يبدو أن ملف الصحراء المغربية، بدأ يعرف تطورات غير مسبوقة منذ بدء النزاع، ففي وقت قصير.. أصدرت المحكمة الأوروبية قراراً أعلنت بموجبه إلغاء التبادل الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وطالب البرلمان الأوروبي الأمم المتحدة بتكليف المينورسو.. لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، رفضت هولندا أيضاً إعادة التوقيع على اتفاقية الضمان الاجتماعي مع المغرب، وأصرت على ألا تشمل الاتفاقية الأقاليم الجنوبية للمملكة، كلها إجراءات أظهرت أن هناك تغيراتٍ في مواقف بعض الدول الأوروبية من قضية الصحراء المغربية، مما سبب أزمة دبلوماسية نتج عنها إعلان المغرب مؤخراً تعليق جميع اتصالاته مع الاتحاد الأوروبي، ولا شك أن البليد هو من لا يستنتج شيئاً من هذا الكلام، والأكثر بلادة منه هو من لا يستفيد لا من أخطائه ولا من أخطاء غيره..
– إن التقهقر الذي تعرفه الدبلوماسية المغربية منذ أيام، يبين أن بعض الناشطين البوليساريو والجزائر.. يكسبون الورقة السياسية تلو الأخرى ضد المغرب، لأن السيد مزوار غير قادر على التفريق بين "الواو وعصات الطبال" في المجال الدبلوماسي، و لهذا السبب أعتقد أن الوقت قد حان لإقالته من منصبه كوزير للخارجية؛ لأن ما نراه الآن يبين أن هذا الشخص غير قادر تماماً على أن يقود الدبلوماسية المغربية الضعيفة، وسبب ضعفها هو عدم كفاءة الأشخاص الذين يقومون بها وعدم قدرتهم على إبداع أساليب فعالية للتواصل والتأثير انطلاقاً من تجارب ميدانية.
"ينفقون الملايين بحجة تمثيل المغرب في العالم.. بينما المغرب أصبح مجهولاً عند العالم"، يصرفون ميزانيات دول بأكملها في تنقلاتهم ويتسوقون من أترف المحال التجارية، دون تحقيق أي نتائج تذكر!
"وكما قلت في مقالي السابق: فإن المغرب اليوم، يدفع ثمن تهاون دبلوماسيته.. التي ما زالت تتحكم فيها الاعتبارات والزبونية وتغليب المصالح الشخصية والبحث عن الانتفاع والوصولية، العلاقات الدولية وفن التعامل مع الآخرين تستلزم تكويناً أكاديميًّا ومهنيًّا عالياً بالتعاون مع مختبرات البحث والتفكير والمجتمع المدني والأحزاب السياسية والنقابات لبلورة جبهة دبلوماسية موحدة الأهداف ومتشعبة المخارج"
– أما الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، الذي وصف سيادة المغرب على الصحراء بـ"الاحتلال"، هل يملك الصلاحيات ليحدد وضع الصحراء المغربية؟
إذا كان الوضع السياسي في الصحراء المغربية غير "محدد" حسب ما قاله "بان كي مون"، فلماذا وبأي حق قانوني بادر بتحديده هو؟ بأي صلاحيات؟ هذا هو المشكل الجوهري في تصريحاته الانحيازية! "بان كي مون" تصرف كأن الأمم المتحدة هي التي تدير شؤون الصحراء المغربية، وهذا غير صحيح، فالصحراء المغربية هي تحت إدارة والسيادة الفعلية للمملكة المغربية، ومهمة بعثة المينورسو.. هي "تحديد الهوية" و"مراقبة خط إطلاق النار" ليس في الصحراء المغربية بل على الحدود المغربية – الجزائرية وهناك منطقة عازلة "مغربية" 100/100 انسحب منها المغرب طواعية حتى لا يحتك الجيش المغربي بالمرتزقة الإرهابيين ليس إلا..
-الحقيقية التي يجب على "البوكيمون" والجميع أن يعرفها، هي أن الشعب المغربي لن يدخر قطرة دم واحدة في الدفاع على بلده وستبقى الصحراء مغربية حتى يتوفى الله آخر مغربي حر، رفعت الأقلام وجفت الصحف.. انتهينا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.