ماذا وراء زيارة المِخْلافي للرياض؟

ولأننا أخذنا على عاتقنا مهمة الدفاع عن محافظة تعز، وعن كرامة أبنائها، أكان بكم أو بدونكم، فقد ذهبنا إلى إخواننا مُلوك سبأ والجوف، نستنهض هِمَمَهُم ونخوَتهم، ونجُسُّ نبض أصالتهم ورُجُولتهم، فكانوا لنا أكرم من توقعاتنا، وأشجع من تخيلاتنا، وكانوا نعم الإخوة ونعم السَّند، وفوق مستوى ظنَّنا بهم.

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/15 الساعة 02:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/15 الساعة 02:58 بتوقيت غرينتش

الزيارة التي قام بها قائد المقاومة الشعبية بمحافظة تعـز، الشيخ/ حمُود سعيد المخلافي، إلى العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام الماضية، بدعوة رسمية من قيادة التحالف العربي، ممثلة بالمملكة العربية السعودية، قد وضعتْ علامات استفهام كبيرة، حول طبيعة تلك الزيارة المفاجئة ودلالاتها، خصوصاً في توقيتها، الذي جاء مباشرة بعد زياراته القصيرة، لبعض المحافظات اليمنية، كـ مأرب والجوف، ومتزامناً مع قرارات الرئيس هادي الأخيرة، التي أطاحت بنائبه بحَّاح، وتعيين الجنرال مُحسن الأحمر بديلاً عنه.

من حيث التوقيت يمكن قراءة تلك الدعوة للقائد المخلافي من شقين: الشق الأول مُتعلق بزياراته الأخيرة لمحافظات مأرب والجوف وبعض المحافظات الجنوبية، والشق الثاني له علاقة بقرارات الرئيس هادي الأخيرة من جهة، وباقتراب موعد مفاوضات الكويت من جهة أخرى.

لعلَّ المخلافي قد أراد بتلك الزيارات، أن يُوصل رسالة قوية إلى الرئيس هادي ونائبه السابق، والحكومة اليمنية "العرجاء"، القابعة منذ أكثر من عام في الرياض، عبئاً ثقيلاً على شعبها، وعلى الدولة المستضيفة لها دون فائدة، مفاد تلك الرسالة أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، أمام تقاعسكم وخُذلانكم المفضوح لمحافظة تعـز، وتعمُّدكم تركها تواجه مصيرها لوحدها، أمام جحافل جيش جرَّار، تحوَّل بين يوم ولية إلى مُجرد عصابات ولصوص وقُطَّاع طرق، وإلى مليشيا تقتل شعبها.

ولأننا أخذنا على عاتقنا مهمة الدفاع عن محافظة تعز، وعن كرامة أبنائها، أكان بكم أو بدونكم، فقد ذهبنا إلى إخواننا مُلوك سبأ والجوف، نستنهض هِمَمَهُم ونخوَتهم، ونجُسُّ نبض أصالتهم ورُجُولتهم، فكانوا لنا أكرم من توقعاتنا، وأشجع من تخيلاتنا، وكانوا نعم الإخوة ونعم السَّند، وفوق مستوى ظنَّنا بهم.

فهِمَت المملكة تلك الرسالة سريعاً، وشعرت بالحرج على ما يبدو، مع أنها ليست المعنية بها بشكل مباشر، وتصرَّفت كدولة مسؤولة، وكقيادة ذكية وفَطِنة، وذات حواس استشعار قوية تعمل عن بُعد، بينما ما زال هادي وحكومة العَار، لم يستوعبوا تلك الرسالة حتى هذه اللحظة، ولن يستوعبوها بأية حال.

تزامُن تلك الزيارة مع قرارات هادي الأخيرة، وقُرب موعد حوارات الكويت القادمة، يُشير ربما إلى أن قيادة التحالف قد بدأت تُرَتِّب جَدِّيًّا هذه المرة لأمر ما، يتعلق بتحرير مدينة تعز، وقد أرادت أن يكون قائد المقاومة الشعبية بمحافظة تعز متواجداً بشخصه في هذا الترتيب، كما أرادت أن يكون قريباً من القيادة العليا الجديدة، بشقيها العسكري والمدني، مُمثلة بالفريق علي محسن الأحمر، لتدارس ذاك الأمر أو تلك الخُطة، ولتنسيق الجهود معاً بشأنها.

باعتقادي فإنَّ هناك خُطوات ميدانية ستتم على الأرض خلال الساعات أو لربما الأيام القادمة تتعلق بتحرير مدينة تعز بالكامل، ويتم الآن التحضير والإعداد لها، وهي تحُث الخُطى لاستباق حوارات الكويت، وتُمثل بتقديري أقوى الدلالات حول مغزى تلك الزيارة المفاجأة، والأسباب المختفية وراءها، إذْ ليس من قبيل المصادفة أبداً، تزامنها مع قرار تعيين الفريق مُحسن الأحمر في منصبه الجديد نائباً للرئيس، وإقالة سلفه بحَّاح.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد