“الناتو” يتوقّع ثوراتٍ جديدة في الدول العربية.. هذه أسبابها

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/20 الساعة 16:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/20 الساعة 16:18 بتوقيت غرينتش

حذّر مسؤولٌ بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، اليوم الأربعاء 2016 من اندلاع ثوراتٍ جديدة في دول عربية في حال غياب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

جاء ذلك على لسان نيكولا دي سنتيس، مدير قسم الشؤون السياسية والأمنية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، في حلف شمال الأطلسي، خلال مشاركته في مؤتمر يعقد بالرباط، في الفترة من 20 إلى 22 من الشهر الجاري.

ويعقد المؤتمر، بالتعاون بين البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وهي الجمعية التي تهتم بتقوية العلاقة بين الحلف وبرلمانات العالم.

وأضاف دي سنتيس "إذا لم تتعامل هذه الدول مع الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية، وتجد حلولاً لها ستقع ثورات أخرى بالمنطقة".

التنمية لمواجهة التحديات

ودعا دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الاهتمام بالتنمية من أجل مواجهة التحديات المطروحة، معتبراً أنه لا يمكن إيجاد حلٍّ للإرهاب باعتماد مقاربة الأمن بدون تنمية.

وتابع: "عندما خرجت الشعوب العربية إبان الربيع العربي (بدأ في تونس نهاية 2010، وانتقل إلى مصر مطلع 2011، ثم إلى ليبيا وسوريا واليمن)، لم تخرج ضد إسرائيل أو الغرب بل ضد أنظمتها (الأنظمة العربية) التي فشلت في إيجاد حلول، حيث طالبت بالكرامة والحريّة وتحسين أوضاعها المعيشية".

وأوضح أن غياب الحلول والفرص دفع العديد من الأشخاص بالمنطقة إلى الهجرة، بهدف الهروب من الفقر والصراعات.

وفي سياق غير بعيد، دعا المسؤول بحلف شمال الأطلسي، جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي لدعم ليبيا من أجل استتباب الأمن وإعادة عمل المؤسسات، معرباً عن استعداد الحلف لمساعدة ليبيا "في بناء المؤسسات الأمنية، إذا طلبت ذلك".

مصر على أبواب التوتّر

من جانبه حذّر "جوسيف باهوت" الباحث بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (مؤسسة دولية غير حكومية)، من انتقال التوتر الذي يعيش على وقعه كلٌّ من سوريا والعراق إلى دول أخرى بالمنطقة مثل لبنان ومصر أو بعض دول الخليج.

وقال خلال كلمة له بالمؤتمر: "إذا لم يتم إيجاد حلول للوضع الأمني بالمنطقة، ووضع حد للصراع السني الشيعي فإن مصادر التطرّف ستبقى بالمنطقة، وسينتقل التوتر الذي يوجد بسوريا والعراق إلى دول أخرى مثل لبنان أو مصر أو بعض الدول الخليجية".

وأعرب باهوت، عن خشيته من أن تكون الـ10 سنوات المقبلة، "عقد عدم الاستقرار في هذه المنطقة".

وقال: "عدم إيجاد حلٍّ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يغذّي الإيديولوجية المتطرفة في العالم، خصوصاً أن المتطرفين يشيرون إلى فلسطين في خطاباتهم باستمرار".

لا استقرار في مصر

ولفت أن العديد من دول المنطقة تعرف مشاكل حقيقية، مثل عدم الاستقرار بمصر، التي تريد الخروج من أزمتها، مشيراً إلى أن تلك الأزمة ستطول، وذلك في إشارة إلى الانقسام الذي تعاني منه مصر منذ 3 يوليو/تموز 2013، وهو تاريخ الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديموقراطياً في البلاد.

وانتقد باهوت، العراقيل الدولية التي تحول دون إيجاد حلول لمشاكل الشرق الأوسط، خصوصاً الاختلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا حيال هذه المنطقة، مضيفاً أن روسيا تحاول أن تملأ الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الأميركية التي أصبحت تتجه إلى عدم التدخّل بشكل أكبر بالمنطقة.

وتابع: "حتى إذا اتفقت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا حول حلٍّ للقضية السورية، فإن ذلك لن ينجح بدون إشراك تركيا وإيران والسعودية".

وفي كلمته بالمؤتمر، قال رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان)، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعرف اليوم العديد من المشاكل، سترهن مستقبل العالم، وتستمر كمصادر لتهديد الاستقرار العالمي.

يشار إلى أن المؤتمر يشارك فيه، وفود ممثلة لبرلمانات الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن خبراء دوليين.

ويناقش المشاركون في المؤتمر، قضايا تتعلق بالتحديات الأمنية بالشرق الأوسط، ومحاربة التطرّف، والتحدي الليبي والأمن بمنطقة الساحل، وأزمة الهجرة، وقضايا أخرى.

تحميل المزيد