لماذا فشل الانقلاب في تركيا ونجح في مصر؟

في 3 يوليو 2013 يقوم الجيش المصري بانقلاب عسكري تحت قيادة عبدالفتاح السيسي، وعزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، والقيام بتعطيل العمل بالدستور، وقطع بث عدة وسائل إعلامية، وكلّف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد، وتم احتجاز الرئيس محمد مرسي، وقام قائد الانقلاب بإصدار أوامره باعتقال 300 عضو من الإخوان المسلمين، وبالفعل يمرر الانقلاب ويصبح قائد الانقلاب بعد فترة رئيساً للجمهورية، فما هي الأسباب التي أدت إلى فشل الانقلاب الأول ونجاح الثاني؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/17 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/17 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش

في 15 يوليو/تموز 2016 تقوم مجموعة من الضباط بمُحاولة انقلابية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحت قيادة فصيل داخل القوات المسلحة التركية، ويعلن مدبّرو الانقلاب إنشاء مجلس السلم، من خلال بيان بُث بعد سيطرتهم على قناة "تي آر تي" الرسمية، تضمن حظر التجول في أنحاء البلاد، وإغلاق المطارات، وفي غضون ساعات قليلة كان الانقلاب قد تم إفشاله.

في 3 يوليو 2013 يقوم الجيش المصري بانقلاب عسكري تحت قيادة عبدالفتاح السيسي، وعزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، والقيام بتعطيل العمل بالدستور، وقطع بث عدة وسائل إعلامية، وكلّف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد، وتم احتجاز الرئيس محمد مرسي، وقام قائد الانقلاب بإصدار أوامره باعتقال 300 عضو من الإخوان المسلمين، وبالفعل يمرر الانقلاب ويصبح قائد الانقلاب بعد فترة رئيساً للجمهورية، فما هي الأسباب التي أدت إلى فشل الانقلاب الأول ونجاح الثاني؟

– الوعي والفاعلية:

لا يمكن إنكار وعي الشعب تركي والفاعلية للقيادات في حزب العدالة والتنمية، فبمجرد أن تيقن أنهم أمام انقلاب عسكري، حتى تمت محاصرة الانقلابيين في كل شوارع العاصمة، ولم يكتفوا بالصراخ والتنديد، بل اتجهوا صوب المنشآت التي سيطر عليها الانقلابيون، وتم تحريرها بالكامل، أما في مصر فكان واضحاً ارتباك المعارضين للانقلاب وعدم الفاعلية وغياب الخطة والمنهاج لإسقاط الانقلاب، وكل ما تم إنجازه هو تكتيل أكبر عدد ممكن من المعارضين، وإتاحة الوقت لقائد الانقلاب للقضاء عليهم من مسافة صفر.

– الدعم الشعبي:

لم يحظَ قادات الانقلاب في تركيا بأي دعم جماهيري، بل كان كل الشعب والأحزاب في صف الديمقراطية، في مصر استطاع الجيش أن يخدع قطاعاً كبيراً من شباب الثورة والعلمانيين، ووجد قائد الانقلاب مَن يرقص له ويُغني معه "تسلم الأيادي".

-الإعلام:

في تركيا لم يكن لقادة الانقلاب إعلام به يوجهون الشعب نحو أهدافهم، أو لشيطنة أعضاء الحكومة، كان الإعلام كله في يد الحكومة التركية، أما في مصر فنحن كنا مع انقلاب على الهواء مباشرة، استغرق التحضير له أكثر من سنتين.

– الرئيس:

عدم قدرة الانقلابيين على الوصول للرئيس أردوغان أو أي من القيادات الكبرى لحزب العدالة والتنمية، فيما في مصر كان الرئيس صيداً سهلاً لقائد الانقلاب، وتم اعتقال القيادات الكبرى في الساعات الأولى (خيرات الشاطر وحازم أبو إسماعيل).

– الدعم الخارجي:

في تركيا لم يلقَ الانقلاب أي اعتراف خارجي، الكل وقف موقف ترقّب، فيما في مصر كان هناك من أيَّد الانقلاب في الساعات الأولى (السعودية والإمارات وسوريا والأردن واليمن)، مما أضفى شرعية للانقلاب وأنصاره.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد