب من الزواج لان المال لا يجلب حياه سعيدة وزوجه عفيفه وان كان ركن من اركان الحياة المكتملة .والدليل ان فلانه التي بقيت تبحث عن شخص مقتدر مادياً فجأة تزوجت برجل غير ميسور الحال ولكنها مؤمنه بانه شخص عظيم ولديه اهداف واضحة وسيصل يوماً لدائرة الاغنياء ولحسن تربيتها فهمت ذلك وكانت له داعماً ومسانداً لتحقيق ذلك.
لذلك في اختيار زوجتك او اختيار زوجكِ اياك وان تقيم الوضع الحالي – بل استخدم المعطيات الحالية لتعطيك نتائج مستقبلة متوقعة – فهذا ماتعلمته في عالم المال والاعمال وينطبق تماماً على حياتنا الشخصية.
العادات والسلوكيات و وطريقة التفكير الحالية ماهي الا مؤشرات واحتمالات لمستقبله او لمستقبلها التي تأخذ الحصة الاكبر في التفكير قبل اتخاذ القرار والله ولي التوفيق.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.