لا لتمكين الشباب ولا لتَصَدُّرهم

يقولون: إن المشكلة في جماعة الإخوان المسلمين، هي في قيادتها. وأنا أقول: إن المشكلة الأكبر في جماعة الإخوان المسلمين، هي في شبابها. منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير والصورة تزداد فجاجة يوماً بعد يوم. الشباب يزداد تمرداً. لا يحترم قيادات ولا تاريخ، ولا يحترم آليات لاتخاذ القرار. لا يحترم جماعته في العموم.

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/28 الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/28 الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش

أقر أنا…………
الشاب ابن الستة وثلاثين عاماً
وأنا في كامل قواي العقلية
ودون أي مؤثرات خارجية أو ضغط من أحد،
أنني ضد فكرة تمكين الشباب وتصدرهم للقيادة.
لأني أرى من خلال بحثي واستقصائي أن في ذلك المهلكة لا محالة.
أما فكرة تمثيلهم في القيادة.. التمثيل الذي لا يجعلهم أغلبية يؤول القرار إليها، فأنا معه.

والأسلم من ذلك إبعادهم عن القيادة، على أن يُسمع جيداً لهم، وتُؤخذ تطلعاتهم بجدية للبحث فيها..
ولو كان الأمر بيدي، لجعلت أهم بند في أي لائحة جديدة أن لا يُنتخب في قيادة الجماعة أو الحزب أي فرد يقل عمره عن الخمسين عاماً.

يقولون: إن المشكلة في جماعة الإخوان المسلمين، هي في قيادتها.
وأنا أقول: إن المشكلة الأكبر في جماعة الإخوان المسلمين، هي في شبابها.
منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير والصورة تزداد فجاجة يوماً بعد يوم. الشباب يزداد تمرداً. لا يحترم قيادات ولا تاريخ، ولا يحترم آليات لاتخاذ القرار. لا يحترم جماعته في العموم.

فرق كبير بين أن تبدي رأيك بأدب، وأن تصر على إبدائه وإيصاله لأصحاب القرار، وبين أن تتطاول وتدّعي، بل وتكذب من أجل أن تؤكد صحة رأيك.
ثم في النهاية تُصرُّ على قرارك واتجاهك، مع أنك في جماعة أو في حزب، والمفروض في كليهما أن يكون القرار جماعياً، وأن يكون السير واحداً.

الله عز وجل كان يرسل لأنبيائه بعد بلوغهم الأربعين من العمر.
ويقولون في ذلك: إن الأربعين هي سن النضج العقلي والنفسي.
وأنا أقول: لقد كان النضج في الأزمنة الماضية يأتي سريعاً،
نضج الأجساد والعقول والأنفس.
أما الآن فإن النضج يحتاج لأبعد من ذلك..

لو كان الأمر بيدي، لجعلت في اللوائح ما يشترط بلوغ الخمسين عاماً لتولي القيادة، ولا أراها قبل ذلك أبداً.
الشباب مصطلح مرادف للقوة والحيوية. وهو مصطلح مرادف أيضاً للاندفاع والتهور والعجلة؛ ولذلك فإن الشباب هم أفضل من يكونون في الأعمال التنفيذية، وهم أسوأ من يكونون في القيادات العليا، أو في الأعمال التوجيهية والتنظيرية.
في رأيي أنه لو آلت القيادة للشباب كاملة في يوم من الأيام، فإن ذلك يعني تغييراً كبيراً، يطال هذا التغيير التنظيم والأطر، والأفكار والتوجهات، والمبادئ والأساسيات.
ويعني ذلك الانقلاب التام في كل شيء..

أحفظ الناس لميراث العلماء والمصلحين والمجددين هم تلامذتهم المباشرون، الذين عايشوهم، وأخذوا منهم، فانصهرت عقولهم بعقولهم وأرواحهم بأرواحهم.
وبالتالي فإن ما يُعرف بالقيادات التاريخية للجماعة هي الأَولى بها وبقيادتها وتوجيهها، حرصاً على المبادئ والأساسيات، والأفكار والتوجهات، والتنظيمات والأطر.

ولا يعني ذلك عدم مشاركتهم للقيادة مع الأجيال التي بعدهم. بل لا بد من تمثيل هؤلاء وأولئك. وليلتزم الجميع في النهاية بالشورى ومؤسساتها.

ولا بد من تمثيل الشباب في المجالس الشورية. ولا مانع من تمثيلهم في المجالس القيادية العليا. على أن يكون تمثيلهم بنسبة. وأن لا تتجاوز هذه النسبة في رأيي،
العشرين بالمائة من مجالس الشورى، والعشرة بالمائة من المجالس القيادية العليا.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد