جوزيف غوبلز
المثقف الشارد .. رائد الإدارة الإعلامية للنظم الفاشية، إدارته الإعلامية أثرت وألهمت شعبًا ومحوراً بأكمله .. مؤسس نظرية "البروباجندا السياسية"، ولا زالت كلماته محفورة في ذهن من أراد تتبع سير العمل الإعلامي في كافة الشعوب، ليعرف "فن إدارة الأوطان".
"جوزيف غوبلز" – وزير الدعاية النازية، أحد المؤثرين الأقوياء في تاريخ القرن العشرين، ويعد "غوبلز" هو المحرك الفعلي لرأس "أدوولف هتلر"، الذي حبس أنفاس العالم وأوقف الشعوب على أطراف أصابعها، تشاهد في رعب اشتعال الحرب العالمية الثانية..
ولد في بروسيا بألمانيا في ٢٩ أكتوبر ١٨٩٧ لأبوين من الطبقة المتوسطة.. و"الفلات فوت" – القدم المسطحة- كان عقبته الوحيدة للالتحاق بالجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الأولى، وعندما وضعت الحرب أوزارها، التحق "غوبلز" بالحزب النازي، على الرغم من معارضته الشديدة لزعيمه "الفوهرر- هتلر"، لكنه فيما بعد أصبح من أشد المتحمسين له ولسياسته، وأصبحا رفيقين لا يفترقان، واعترف "الفوهرر" أي "القائد" بالألمانية، بفضل "غوبلز" عليه وعلى تدريبه على الحماسة الخطابية في كتابه "كفاحي" الذي يحكي السيرة الذاتية للقائد "أدوولف هتلر".
"اكذب حتى يصدقك الناس" .. "أعطيني إعلامًا كاذبًا أعطيك شعبًا بلا وعي" .. "كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي"، وهي إشارة إلى أن الوعي هو السلاح المضاد لعمليات "غسيل الأدمغة" والدعاية عبر الإعلام وتوجيه الشعوب.. كلها اقتباسات منسوبة للقائد "غوبلز".
مؤسس البروباجندا السياسية
فالدعاية للحزب النازي وسياسة "هتلر" في سيادة الشعب الألمانين ورغبته في إخضاع جيرانه من الدول الأوروبية، ووقوف "اليهود" كقوة اقتصادية مسيطرة على الاقتصاد العالمي وتحريكهم للأزمات المالية وتجارة السلاح وإثارة الشعوب، كلها أزمات استطاع "غوبلز" التغلب عليها من خلال خطاباته الحماسية الداعية للانضمام للحزب النازي، وتأييد "هتلر" و تفويضه لقيادة ألمانيا؛ لأن تصبح القوة الأعظم في العالم حينها، وفي كتاب "بروباجندا" تشرح هذه المفاهيم، وسير العملية الدعائية و الإعلامية كما ينبغي أن تكون لتوجيه الشعوب، استنادًا للسيطرة النفسية التي اتبعها "جوزيف غوبلز.
نظرية التأطير
ﻣﻦ ﻳﻀﻊ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ.. أحد ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻧﺎ، ﻭﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺗﻘﻴﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ.. وهي النظرية التي نجح غوبلز في تنفيذها بامتياز
والأمثلة كثيرة لهذه النظرية… فعندما ﺗﺰﻭﺭ ﺻﺪيقاً ﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻳﺴﺄﻟﻚ: ﺗﺸﺮﺏ ﺷﺎﻱ ﺃم ﻗﻬﻮﺓ ؟ ﻓﺈﻧﻪ من المستحيل ﺃﻥ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻋﺼﻴﺮاً – مثلاً .. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﻤﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺄﻃﻴﺮ، ﻓﻬﻮ أن يجعل ﻋﻘﻠﻚ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻻ إرادياً ﻭمنعت ﻋﻘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ.. ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻭﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺫﻛﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻤﺎﺭﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺑﻘﺼﺪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺟﻌﻠﻚ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻧﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﺖ..
ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻡ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ، ﻫﻞ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ؟ ﺳﻮﻑ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺍﻷﻡ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺠﺒﺮ ﻟﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ.
ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ… ﻓﻔﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﺗﺤﻄﻢ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺗﺠﺴﺲ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﻗﺎﻝ: "ﺇﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ" ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺩ ﻗﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺗﺼﻨﺖ ﻗﺒﻞ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ، وﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻲ ﻫﻞ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻡ ﻻ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮﺗﻢ، ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻢ ﺗﻔﺘﻴﺸﻬﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻀﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ..
ﻭﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ المهمة هي ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎر، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺗﺘﺮﻗﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ، ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻛﻠﻪ ﺳﻘﻂ ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﺴﻘﻂ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ!
عباس كامل
حاولت ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ المصرية أن تستخدم "نظرية التأطير" منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ والحقيقة أنها نجحت إلى حد ما مع فئة ما من المصريين البسطاء وهذا بسبب العدد الكبير من الإعلاميين على الساحة المصرية وجميعهم يتحدثون عن موضوع ما بنفس الإسلوب والطريقة وفي نفس الوقت.. هل يحدث هذا الأمر يومياً بطريقة الصدفة؟
يقف في ظهر "عبد الفتاح السيسي" منذ أن كان مديراً للمخابرات الحربية ثم وزيراً للدفاع، الذي كان مديراً لمكتبه في "المخابرات" وظلَّ مديراً لمكتبه في وزارة الدفاع بالعباسية، وكان بكتف "السيسي" دائماً في كل لحظاته المصيرية، بداية من عزل المشير "طنطاوي" وعزل الرئيس السابق "محمد مرسي" وفض "رابعة"، وظلّ رفيقه، ومدير مكتبه في قصر "الاتحادية" بعد أن أصبح "السيسي" رئيساً للجمهورية.
للمرة الأولى.. ظهر اسم اللواء "عباس كامل" حين سربت شبكة "رصد" أجزاء من حوار "السيسي" مع الكاتب الصحفي "ياسر رزق" وكان السؤال عن عدد القتلى في فض اعتصام "رابعة"، فردّ "المشير" وقتها: أسألوا عباس !
في الليلة التي قرر فيها السيسي أن يهيأ الشعب لترشحه للرئاسة"، كان "اللواء عباس" حاضرًا، وبعقلية رجل مخابرات عنده قدرة تنظيمية قرر أن يوجه الإعلام على كلمات سواء وجميعها مجموعة احتمالات إذا لم يترشَّح، ما بين عودة "الإخوان"، ونجاح مرشح أمريكا وثورة ثالثة، ثم تجهيز حملات شعبية تؤيد "السيسي" للرئاسة تحت شعار "كمل جميلك" وكلها تعمل تحت إشراف "اللواء عباس" الذي يتابعها وينسق بينها وتحت يده مجموعات عمل من ضباط سابقين في الجيش وبعض شباب حملة تمرد.
"عباس كامل" أو "جوزيف غوبلز" "السيسي" هو من يدير في الإعلام والسياسة في مصر منذ عامين حتى أعضاء البرلمان هو من إختارهم جميعاً.. لكن الفرق بين "جوزيف غوبلز" هتلر و"عباس كامل" السيسي؛ أن "غوبلز" كان في الأصل رجل مثقف ضَل طريقه للفاشية وعنده مخزون ثقافي ووعي سياسي كبير إستطاع أن يسيطر من خلاله على دول بأكملها، أما "عباس" فهو رجل عسكري تدرج في الرتب وفقاً للنظام العسكري وليس له أي خلفيه ثقافية أو ممارسة سياسية وبالتالي كل المساحة الشعبية التي استطاع ان يلعب عليها لم تتجاوز الفئات الغير متعلمة من الشعب المصري.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.