الإلحاد يتأرجح بين الذكاء والغباء

صحيح لكن من أهداف الحياة البحث عن الحقيقة ويقول البشير: يوحنا في إنجيله "ابحث عن الحقيقة وستقوم الحقيقةُ بتحريرك" وعلى كل ملحد نزيه أن عليه أن يتمعن جيداً وينظر إلى تكوين هذا الكون المتناسق تناسقاً ذكياً إلى أبعد الحدود، وهذا التناسق دليل دامغ على أن الكون لم يكن من الصدفة إنما أحدٌ ما قام بتكوينه وتنسيقه وفق متطلبات الكائنات التي تقطن فيه، واليقين على ذلك أن لكل فعل فاعل وملكوت السماء هو الفاعل.

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/25 الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/25 الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش

الإلحادُ علامة تدل على قوة الفكر، لكن إلى حدٍ ما فقط، فالمُلحد الذي يبحث عن الحقيقة هو الشخص الذي يستحق الثناء، أما المُلحد الذي يتفاخر بإلحاده هو الشخص الذي يعتريه الغباء، الحقيقة غامضة بين الظن واليقين، أنا بدأتُ قراءة الكتب منذ طفولتي واليوم أدركتُ وتيقنتُ بأن الكِاتبَ لا يعطي الحقيقةَ بل يميل إلى وجهةِ نظره أكثر من الحقيقة بحد ذاتها.

والمؤسف أن بعض القُرَّاء يخرج عن إطار الدين بسبب تأثرهم ببعض المُلحدين الفلاسفة، مثل "نتيشه" و"راسل" وغيرهم،.

يا إخوتي في الإنسانية الإيمان لايجب أن ندركهُ أو نحس بهِ الإيمانُ يجب أن يكون على الفطرة السليمة، فالجوع لاندركهُ ولا نحسُ به إلَّا عندما يأتي، هكذا هي الاَخرة لا ندركها ولا نحسُ بها إلا عندما تأتي, وأيضاً نفترض لو كانت الحياة بدون الدين فكيف يمكننا أن نعرف هل يحقُ لنا معاشرة المحارم أم لا؟ فبكل تأكيد لا، نعرف إذن فالدين هو المرشد الوحيد إلى الطريق الصحيح وعلى أساس وجود دين يجب أن يكون له معلم، والمعلم هو الرب إذا صح الاختيار، والرب يجب أن يكون ملكوت وليس إنسان عادي يضعُ لنا الإرشادات حسب ما يرغب بهِ.

ومن المعتقدات الصحيحة لدى اللآدينين والمُلحدين أن الصدفة الجغرافية لها دور فعال في مسائل الدين يعني إذا وُلِدَ شخصٌ ما في الهند فمن المؤكد يولد هندوسيًا أو بوذيًا، وإذا وُلِدَ شخصٌ ما في أوربا أيضاً من المؤكد سيولد مسيحي.

صحيح لكن من أهداف الحياة البحث عن الحقيقة ويقول البشير: يوحنا في إنجيله "ابحث عن الحقيقة وستقوم الحقيقةُ بتحريرك" وعلى كل ملحد نزيه أن عليه أن يتمعن جيداً وينظر إلى تكوين هذا الكون المتناسق تناسقاً ذكياً إلى أبعد الحدود، وهذا التناسق دليل دامغ على أن الكون لم يكن من الصدفة إنما أحدٌ ما قام بتكوينه وتنسيقه وفق متطلبات الكائنات التي تقطن فيه، واليقين على ذلك أن لكل فعل فاعل وملكوت السماء هو الفاعل.

ومن الأشياء المهمة أنه مهما يجتهد المرءُ فكرياً وعقلياً يبقى عاجزاً على فهم الحقيقة وحل الغموض، فلا أفضل من ألا تُتعِبَ نفسك وأنت تعبث في البحث عن الخلود، من قبلك حاول "كلكامش" بشتى الطرق وما استطاع أن يصل إلى أي نتيجة تبشره بالخلود، لكنه وصل إلى نتيجة قيّمة ألا وهي أن الخلود بالأعمال وليس بالأعمار, لكن المؤسف عندما يقتنع المرءُ بموضوع ما، تلاحظه يهرب من الحقيقة إلى الغموض لكي لا يُشكك في افكاره الزائفة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد