“خطوط أوباما الوهمية”.. الأسد أعاد قصف شعبه بالكيماوي وتجاهل خطوط الرئيس الأميركي الحمراء

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/29 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/29 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش

وصفت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مفاوضاتها لإزالة أسلحة كيميائية من سوريا باعتبارها إنجازاً دبلوماسياً كبيراً.

ولكن وجد تقرير جديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم أسلحة كيميائية ضد المدنيين، في انتهاك للاتفاق الذي توسطت إدارة أوباما من أجله بمساعدة روسيا في عام 2013.

أكد التقرير حادثتين من الهجمات بغاز الكلور التي يقوم بها نظام الأسد – واحدة في عام 2014 وأخرى في عام 2015.

تقرير نشره موقع بيزنس انسايدر، الإثنين 29 أغسطس/آب 2016، نقل عن فريد هوف، وهو زميل في المجلس الأطلسي ومستشار خاص سابقاً لعملية الانتقال في سوريا تحت رعاية وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون، قوله: "لقد تعلم نظام الأسد على مدى السنوات الخمس الماضية أن إدارة أوباما لن تفعل شيئاً على الإطلاق لحماية المدنيين السوريين من القتل الجماعي".

وأضاف: "إن عودته إلى استخدام المواد الكيميائية كأسلحة ليس من المستغرب على الإطلاق".

خطوط أوباما الوهمية


وعلى الأرجح أن إدارة أوباما كانت على علم بأن قوات الأسد تستخدم الأسلحة الكيميائية قبل صدور تقرير الأمم المتحدة.

وقال روبرت فورد، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط وسفير الولايات المتحدة في سوريا بين أعوام 2010 و2014:"هذه ليست مفاجأة للإدارة".

وأضاف "لقد كنا نتلقى تقارير حول استخدام غاز الكلور هذا لأكثر من عام. وأدلى بعض الأطباء السوريين بشهادتهم أمام الكونغرس في العام الماضي

(2015).. ولذلك كانوا على علم بالأمر منذ فترة طويلة، والآن مع صدور تقرير الأمم المتحدة، أصبحوا أكثر تورطاً من قبل".

اعترف مسؤول بإدارة أوباما أن حكومة الولايات المتحدة قد اشتبهت في أن نظام الأسد كان يستخدم غاز الكلور.

وذكر المسؤول في تصريح خاص لبيزنس إنسايدر، أن تقرير الأمم المتحدة "يدعم ما قلناه المرة تلو الأخرى. فقد قلنا مراراً وتكراراً إن النظام السوري استخدم غاز الكلور المستخدم في الصناعة كسلاح ضد شعبه في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيميائية والقرار رقم 2118 الذي أصدره مجلس الأمن بالأمم المتحدة".

لم يتخلص من الكلور


في حين أن قرار الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية السورية لم ينص على أن النظام يجب أن يتخلص من الكلور باعتباره مادة كيميائية، إلا أنه نص على منع الحكومة من استخدامه كسلاح.

تجاهُل الأسد الصارخ للاتفاق لا يبدو جيداً بالنسبة للولايات المتحدة، باعتبار أن الاتفاق كان من المفترض أن يكون دفاع الرئيس باراك أوباما ضد المنتقدين الذين لاموه على التراجع عن موقفه حيال "خطه الأحمر" في سوريا.

يقول أوباما في تصريحه في عام 2012، إن الخط الأحمر له مع نظام الأسد سيكون استخدام الأسلحة الكيميائية. وفي وقت لاحق من ذلك العام، قتلت قوات الأسد ما يقرب من 1500 شخص في هجوم بالأسلحة الكيميائية.

ولكن لم تشن الولايات المتحدة ضربة جوية. وإنما استخدمت بدلاً من ذلك اتفاقاً بشأن الأسلحة الكيميائية كنوع من البديل للعمل العسكري.

كتب جيفري غولدبرغ، الذي أجرى مقابلة مع أوباما حول سياسته الخارجية في مجلة أتلانتك في وقت سابق من هذا العام، أنه بعد أن تم الاتفاق لم يكن لدى وزير الخارجية جون كيري "صبر على أولئك الذين يجادلون -مثلما كان نفسه كذلك ذات مرة- بأنه كان يتعين على أوباما أن يقصف مواقع نظام الأسد" لحماية مصداقية الولايات المتحدة حول الخط الأحمر.

وقد قال أوباما نفسه إنه "فخور للغاية" بهذا الاتفاق.

أخبر أوباما ذي أتلانتيك "كان التصور أن مصداقيتي كانت على المحك، وأن مصداقية أميركا على المحك، وهكذا كنت أعرف أنه بالنسبة لي الضغط على زر التوقف في تلك اللحظة، من شأنه أن يكلفني سياسياً. وحقيقة أنني كنت قادراً على الانسحاب من الضغوط العاجلة، والتفكير في ذهني في ما كان في مصلحة أميركا، وليس فقط في ما يتعلق بسوريا ولكن أيضاً في ما يتعلق بديمقراطيتنا، كان قراراً صعباً اتخذته، وأعتقد أنه كان في نهاية المطاف القرار الصحيح لاتخاذه".

الآن من الواضح أن الأسد لم يلتزم بجانبه من الصفقة.

يزدري أوباما


قال هوف "يولي الأسد وحلفاؤه -روسيا وإيران- هذه الإدارة ازدراءً محضاً".

وأضاف "يسخر الأسد من الخط الأحمر في وجه الرئيس بالعودة إلى الحرب الكيميائية؛ ويأذن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للطائرات الروسية بضرب وحدات المتمردين السورية المعادية لداعش والمجهزة تجهيزاً أميركياً، والمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يوجه الزوارق السريعة للحرس الثوري المسلح لمضايقة قواعد البحرية الأميركية في مضيق هرمز".

اختتم هوف: "إنهم جميعاً يشعرون بالضعف، وإنهم جميعاً يتصرفون وفقاً لهذا النحو".

قال فورد إن استهزاء الأسد بقرار الأمم المتحدة يضع أوباما في موقف صعب.

وأفاد أنه "على أية حال، يبدو أن ما أبرزته إدارة أوباما باعتباره أكبر إنجاز لها في سوريا.. هو أقل بكثير مما وصفته الإدارة نفسها.

والآن تُركت الإدارة بجواب أنه (على الأقل الحكومة السورية لا تستخدم غاز السارين)"، مشيراً إلى واحدة من أكثر المواد سمية المستخدمة بالحروب الكيميائية في العالم.

ومع ذلك، فإنه ربما ما زال من المبكر جداً معرفة كيف سيؤثر هذا على إرث أوباما.

وأضاف فورد "من السابق لأوانه أن نحكم؛ لأن هناك الكثير من الأحداث المؤثرة على الأرض في سوريا". وتابع "أنا لا أستبعد احتمال أنه في النهاية ستوافق كل من روسيا وإيران وتركيا بشأن الاتفاق على بنود لوقف إطلاق النار".

ومن جانبه، أصدر البيت الأبيض بياناً يدين استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية.

قال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيان، "إنه من المستحيل الآن أن ننكر أن النظام السوري قد استخدم مراراً وتكراراً الكلور الصناعي كسلاح ضد شعبه في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيميائية وقرار مجلس الأمن بالأمم المتحدة رقم 2118".

وأضاف "إننا ندين بأشد العبارات الممكنة استخدام نظام الأسد لغاز الكلور ضد شعبه".

وقال مسؤول في إدارة أوباما، إن الولايات المتحدة ستسعى لفرض المساءلة حول الهجوم بالأسلحة الكيميائية في اجتماع لمجلس الأمن بالأمم المتحدة خلال الأسبوع المقبل.

وأضاف المسؤول أن تقرير الأمم المتحدة يؤكد "على أهمية الجهود التي تقودها هذه الإدارة؛ للتأكد من أن سوريا انضمت أيضاً إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية حتى نتمكن من إلزامهم بالمساءلة".

وتابع "هذا هو بالضبط ما سوف نتابعه في اجتماع مجلس أمن الأمم المتحدة بالأسبوع المقبل".

وحتى الآن ليس من الواضح كثيراً ما يمكن أن يفعله المجتمع الدولي لفرض قرار الأمم المتحدة.

قال فورد "أصدرت بالفعل الولايات المتحدة وأوروبا الكثير من العقوبات على سوريا". وأضاف "كل منهم استبق حدوث الانتفاضة.. لذلك أنا لست متأكداً من أن هناك العديد من العقوبات الإضافية".

قد يكون حلفاء الأسد الذين هم أطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية بالأمم المتحدة مثل روسيا قادرة على إلحاق بعض العقوبات لكنه ربما أمر من المستبعد أن يحدث.

تابع فورد "من الصعب قليلاً بالنسبة لي أن أتصور الأمر". وأضاف "ولكنه كاحتمال من الممكن نظرياً، لذا فهو موجود".

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Business Insider الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد