هكذا مارس الملك واجباته من خلال خطابه الأخير‎

خطاب الملك محمد السادس نزل كالصاعقة على أعداء المغرب، الذين يروجون إشاعات كثيرة على أن المغرب هو مصدر الإرهاب بإفريقيا بأكملها، وأنه يجب على المغرب التطرق إلى الإرهابيين؛ حيث أكد محمد السادس أنه لا حل لمحاربة الإرهاب بدون تعاون الدول فيما بينها، وأن الإرهاب يهدد عدة دول، وأنه ضرب عدة دول.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/06 الساعة 04:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/06 الساعة 04:04 بتوقيت غرينتش

في الخطاب الأخير للملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، الذي اعتبره الشعب المغربي خطاباً قوياً، الخطاب الملكي الذي تمحور حول ثلاث نقاط أساسية ومهمة، هي: "الهجرة والتنمية الإفريقية والإرهاب"، ذلك ما جعله خطاباً بقيمة مضافة عن الخطابات السابقة في عدة مناسبات وطنية مغربية.

وفي خطابه، إذا نظرنا إلى مضامينه، نجد الملك أكد أن ذكرى ثورة الملك والشعب لها أيضاً معانٍ تخص ارتباط المغرب بمحيطه المغاربي والإفريقي؛ حيث استهل فيه الظروف الراهنة، التي تمر بها الشعوب العربية، والمنطقة المغاربية، من عدة مراحل صعبة، والتي كما يشاهدها العالم العربي، اليوم.

واستهل الملك محمد السادس في خطابه بأن إفريقيا قادرة على النهوض بتنميتها، وعلى تغيير مصيرها بنفسها، بفضل ما لشعوبها من إرادة قوية، وطاقات بشرية وموارد طبيعية، مشيراً إلى القرار التاريخي التي اتخذته المملكة المغربية أخيراً، بعودة المغرب إلى مكانه الطبيعي، داخل أسرته المؤسسية القارية، وتابع جلالته بأن هذا القرار لا يعتبر إلا تجسيداً لهذا الالتزام بمواصلة العمل على نصرة قضايا شعوبها.

وأشار محمد السادس في خطابه إلى أن المغرب يعطي دائماً لشعوب قارته، ولا ينتظر أن يأخذ منها، والتزامه من أجل قضاياها وانشغالاتها، لم يكن يوماً من أجل استغلال خيراتها، ومواردها الطبيعية، خلافاً لما يسمى بالاستعمار الجديد، قائلاً: وإذا كان من الطبيعي أن يستفيد المغرب من التعاون مع أشقائه في إفريقيا، فإنه يحرص دائماً على أن تكون المنفعة مشتركة.

فنحن لا نعتبر إفريقيا سوقاً لبيع وترويج المنتجات المغربية، أو مجالاً للربح السريع، وإنما هي فضاء للعمل المشترك، من أجل تنمية المنطقة، وخدمة المواطن الإفريقي.

وفي مستهل خطابه التاريخي، في موضوع الإرهاب، الذي تعاني منه الكثير من الدول الغربية، والعربية، أكد محمد السادس أن الإرهابيين باسم الإسلام ليسوا مسلمين، ولا يربطهم بالإسلام إلا الدوافع التي يركبون عليها لتبرير جرائمهم وحماقاتهم، فهم قوم ضالون، مصيرهم جهنم خالدين فيها أبداً، وإنهم يظنون عن جهل، أن ما يقومون به جهاداً، فمتى كان الجهاد هو قتل الأبرياء.

وفي حديثه عن مجهودات المغرب في تسوية وضعية المهاجرين الأفارقة، بشكل يصون كرامتهم ويحفظ حقوقهم، مرر الملك محمد السادس رسائل إلى بعض الدول التي تضررت من تجنيد هؤلاء من طرف الإرهابيين، وكأنه يدعوها إلى نهج سياسة مغايرة في التعامل معهم، وردع العنصرية التي تنهج ضدهم، تماماً كما هو الحال بالنسبة للمغرب؛ حيث لم تسجل قط أية حالة لالتحاق أحد هؤلاء بالتنظيمات الإرهابية، ما يعتبر نجاحاً لم تحققه حتى الدول الأكثر ديمقراطية في العالم.

ودعا الملك محمد السادس، في خطابه، إلى محاربة الإرهاب في كل بقاع العالم، وأن لا تقدم في أي دولة دون تحقيق أي تقدم، أو مجتمع يعاني من التطرف والكراهية، وأنها هي السبب الرئيسي في انعدام الأمن والاستقرار في الدول.

وحسب رأيي، فإن الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب المغربي، ناقش في مضامينه موضوعاً مهماً بالنسبة للمغاربة، والدول المجاورة للمغرب، والدول الإفريقية عامة؛ لأن الإرهاب أصبح يهدد كثيراً بعض الدول المجاورة للمغرب، كالجزائر وبعض الدول الأفريقية، وسبب ذلك هو عدم تعاون الدول الإفريقية فيما بينها لمحاربة الإرهاب والتطرف بإفريقيا.

خطاب الملك محمد السادس نزل كالصاعقة على أعداء المغرب، الذين يروجون إشاعات كثيرة على أن المغرب هو مصدر الإرهاب بإفريقيا بأكملها، وأنه يجب على المغرب التطرق إلى الإرهابيين؛ حيث أكد محمد السادس أنه لا حل لمحاربة الإرهاب بدون تعاون الدول فيما بينها، وأن الإرهاب يهدد عدة دول، وأنه ضرب عدة دول.

الجالية المغربية بالخارج، التي دعاها الملك بالتشبث بقيم دينهم، وبتقاليدهم العريقة، في مواجهة هذه ظاهرة الإرهاب بجميع أشكاله ومكوناته، وذلك بحثهم على الحفاظ على السمعة الطيبة، التي يعرفون بها، والتحلي بالصبر، في هذا الظرف الصعب، وعلى توحيد صفوفهم، وأن يكونوا دائماً في طليعة المدافعين، عن السلم والوئام والعيش المشترك، في بلدان إقامتهم.

ونظراً للصعوبات التي تواجهها الجالية المغربية المقيمة بالخارج، فهم يعانون من تشويه صورة الإسلام، ومن العمليات الإرهابية، التي حصدت أرواح الكثير من المغاربة بالخارج.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد