الإخوان وصناعة الوهم!

إلى متى سيظل هؤلاء العجزة تائهين متخبطين، لا يريدون أن يعيشوا الواقع على حقيقته، متى تنتهى مصمصة الشفاة والبكاء على الأطلال؟! أما آن لهؤلاء أن يفهموا أن للشباب حقاً في الفكر وصناعة القرار؟! أم أنهم فقط أداة تنفيذية لا عقل لها ولا مورد؟!

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/28 الساعة 03:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/28 الساعة 03:48 بتوقيت غرينتش

تطل علينا ذكرى المحرقة، وقد تغيرت ملامح وتباينت وجوه.. بل وتلاشت ثوابت قد قدست من قبل!
لم يتبادر إلى ذهن أحدهم ما سيحدث..

ليلاً نهاراً لا نردد سوى الهتافات المؤيدة لتلك المؤسسة المقدسة "الجيش"..
وفي الأثناء يقذفوننا بالتهديد والوعيد!
ونظل نردد عبارات النصر.. ونواصل الحشد..

لم نتوقع أيضاً أننا قد نواري بعض الثوابت إلحاداً.. عما قريب!

مئات الآلاف يحتشدون..

وعلى حين غفلة تحدث المقتلة الأولى.. الحرس الجمهوري.
هنا يستفيق البعض مع وهج الصدمة، لكن إلى مزيد من الثبات على إتمام مبدأ الاعتصام حتى النهاية إما النصر وإما الشهادة، وأن النصر حليفنا لا محالة..".

كذلك كانت دعوات النخبة على المنصة الرئيسيىة "الشعب خلفنا وإرادة الله تسبق أيما إرادة تحاول النيل منا!

وبدعوى عدم الانجرار إلى حرب أهلية.. لن ننسى أبدا الكلمات الأكثر شهرة في تاريخ الثورة المصرية.. حين خرجت من فيه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين "سلميتنا أقوى من الرصاص"!

تزداد العزيمة ويتولد الإصرار على حربٍ لطالما وصفتها النخبة بالمقدسة!

نعم إنها الحرب.. لكن دون عتاد!

كيف لا؟!.. وقد دفع الجميع بكل ما لديهم من ثقة في جعبة النخبة.. وخاصة إخواننا اللي فوق!

في تلك الأثناء.. يشحذ الجميع الهمم.. ويختزن القاصي والداني إصراراً على المتابعة في الحشد والثبات.. دون سبب كافٍ.. أومبرر واضح.. سوى أن النصر قريب.

لا تكاد تسمع سوى عبارات الثبات، وأننا نسير وفق خطط ممنهجة ورؤية ثاقبة نثق تمام الثقة فيمن يقود ونتطلع تمام التطلع إلى نصر بات بين أيدينا حتماً..
استيقظنا جميعاً على ساعات دامية قتل فيها العشرات صباح السابع والعشرين من شهر يوليو.. حيث كانت الفاجعة الأكبر خلال فترة الاعتصام.. إصابات مباشرة في القلب.. أشلاء.. أنهار من الدماء ملأت جوانب الميدان المكلوم..

كان يوماً تقشعر له الأبدان ويشيب له الولدان..

ما تلبث أن تسمع المنصة الرئيسية! قائد الانقلاب يخطط للرحيل.. انقلاب يدبر للإطاحة بقائد الانقلاب!.. وهنا تتعالى التكبيرات وترتفع الصيحات بالدعاء..

لم يكن المشهد بالغامض.. أكثر ما أن يوصف بكونه ضبابياً لا نهاية له سوى "النهاية".
وذلك ما حدث فعليا حينما تفاجأ الجميع بزخات من الرصاص تخترق صدور المعتصمين صباح الرابع عشر من أغسطس 2013..

قد لا يصدق البعض..
فعلياً.. لم تتبادر فكرة الفض إلى ذهن الأغلبية حينئذ حتى تمام الفض في الخامسة عصر ذلك اليوم.

لم تماثل صدمة ذلك النهار أيما صدمة.. ثبت الجميع أمام الرصاص والجرافات أكثر من اثنتي عشرة ساعة. ومقابل ذلك.. سقط المئات.. وأُحرق العشرات داخل أروقة المستشفى الميداني.. وبين أروقه الخيام.. حرقاً!

نتجرع الموت!

ودول العالم تشاهد مقتلة عظيمة أمام أعينها..
وإخواننا اللي فوق.. يواصلون شحذ همم المعتصمين للثبات.. ولإحقاق الحق.. ثبت إخواننا اللي فوق.. وتبث المعتصمون.. حتى لقي الجميع حتفه!
إما إلى جامع الإيمان صريعاً.. أو لإحدى تجمعات الاعتقال الموقت.. في تلك الليلة الأسوأ في التاريخ المصري الحديث!

لم تنتهِ المجزرة بعد..
في اللاحق من الأيام تسفك دماء المئات في مشهد مروع، وتحت أنظار العالم في ميدان رمسيس.. واعتقال الآلاف المؤلفة من شتى بقاع المحروسة!

اللافت في الأمر.. أن الدافع الأساسي أمام أعيننا حينئذ.. الأخذ بثأر مَن تفجَّرت أجسادهم أمام أعيننا.. فضلاً عن ثقة عمياء في القيادة وتطمينات مستمرة لا تنتهي بأن إخوانك يعلمون ما يُدَبر، وأن الأمر أوشك على النهاية..
3 أشهر ويسقط الانقلاب.. 6 أشهر وينتهي الأمر.. ثم يطالعنا البعض بالإنهاك والإرباك والحسم!

ثلاث سنوات والجميع ينتظر حدوث المعجزة!
تزداد المنظومة الانقلابية ثباتاً.. ولو ظاهرياً..

فُقد الجميع داخل السجون.. أسرٌ مكلومة..

فعلياً.. قد أصابنا الشتات!

إلى متى سيظل هؤلاء العجزة تائهين متخبطين، لا يريدون أن يعيشوا الواقع على حقيقته، متى تنتهى مصمصة الشفاة والبكاء على الأطلال؟!

أما آن لهؤلاء أن يفهموا أن للشباب حقاً في الفكر وصناعة القرار؟! أم أنهم فقط أداة تنفيذية لا عقل لها ولا مورد؟!

لمصلحة من تهميش عصب الأمة؟
متى سينتهي الفكر المتدروش؟!

أين الوعود؟ أين الخطط؟ أين.. أين.. أين..؟

أين هي النخبة التي طالما ألقت بالشباب الأعزل في وجه الرصاص؟
أين هي الوعود الجازمة بسقوط الانقلاب؟!
أين تلك العقول الفذة في جماعة الإخوان؟!
أين هم نخبة الأزمات؟!

لا داعي لأن أتمسك بقيادة دولة لم أكن قادراً يوماً من الأيام على حماية شعبها..

ولا داعي لقيادة شباب الأمة والدفع بهم في وجه التيار القاتل.. في حين لا أملك القدرة على حماية أرواحهم.. فضلاً عن حماية أفكارهم!

وهنا لا شيء سوى "الوهم"!..

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد