تصاعدت حدة العنصرية ضد المسلمين في أوروبا، بصورة غير مسبوقة، في الآونة الأخيرة، حتى طالت السياسيين المسلمين، ومنعت معظمهم من مزاولة أعمالهم، ونشاطهم السياسي، بحسب مراقبين.
و"ظهرت حملات تشويه منظمة ضد السياسيين المسلمين، في عدة بلدان، منها بريطانيا وألمانيا وهولندا والسويد، الأمر الذي أجبر معظمهم على التخلي عن مناصبهم السياسية، في حين يقاوم البعض الآخر الضغوط التي تُمارس ضدهم".
"وفي وقت يواجه فيه السياسيون المسلمون ضغوطاً كبيرة في السويد وألمانيا، بسبب تعاونهم مع المنظمات غير الحكومية، يعاني آخرون في هولندا وبلجيكا، من سوء المعاملة والانتقادات بسبب مواقفهم السياسية" بحسب محللين.
اضطررت للتنحي
وقال وزير الإسكان السويدي، السابق، محمد كابلان، في حديثه لوكالة الأناضول، اليوم الإثنين 25 إبريل/نيسان 2016، "اضطررت للتنحي عن منصبي الأسبوع الماضي، في ظل حملة تشويهية شنتها وسائل إعلام مختلفة ضدي، طالت سمعتي، واتهمتني افتراءً بأنني على ارتباط بتنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضاف كابلان، (من أصول تركية)، أن "من ضمن المهام التي كانت ملقاة على عاتقي، حضور فعاليات المنظمات غير الحكومية (NGO)، علماً أنني لا أستطيع التحكم بقائمة حضور هذه المؤتمرات"، مؤكداً أن هذه المنظمات قانونية في السويد.
وأكد أنه كان يحرص، بشكل دائم، على التوعية ضد الاعتداءات والهجمات العنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية وجميع أنواع التطرف، مشيراً أن إلى وسائل الإعلام حاولت إظهاره بصورة مشوهة، وكأنه "عنصري وإسلامي متطرف".
مصافحة باليد
وفي ألمانيا، اضطر السياسي المسلم، ياسري شمس الدين خان، العضو في حزب الخضر، للتخلي عن مزاولة السياسة، بسبب إدانته لعدم مصافحته صحفية، حيث قال للأناضول، "لم أصافح الصحفية باليد، بسبب معتقداتي الإسلامية، فيما ألقيت عليها التحية، واضعاً يدي على صدري".
من جانبه، قال نبهات غيوكليو، عضو في برلمان ولاية "هامبورغ" الألمانية، إن "قادة الأحزاب في البلاد، يقبلون بانتساب السياسيين من أبناء الجاليات المهاجرة إلى أحزابهم، كوسيلة لتأمين الأصوات، فيما يحظرون عليهم المشاركة بصنع القرارات".
وفي السياق ذاته، كان "زاك جولد سميث"، مرشح حزب المحافظين لمنصب عمدة العاصمة البريطانية، لندن، اتهم منافسه "صادق خان" المسلم، بارتباطه بجماعات متطرفة.
وفي أعقاب هجمات باريس الإرهابية التي وقعت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، تبنى الرأي العام الأوروبي موقفًا أكثر عدائية تجاه المسلمين، كما شهدت الاعتداءات على المسلمين والمساجد، زيادة في عدة دول أوروبية، منها دول لا علاقة لها بهجمات باريس كالنمسا وجمهورية التشيك.