قال الجيش التركي إنه شنّ ضربات جوية في شمال سوريا مما أسفر عن مقتل 25 من المسلحين الأكراد وذلك في اليوم الخامس من حملةٍ عبر الحدود بدأها بمشاركة حلفائه من المعارضة السورية المسلحة التي تسعى لهزيمة القوات الكردية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال الجيش اليوم الأحد 28 أغسطس/آب 2016 إن المسلحين قتلوا ببلدة جرابلس السورية على الحدود مع تركيا. وأضاف أنه يتخذ كل الإجراءات اللازمة لتفادي سقوط قتلى بين المدنيين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن ضربات جوية تركية وهجمات مدفعية قتلت ما لا يقل عن 20 مدنياً وأصابت عشرات الأحد ضمن الحملة التركية عبر الحدود التي تقول أنقرة أنها تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقوات الكردية.
وحلقت الطائرات الحربية التركية في سماء شمال سوريا فجر اليوم وقصفت المدفعية ما قالت مصادر أمنية إنها مواقع تسيطر عليها وحدات "حماية الشعب الكردية" بعد أن أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع معارك عنيفة خلال الليل حول القرى.
ولم يرد تعقيبٌ فوري من وحدات حماية الشعب لكن القوات المتحالفة مع المجموعة الكردية قالت أمس السبت إنه لا توجد أي جماعات كردية في المناطق التي تستهدفها القوات التركية في الهجوم.
حملة لمحاربة "الإرهابيين"
وأرسلت تركيا – التي تحارب مسلحين أكراداً على أراضيها – جنوداً ودبابات ومعدات عسكرية أخرى إلى سوريا يوم الأربعاء 24 أغسطس دعماً لمقاتلي معارضة سوريين متحالفين معها انتزعوا السيطرة على بلدة جرابلس الحدودية من تنظيم "الدولة الإسلامية".
لكن مسؤولين أتراكاً أعلنوا بوضوح أن هدفهم في سوريا إضافة إلى طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من معاقله هو أيضاً ضمان ألا توسّع قواتٌ كردية نفوذها على أراض تسيطر عليها بالفعل على طول الحدود مع تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 20 شخصاً قتلوا وأصيب 50 في معركة للسيطرة على قرية جب الكوسا بين تركيا وحلفائها من جهة والجماعات المدعومة من الأكراد من جهة أخرى.
وتخضع المنطقة لسيطرة جماعات متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها الأكراد وهي تجمعٌ فضفاض يضم وحدات حماية الشعب الكردية.
معارك عنيفة
وذكر المرصد أن مقاتلي المعارضة المدعومين بالدبابات التركية خاضوا معارك حتى الفجر ضد جماعات منافسة متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية حول العمارنة وهي قرية قرب جرابلس لكنهم فشلوا في السيطرة عليها. وأضاف أن الجماعات المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية ألحقت أضراراً بثلاث دبابات تركية هناك.
وقالت مصادر أمنية تركية إن الطائرات الحربية والمدفعية أصابت مواقع لوحدات حماية الشعب قرب منبج وهي مدينة جنوبي جرابلس سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تناصر الأكراد هذا الشهر في عملية دعمتها الولايات المتحدة.
وسمع شاهد من رويترز في قرقميش وهي بلدة على الجانب التركي من الحدود دوي طائرات ومدفعية وهي تقصف أهدافاً سورية. وقال المرصد إن الطائرات التركية أصابت مواقع شمالي منبج.
ونشر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إنها لمقاتلين أكراد تم أسرهم على يد المعارضة المسلحة بالقرب من جرابلس.
ولم يتسنّ التأكد من أي من الروايات السابقة أو صحة الصور من مصدرٍ مستقل.
مقتل جندي تركي
وقالت تركيا إن أحد جنودها قتل أمس السبت عندما أصاب صاروخٌ دبابةً. وأضافت أن الصاروخ جاء من منطقة تسيطر عليها وحدات حماية الشعب وأن القوات التركية ردت بالقصف المدفعي.
وهذا أول جندي تعلن تركيا مقتله في حملتها.
وتريد الحكومة التركية أن توقف القوات الكردية من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية على الحدود التركية وهو الأمر الذي تخشى أن يزيد حزب العمال الكردستاني جرأة. ويشن حزب العمال الكردستاني تمرداً منذ ثلاثة عقود في تركيا.
وعانت تركيا من تداعيات الصراع داخل جارتها الجنوبية واستهدفت كثيراً بهجمات من تنظيم الدولة الإسلامية. وتشتبه الحكومة في أن التنظيم مسؤول عن تفجير في حفل زفاف هذا الشهر قتل خلاله 54 شخصاً.
ومن المتوقع أن يزور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موقع هذا الهجوم في مدينة غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا لتقديم تعازيه لأسر الضحايا في وقتٍ لاحق اليوم الأحد.