جددت بيروت زعامة تيار المستقبل في الانتخابات البلدية، استعان التيار بجميع الأحزاب، تلك التي استباحت العاصمة يوم 7 مايو/أيار 2008، وتلك التي اتهمت الحريري بالفساد، وتلك التي خرجت بميليشياتها إلى سوريا لمساندة النظام السوري وقمع الثورة، هنا تتضح الصورة أن الحلف والصلح المؤقت بين الأحزاب ليقارع ليس فقط اللوائح المعارضة للائحة المستقبل (بيروت مدينتي)، إنما أيضا خشية تدني مستوى المشاركة لما فيه دلالات تشير إلى انخفاض شعبية تيار المستقبل.
اختار من شارك من أهل بيروت بين 15 و20٪ التجديد للمستقبل، رغم كل إخفاقاته على مرّ عقد كامل، وهنا نستخلص البعض منها:
1 – استخدام الشارع لإجبار الرئيس كرامي على الاستقالة، وبالمقابل رفض هذا الأسلوب في حالة حراك "طلعت ريحتكم" ، مستعينين بلغة الطائفية والمذهبية.
2 – فشلهم في الحفاظ على صلاحيات رئيس الحكومة بالسماح لغيرهم استخدام الثلث المعطل.
3 – محاربة النظام السوري منذ اتهامه باغتيال الرئيس الحريري، ومن ثم الذهاب إلى قصره للاتفاق معه دون أخذ مشورة حلفائه وعدم مبالاته بالمطالب الشعبية بالرفض لهذه الزيارة.
4 – فشله في مقارعة ميليشيا "حزب الله" الإرهابية، ولا ينحصر الفشل دبلوماسياً بل أيضاً في صده لاستباحتهم بيروت يوم ٧ مايو عبر المؤسسات الشرعية التي دعا دائماً للالتفاف حولها.
5 – إقصاء المنافسين لهم سياسياً، واتهامهم تارة بالخيانة وتارة أخرى بالتطرف.
6 – استخدام أسلوب التخوين في مهاجمة الرئيس الميقاتي حين مشاركته ميليشيا "حزب الله" الإرهابية في حكومة واحدة، ثم الذهاب بعد تسلمهم السلطة بحكومة شراكة معهم أيضاً، غير آبهين بالمبادئ.
7 – تطويع دار الفتوى لأجندتهم، والوصول إلى محاربة المفتي شخصياً والإساءة بشخصه.
8 – الإخفاق في مناصرة الثورة السورية عبر السماح لميليشيا "حزب الله" بالذهاب إلى سوريا وقتلهم الشعب المظلوم، وإعطائهم حصانة بذلك عبر مشاركتهم حكومة واحدة.
9 – فشل في الدفاع عن حقوق السوريين واللبنانيين في قرى الحدود، وعدم الضغط على ميليشيا" حزب الله" الإرهابية لوقف استباحتهم وتهجيرهم لسكانها.
10 – فشل في الدفاع عن حقوق المساجين الإسلاميين، ومنهم شيوخ وعلماء، وتحملهم مسؤولية التعذيب الوحشي والقتل عمداً للبعض عبر توليهم وزارات معنية بهذه القضية.
11 – لا مبالاة في الدفاع عن الشباب التي دافعت عن كرامة طرابلس بزجهم في السجون مقابل صفقات سياسية خبيثة.
12 – فشل كبير في الوصول إلى محاكمة عادلة للإسلاميين والإبقاء على وضعهم المأساوي.
13 – فشل ذريع في احتواء مشكلة النفايات في العاصمة، وطرح حلول تكون فيها المناطق السنية هي الضحية لحلولهم غير العادلة.
14 – تحمل مسؤولية كاملة في قضايا الفساد، وهم من الطبقة الفاسدة التي تتحمل مسؤولية وصول لبنان لأدني مرتبة في مستوى الفساد فيه.
15 – فشل في قضية الفراغ الرئاسي والوصول إلى طرح اسمين من فريق (٨ آذار)، وتبنيهم لحليف الطاغية بشار الأسد.
16 – فشل في الحفاظ على تحالفه مع أحزاب كانت تشكل نجاحاً على مستوى خلق توازن سياسي في الداخل اللبناني.
17 – فشل في الحفاظ وحماية المصالح السعودية خصوصاً، والعربية عموماً، والوصول إلى تردي العلاقات مع دول الخليج وهم معنيون بالمشكلة كونهم جزءاً من السلطة.
18 – مشاركتهم شبيحة ميليشيا "حزب الله" الإرهابية بالتواطؤ الفاضح في استباحة صيدا، عبر إعطائهم الضوء الأخضر لمهاجمة عبرا وترويع أهلها واستباحة مسجد بلال.
19 – عدم استخدام قضية المحكمة الدولية للضغط على ميليشيا "حزب الله" الإرهابية للكف عن ارتهان المؤسسات اللبنانية لتنفيذ أجندته الإيرانية.
20 – السماح للشرعية بإعادة بعض أحياء طرابلس من قبضة فصائل غير رسمية وبالمقابل عدم المس بالمنطقة التي تمثل وجود ظاهرة دخيلة على المجتمع اللبناني وترك زعماء شبيحتها الهروب إلى الخارج.
21 – عدم مبالاة لما حصل في عرسال من تعديات على شعبها والمهاجرين من الإخوة السوريين إليها، وعدم الضغط على ميليشيا "حزب الله" الإرهابية برفع الحصار عنها.
رغم كل هذه الإخفاقات التي ذُكِرَت، جددت بيروت لـ"الحريرية السياسية" في الانتخابات البلدية، والعيون شاخصة في الأسابيع القادمة إلى معركة تاريخية شرسة في طرابلس، وإلى معركة محسومة في صيدا أيضاً التي يبدو أن المقاطعة وحدها من ستقارع اللائحة المدعومة من "المستقبل".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.