أكّد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور تركي في حديث لرويترز اليوم الاثنين 12 سبتمبر/أيلول 2016 أن المملكة أخذت تصريحات القيادة الإيرانية بالاعتبار مشدداً على عدم حصول ما يعكر صفو وأمن حجاج بيت الله الحرام.
وقال تركي "حتى الآن لم يحدث ولم يرصد ما يعكّر صفو أمن حجَّاج بيت الله الحرام ولكن بكل تأكيد مسؤولياتنا تظل مستمرة".
وأضاف "نحن معنيون بالمحافظة على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام في كافة مراحل أدائهم للنسك وأيضاً خلال تواجدهم في المملكة وحتى مغادرتهم من المملكة سنظل نؤدي مهامنا في كافة المواقع للمحافظة على أمنهم وسلامتهم."
وجاء تأكيد اللواء تركي تزامناً مع بدء أيام التشريق الثلاثة التي يقوم فيها مليونا مسلم تقريباً برمي الجمرات الثلاث على مدى ثلاثة أيام في مشعر منى مع حلول أول أيام عيد الأضحى المبارك وذلك بعد مرور عام تقريباً على أسوأ كارثة شهدها موسم الحج في نحو ثلاثين عاماً جرَّاء التدافع في المكان عينه.
وتعرض الحج لكارثة تدافع عام 2015 تقول الرياض أن 769 شخصاً توفوا فيها وهو أعلى عدد من الوفيات في الحج منذ أزمة تدافع في عام 1990. لكن عدد القتلى المجمع من الدول التي تسلمت جثث ضحاياها زاد على ألفي قتيل في حادث العام الماضي بينهم أكثر من 400 إيراني.
وقال تركي "بحمد الله تعالى كل مواسم الحج من الناحية الأمنية التي تعاملنا معها في سنوات بعيدة جداً كانت آمنة على حجاج بيت الله الحرام وهذا الموسم ليس استثناء في ذلك."
وأشار تركي إلى أن "المملكة مستهدفة بالإرهاب، والتهديدات بالنسبة لنا ليست حديثة.. ونحن في هذا العام الهجري أو خلال 11 شهراً الماضية تعرضنا لأكثر من 16 عملاً إرهابياً داخل المملكة بما فيها المحاولة الإرهابية لاستهداف المسجد النبوي الشريف خلال شهر رمضان الماضي."
وشدّد تركي على أنه "في كل موسم حج منذ أن بدأنا في مواجهة إرهاب القاعدة وإرهاب تنظيم داعش وفي المواسم التي سبقت ذلك دائماً نأخذ كل شيء بالاعتبار، وكل احتمال."
ومضى في القول "وفي كل سنة نقيم الأوضاع بشكل عام سواء داخل المملكة أو في المناطق المحيطة وفي مختلف أنحاء العالم ونتخذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة التي إن شاء الله تكفل المحافظة على أمن حجَّاج بيت الله الحرام."
ورداً على سؤال لرويترز عن موقف الرياض من التصريحات الصادرة عن القيادة الإيرانية قال تركي "تابعنا أشياء كثيرة عبر وسائل الإعلام وفي كل مرة نسمع شيئاً من مثل هذه التهديدات أو أعمال تحريض كنا نتمنى ألا تكون صحيحة ولكن أخذنا كل شيء بعين الاعتبار ونراعي كل شيء لأن أمن حجاج بيت الله الحرام وسلامتهم هو هدف رئيس للمملكة ومهمة أساسية يحرص كل رجل أمن وتحرص كافة الجهات على عدم التهاون فيها وتنفيذ كل ما يخصهم لتحقيقها."
وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي انتقد السعودية بشأن إدارتها للحج بعد حادث تدافع قتل فيه مئات الحجاج العام الماضي واقترح أن تفكر الدول الإسلامية في إنهاء سيطرة الرياض على الحج.
وكان خامنئي يرد على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف الذي قال إن "الجهات الإيرانية هي التي لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخص الإيرانيين أنفسهم في إطار سعيهم لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج."
وتتهم الرياض طهران بزعزعة استقرار الدول العربية ونشر التوترات الطائفية عن طريق دعم مقاتلين في سوريا ولبنان والعراق واليمن وإثارة الاضطرابات في البحرين والسعودية. وتنفي إيران هذه الاتهامات.
وألقت إيران باللوم في حادث العام الماضي على سوء التنظيم. ولن يشارك الحجاج الإيرانيون هذا العام في الحج بعد أن انهارت محادثات التنسيق بين البلدين في مايو/أيار.