رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي .. رئيس مصر
السيد الرئيس..
أنت تعتقد أنك تبذل قصارى جهدك. أو على الأقل هذا ما تخادع به نفسكَ والناسَ، على حد سواء. فأنت تلعب على وتر المشاعر، وتستغل أولئك الذين يسعون جاهدين للإيمان بشيءٍ لا وجود له؛ الذين يسعون جاهدين للإيمان بأن بلادهم متطورة للغاية. السيد الرئيس، أنت شخصٌ فاشلٌ، ومقصِّرٌ، ووصمةُ عارٍ. كلُّ ما تفوّهْتَ به كان محض أكذوبة، وكلُّ فسادٍ زعمتَ أنك تريد مكافحتَهُ، تفاقَمَ.
السيد الرئيس..
في البداية، كنتَ تزعمُ أنك مؤازرٌ للثورة، ثم زعمتَ أنك مُوالٍ مخلص للإخوان المسلمين عندما عملت وزيراً للدفاع إبان فترة حكم مرسي، ثم غسلت أدمغة الناس بزعمك أن ما حدث في 3 يوليو/تموز 2013 لم يكن انقلاباً، في حين أنه لا يزال يبدو وكأن كل شيءٍ كان مخططاً له. ثم طلبت من الناس أن تفوضك بـ"تطهير الإرهابيين"، في حين أنه كان يتوجب عليك، إذا كنت صادقاً بما فيه الكفاية، وكان الوضع خطيراً بما فيه الكفاية، أن تتصرف دون الحاجة إلى تفويض، باعتبارك شخصية عسكرية.
السيد الرئيس..
قلتَ إنك لست مثل الرؤساء السابقين، ولكن فجأةً، "سوف أرقي نفسي من لواء إلى مشير"، ثم فجأةً، "سوف أستقيل من الجيش"، ثم فجأةً، "سوف أترشح للرئاسة، لأن الناس طالبوا بذلك".. "ولكن، مهلاً، فالثلاثون من يونيو لا يزال ثورة، تذكروا ذلك جيداً، حسناً؟ أوه، وصوتوا لي لأنني سوف أحقق التغيير.. ليس لدي أي فكرةٍ كيف؟! ولكن سوف أحقق التغيير، سأحول مصر إلى بلد آخر، سأطورها، سأساعد الفقراء، ولكن الأهم من ذلك هو أنني أحبكم، وأحبكم جميعاً".
السيد الرئيس..
ما يقرب من عامين على ولايتك الرئاسية، ولم تفعل شيئاً.. عفواً، أقصد أي شيء إيجابي، لقد فعلت الكثير من الأشياء السلبية.. لقد دمرت، دهورت الاقتصاد، خدعت الناس وأقنعتهم أن مشاريعك الوهمية ستتحقق، كذبت، كبَّلْتَ بالأغلال، قمعت، يضاف إلى ذلك طبعاً بؤس مهاراتك في العلاقات الدولية، وعدد لا يحصى من التغطيات الساخرة في جميع أنحاء العالم لتصرفاتك السخيفة.
السيد الرئيس..
بعد حلم آلاف الشباب بتغيير بلادهم، جعلتهم لا يحلمون سوى بمغادرة بلدهم. لقد سجنت كل من حاول أن ينبس ببنت شفة. منعت برنامجاً ساخراً، اقتدت رسام كاريكاتير إلى السجن لرسمه آذان ميكي ماوس على صورتك، لقد قتلت، عذبت، اضطهدت. والآن، لا يمكن أن يتحملك الشباب، لا أنت ولا نظامك، ويتطلعون إلى مغادرة البلاد. بسببك.
السيد الرئيس..
واظب على القيام بما تفعله.. فأنت جبان، أنت مجرد جبان وأوضح دليل على ذلك هو السياسات الدكتاتورية الحالية. واظب على القيام بما تفعله. ولكن أعدك -وأنا متأكدة من أن هذا الوعد ينطبق على جميع أولئك الذين حلموا من قبل بمصرَ أفضل- أنك لن تترك هذا المنصب سلمياً، ستدفع ثمن ما قمت به، عاجلاً أو آجلاً. سوف ترى، سوف تندم على كل ما اقترفتَهُ.. سوف تدفع ثمن ذلك.
السيد الرئيس..
أخيراً وليس آخراً، تهانينا.. يجب أن أهنئك رغم كل ذلك، فنحن كمصريين، كنا نعتقد أن أسوأ الأنظمة كانت أنظمة مبارك، وعبد الناصر، وربما يكون مرسي قد اندرج في هذه الفئة لو أنه استمر لفترة أطول في منصبه. لكن تهانينا، يا سيدي، فلقد حطمت رقماً قياسياً.. تهانينا يا سيدي، فمصر لم تشهد مثل هذا التدهور والتأزم حتى وصلتَ إلى سدة الرئاسة. تهانينا يا سيدي، فمصر لم تتعرض للمهانة قط على الصعيد الدولي حتى ظهرْتَ على المشهد.
تهانينا يا سيدي، تهانينا لكونك أسوأ رئيس مصري حتى الآن.
منة الناقة
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأمريكية لـ "هافينغتون بوست"للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.