هي عاصمة جمهورية اثيوبيا الجارة الشقيقة والوفية لبلادي العزيزة، كما يطلق عليها أيضاً لقب عاصمة الاتحاد الافريقي لأنها تمثل دولة المقر لهذا الكيان الاقليمي الكبير.
يتساءل الكثيرون عن مغزى اسم (أديس أبابا) وماذا يعينه باللغات الأخرى.. الإجابة هي أن أديس أبابا تعني "الزهرة الجديدة" باللغة الأمهرية وهي اللغة الرسمية السائدة في اثيوبيا.
كنت أتمنى وأحلم بزيارة هذا البلد الجميل الذي كثيراً ما سمعت عن طبيعته الخلابة وطقسه البديع، والجغرافية المدهشة التي يتمتع بها حيث أن الجمهورية تقع ضمن نطاق ما يعرف بالهضبة الاثيوبية، لذلك تتمتع معظم المدن الكبرى في البلاد بكونها على ارتفاع عال من سطح البحر (حوالي 2000 إلى 2500 متر).
وأيضاً من الأشياء التي شجعتني على زيارة البلد الرائع، ما سمعته من أصدقائي عن طيبة أهله واحترامهم للزوار خاصة جيرانهم السودانيين..إضافة إلى الأمن والأمان الذي تشعر به من لحظة وصولك إلى مطار العاصمة.
في أواخر يناير من العام الجاري شرعت في الترتيب لأخذ جزء من إجازتي السنوية، وفكرت في تمضية أيام منها في أديس أبابا الساحرة وما جاورها، وفعلا بدأت الاتصال بعدد من الاخوة الأصدقاء الذين يداومون على زيارة اثيوبيا، ومن بينهم صديقي العزيز أبو القاسم فضيل الذي يعمل بإحدى شركات السياحة والسفر الكبرى بالخرطوم فشجعني بشدة على الفكرة، وهو من الخبراء في اثيوبيا إذ أنه يحرص على زيارتها مرتين على الأقل في كل عام.
قبل أن أخوض في تفاصيل الزيارة وكيف أنها تحولت من فكرة قضاء إجازة عادية إلى رحلة عمل متميزة، أود أن أتحدث لكم قليلاً عن هذا البلد الجميل المجهول والمنسي بالرغم من روعته وامتلاكه لطبيعة خلابة وبنية تحتية قوية وبيئة جاذبة للاستثمار…
رسمياً هي جمهورية اثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وهي دولة غير ساحلية تقع في شرق افريقيا .. ثاني دولة افريقية من حيث عدد السكان، والعاشرة من حيث المساحة.
وكما هو معلوم لديكم فإن اثيوبيا تعرف في الأدبيات العربية باسم بلاد الحبشة (اثيوبيا وإريتريا حاليا) ، وهي موطن مملكة أكسوم القديمة، ويكفيها فخراً أن المسلمين الأوائل هاجروا إليها بعد أن طلب منهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الهجرة عقب التضييق عليهم في مكة لأن بالحبشة ملك لا يظلم عنده أحد وهو النجاشي (أصحمة بن أبحر) الذي يذكر أنه كان ملك مسيحي تقي قبل أن يدخل في الإسلام، علاوة على ذلك فإن منها بلال بن رباح أول مؤذن للصلاة في الإسلام.
يزيد عدد سكان جمهورية اثيوبيا حاليا على 95 مليون نسمة، وهناك تنوع اثني كبير إذ أن البلد تحتوي على أكثر من 80 مجموعة اثنية وعرقية مختلفة، ووفقا للتعداد الوطني الاثيوبي عام 2007 فإن الأورومو هم أكبر مجموعة عرقية في البلاد، بنسبة 34% من عدد السكان، يليهم الأمهرا ويمثلون حوالى 27% ، ثم التيغراي 6% من العدد الكلي للسكان.
بالنسبة للمعتقدات الدينية، فإن الاحصاءات الرسمية تفيد بأن المسيحيين يشكلون 66% من العدد الكلي للسكان، والمسلمون حوالي 33% من إجمالي المواطنين، وهناك أقليات من ممارسي المعتقدات التقليدية الأخرى.
أما بخصوص نظام الحكم، نجد أن سياسة الحكومة تتبع النظام الجمهوري البرلماني، حيث أن رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة، وتتكون السلطة التشريعية من الحكومة ومجلسي البرلمان، وينص الدستور الاثيوبي على استقلالية نظام القضاء عن السلطتين التنفيذية والتشريعية.
كانت هذه مقدمة بسيطة وإضاءات أحببت ان تطلعوا عليها أصدقائي قبل أن أسترسل في الحديث عن زيارتي الفريدة من نوعها لهذا البلد الساحر الجميل، الذي كثيراً ما حلمت بزيارته واكتشافه…
في التدوينة المقبل أحدثكم بمشيئة الله ــ قرائي الأفاضل عن كيف تحولت رحلتي من مجرد إجازة سياحية إلى رحلة عمل ممتعة، وماهي أفضل الأوقات بشكل عام لزيارة اثيوبيا الجميلة، إلى جانب كيفية الاستعداد والتحضير لزيارتها وأماكن الجذب…
إذاً إلى الملتقى في الاسبوع المقبل إن شاء الله!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.