اليوم يصادف ذكرى "استشهاد" سيد قطب..
قرأت لما يقارب 7 كتب كاملة لسيد قطب.. حفظت صفحات محتوى كتاب: "معالم في الطريق" ولي ذكرى تهم هذا الكتاب تبقى شخصية.
قرأت سيرة سيد الذاتية وسمعت كل الانتقادات تقريباً التي تُوجه إلى سيد وتضرب في مكانته.
لم أرَ وأنا أقرأ في كلمات سيد قطب إلا حباً لنصرة هذا الدين ودفاعاً عن المستضعفين المنتسبين إليه.
فعل ما في وسعه لذلك حتى لقي الله وهو شهيد – إن شاء الله – وفي طريقه هذا له من الأخطاء والزلات ما له مثل باقي البشر.
في كتابات سيد دائماً ما تجد الحديث عن الحاكمية لله ونصرة الإسلام وتوضيح أن الإسلام ليس فقط شرائع تعبدية ولكن هو منهج لحياة الإنسان، يشمل إلى أن يكون حاكماً لتصرفاته وأعماله.
سيد قطب كان قلباً مُحباً للإسلام، خدوما له ومعطاءً، قدم في آخر حياته نفسه في سبيله وواجه الموت بابتسامة ستبقى خالدة.
انتماء سيد قطب في بدايته للمدرسة الأدبية الرومانسية ساهم بشكل جليّ في أن يجعل لغة نصرة الإسلام والمستضعفين تشع بهاءً وجمالاً، لغة تدفع الغيورين على هذا الدين أن يتقدموا إلى الأمام عارية صدورهم حتى يلقوا الله على الشهادة وألا يتخلفوا أو يخطوا خطوة واحدة إلى الوراء، نصرةً للدين وتشبثاً به.
لغة سيد، الكلمات المُختارة، تناسق أنغام الكلمات في ما بينها، معان تلمسها من قبيل: الصدق والإخلاص والتضحية، كلها عوامل كانت وراء الأثر العريض الذي ترك سيد قطب في أرجاء العالم.. هذا الأثر الممتد إلى العالم الإسلامي وخارجه.
ومن قبيل هذا الأثر أن الإسلامي والعلماني والملحد والمستشرق كلهم في الدراسة والتحليل، ولابد أن يُعرفوا بسيد قطب وأعماله.. ولو أن الجمع هذا يكون بين الإنصاف له والطعن فيـه.
هذا وفي المُقابل لا ننكر الأخطاء التي وقع فيها سيد والتي نبه إليها بعض المُنصفين من العلماء الأجلاء لا أولئك المتفننين في ضرب أعراض الناس وذمهم وتسفيههم.
لا ننكر أخطاء سيد لأن الكل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولأن الدفاع عن سيد قطب ليس في مقام التقديس أو التنزيه.. ومن جهة أن الحق هو الأولى بالاتباع واقتفاء الأثر لا اتباع الشخص وموافقته على ما يُحسب له وما يُحسب عليـه سواء، وقد قيل: "الرجال يُعرفون بالحق، وليس الحق يُعرف بالرجال".
وبين كل مزايا سيد وبعض أخطائه وزلاته ها هو اليوم رحل قُطب ومُحال أن تنساه البشرية يوماً.. سواء بحجة بغضه أو حبه.
لأنه وببساطة رجل عظيم، وحجم ما ترك وجاهد في سبيله لا يمكن أن يذهب هباء.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.