أفاد مسؤولون باكستانيون الأحد، أن الرجل الذي قُتل في ضربة لطائرة أميركية بدون طيار في باكستان، وقدم على أنه زعيم حركة طالبان الأفغانية كان يسافر بهوية باكستانية ووصل لتوه من إيران في سيارة مستأجرة.
وأعلنت أجهزة الاستخبارات الأفغانية، أن الملا اختر منصور قتل السبت في ضربة في إقليم بلوشستان الباكستاني (جنوب غرب). واعتبرت الولايات المتحدة التي نفذت الغارة أن مقتله "مرجح".
وأكدت الحكومة الأفغانية في وقت لاحق الأحد، مقتله في حين نددت السلطات الباكستانية بالغارة الأميركية.
وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الرجل المعني كان يحمل أوراق هوية باكستانية باسم محمد والي من سكان بلوشستان. وكان جواز سفره يحمل تأشيرة دخول إلى إيران تعود إلى 28 أذار/مارس 2016. وأوضح المصدر الأمني "كان عائداً من إيران حين هاجمته طائرة بدون طيار قرب مدينة أحمد وال".
وفي وقت سابق، تبادل مبلغا من المال باليورو مقابل روبيه باكستانية على الحدود، واستاجر سيارة كان يقودها سائق يعمل لدى شركة تاجير سيارات مقرها في العاصمة الإقليمية كويتا والتي تعتبر مقر المجلس المركزي "الشورى" لحركة طالبان الأفغانية.
والسائق الذي عرفت عنه واشنطن أيضاً على أنه "مقاتل" آخر، قتل بدوره في الهجوم.
ونُقلت جثتا الرجلين الأحد إلى مستشفى في كويتا حيث سُلِّما إلى أقاربهما بعد إجراء تشريح.
وبحسب مصدر طبي، فإن جثة الرجل الذي عرف عنه أنه قائد طالبان كانت متفحمة إلى حد كان من المتعذر التعرف على هويتها. وقال المصدر "تم التعامل مع الجثتين بطريقتين مختلفتين".
وسلم جثمان السائق إلى ابن شقيقه بعد تقديم أوراق الهوية.
أما جثة الراكب فسلمت إلى شاب قدم على انه قريب لمحمد والي. ورافقه رجال عديدون بلباس مدني طلبوا من الفريق الطبي إنجاز الإجراءات بأسرع وقت ممكن.
وقال المصدر الطبي إن "الإجراء الطبي-الشرعي انتهى بسرعة شديدة ونقل الجثمان. ولم يتم طلب أي إثبات على هوية الشاب" قريبه.
وأقر مسؤولون عديدون في طالبان الأفغانية الأحد بأن زعيمهم الملا أختر منصور، قتل في غارة أميركية نفذتها طائرة بدون طيار في باكستان وأن الحركة تعقد اجتماعاً لتعيين قائد جديد.
ويوجه مقتل الملا منصور ضربة كبيرة للحركة الإسلامية المتمردة التي تواجه انشقاقات في قواتها مع انضمام بعضها إلى صفوف الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية.
والملا منصور الذي ترأس طالبان منذ الصيف الماضي بعد الإعلان المفاجئ لوفاة الملا عمر مؤسس الحركة، قتل السبت في غارة في إقليم بلوشستان الباكستاني.
وفي أذار/مارس الماضي، أقر المستشار الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز للمرة الاولى علناً بأن بلاده تقدم ملاذاً آمناً لقادة طالبان الأفغان، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتيح دفع المتمردين الإسلاميين إلى طاولة المفاوضات.