قسوة الواقع والتفاؤل

سوف تنتصر الثورة وتنهض مصر مهما تكالب عليها الأعداء؛ حيث إننا لا بد أن نطهر قلوبنا من التصورات السلبية، ونتخلص من الخيال المريض الذي يسيطر على القادة الإسلاميين بما يقومون به من النظر إلى ما يقع تحت أقدامهم، فيصبحون مجرد رد فعل؛ لأنهم أعجز من أن يقترحوا خططاً مستقبلية، أو برامج أو مبادرات فعالة، واستخدامها في تحريك الأحداث أو تغيير إيقاعها إلى رؤية وأهداف ذات معطيات استراتيجية، حتى تستطيع أن تخترق المستقبل لرسم صورة أكثر إيجابية للمستقبل.

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/31 الساعة 03:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/31 الساعة 03:04 بتوقيت غرينتش

نرى ما نرى من الابتلاءات والشدائد التى تمر به بلادنا مصر من قتل وتشريد وبُعد عن الإسلام وهجر له وشماتة بالإسلاميين، وما رافق ذلك من المعاصي والذنوب والفتن والمصائب هنا وهناك، والأزمات والتحديات واليأس والإحباط الذي يصيب كثيراً من الشباب فى مصر.

وعلى الرغم من ذلك لا بد أن نفتح أعيننا على التفاؤل بالنصر في ظل هذه الظروف التي تمر بها مصر، وبخاصة التيار الإسلامي، وأن نعيش الأمل والتفاؤل بثبات هؤلاء الشباب والثوار والمعتقلين، بالإضافة إلى أن هذا الثبات والإصرار مكسب كبير يرفع همتنا، ومبشر لنا بالنصر والتفاؤل، رغم ضعف إمكانياتنا فإنه لا بد أن نعلم أن من حكم الابتلاء تمحيص الصفوف، وهذا بيّن، فكم من الدخلاء على الصف الإسلامي الذين لا يعرفهم إلا قليل من الناس، فإذا بهذه المحن والابتلاءات ميزت الطيب من الخبيث.

سوف تنتصر الثورة وتنهض مصر مهما تكالب عليها الأعداء؛ حيث إننا لا بد أن نطهر قلوبنا من التصورات السلبية، ونتخلص من الخيال المريض الذي يسيطر على القادة الإسلاميين بما يقومون به من النظر إلى ما يقع تحت أقدامهم، فيصبحون مجرد رد فعل؛ لأنهم أعجز من أن يقترحوا خططاً مستقبلية، أو برامج أو مبادرات فعالة، واستخدامها في تحريك الأحداث أو تغيير إيقاعها إلى رؤية وأهداف ذات معطيات استراتيجية، حتى تستطيع أن تخترق المستقبل لرسم صورة أكثر إيجابية للمستقبل.

ما زالت هذه القيادة تنقصها الروح وتنقصها أيضا الأدوات، حيث إن القيادة التي لا تستطيع أن تبث في أفرادها روح النهضة والعزيمة، ولا تستطيع رسم تصوراتها للمستقبل، ولا تستطيع معالجه الأخطاء الشنيعة التي ارتكبتها في حق شبابها وبحق نفسها أثناء الثورة وبعدها، عليها أن تنسى موضوع الثورة؛ لأن الثورات ليست سلعة يمكن شراؤها، ولكنها تفاعل طبيعي ناتج عن التهميش والفقر والقهر وإذلال الثوار في مصر.

إن الشباب الإسلامي اليوم بحاجة إلى من يبث فى نفوسهم التفاؤل ويفتح أبواب الأمل أمامهم، والأهم العمل على شحنهم بطاقة عالية تحفز همتهم وتعينهم على مواجهة الحاضر، وتحديد أهدفهم الحالية والمستقبلية، ولا بد أن تنتهي مدرسة التوقعات التي يعيشون عليها، ولا داعي لاستمرارها، كما يجب أن يعلموا جميعاً أن مدرسة التوقعات هي التي أوصلتنا إلى هذه النتيجة المحزنة.

لذلك نقول لكم إن النصر سوف يتحقق ليس بكم بل يتحقق بالثوار والمخلصين من الشباب الموجودين على الأرض، وسط هذه الشدائد ينطلق صوتهم كالرعد يشد بعضهم بعضاً، ويقوي بعضهم بعضاً، ولا يُخيفُهم طوفان الباطل، وهو في ذروة هياجه، ولا يفزعهم ضجيج أهل الشر، وإن هؤلاء الشباب يعلمون جيداً أن النصر ليس على يد قيادي أو وزير أو خفير، إنما النصر بالاعتماد على القوي الذي لا غالب له، فلا يخافون من أعداء الله، وأذكر بأن من أراد النصر فليطلبه من الله، فجنود الله التي ينصر بها عباده.

ويجب أن تعلموا أن هؤلاء الشباب هم الأكثر طموحاً منكم، ولا بد من التغير حتى يستطيع هؤلاء الشباب توظيف طاقاته وتحقيق أهدافه فى نجاح الثورة.

اعلموا أصحاب مدرسة التوقعات أن الشباب هم الأكثر تقبلاً للتغيير منكم، ولا بد أن تعرفوا هذه الحقيقة وكفاكم فشلاً، لماذا تنظرون إلى الشباب على أنهم مراهقون وأطفال على هيئة كبار، فلا تنسوا أن هؤلاء الشباب هم وقود جماعتكم ومشعل نورها، وهم المحرك الأساسي داخل هذا التيار، وأنه على أيديهم سوف تنتصر الثورة وتعود العزة وتعود الكرامة فهؤلاء الشباب هم الذين خاضوا الكثير من الصعوبات والابتلاءات، فلا تنسوا فضلهم بعد فضل الله عليكم.

ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد