مرت عليكِ لحظات قاسية.. إهمال وخذلان، غش أو طعن حد الخيانة؟
مرَّ في حياتكِ أشخاص حاولوا إحباطكِ، شككوا في قدراتكِ، ولعبوا بأعصابكِ؟
مؤكد أحببتِ أشخاصاً، فغيرت منهج حياتك لأجلهم، احترمتهم فقللوا من شأنك، عاملتهم بطيبة فقابلوك بخبث، استأمنتهم، فخانوا الأمانة، اعترفت لهم بنقاط ضعفك فتفننوا في إسقاطك.
لا عليك فذلك النوع من الأشخاص مفيد جدًّا إذا ما عرفت كيف تستخرجين من محاولاتهم السامة مضادًّا حيويًّا يقوي مناعتك.
سيجعلك ذلك صاحبة خبرة في الحياة، ستدققين أكثر في الوجوه، لن تبحثي مجدداً عمن اختفوا فجأة من حياتك بدون مبررات لأنهم لو كانوا يريدونك لبقوا معك.. ولن تطالبي أحداً بمحادثتك فلو أراد لكلمك.
من جديد.. ابدئي حياتك
أحبي نفسك جيداً حتى تأتي لكِ الثقة بها. أذكر في رواية "الباب المفتوح" للطيفة الزيات أن حسين بعث بخطاب إلى ليلى، يقول لها فيه "وأنا أحبك وأريد منك أن تحبيني، ولكني لا أريد منك أن تفني كيانك في كياني ولا في كيان أي إنسان. ولا أريد لك أن تستمدي ثقتك في نفسك وفي الحياة مني أو من أي إنسان. أريد لك كيانك الخاص المستقل، والثقة التي تنبعث من النفس لا من الآخرين.
حاولي أن تصنعي مع نفسك هدنة أن تكوني أكثر مرونة.
كل صباح ضعي همومك في قلب إبريق مع أوراق الشَاي الأخضر، صبي عليها بعضاً من الماء الساخن، دعي الإبريق فوق عيون النار، ليغلي فيطرد كل همٍّ على شكل بخار..
أطفئي النار، اتركـيه حتى يهدأ، فتترسب أفكارك الهادئة، وتطفو كل نزعة عابرة !
تنفسي بعمق، ابتسمي، افتحي مذكرتك، وأمسكي قلمك لتخطي بكل تبات أهدافك، وكل ما يخطر ببالك .. وأحضري فنجانك .. ادعميه بالحُب وتأملي في كل قطرة شاي تنسكب فيه.
ولا تنسي إضافة بعض من السكر، وإحضار طبق من الحلوى تتسامرين معه فيؤنس وحدتك.
لا ترهقي تفكيرك، انسي الأسماء التي مضت..والتي تكدر ذكرياتك.. واكتبي على قلبك أسماء تستحق.
لا تتصلي بشخص أكثر من مرتين وَلا تستمري في إرسال الرسائل فمرة واحدة تكفي. تعلمي اللعب على الأشياء ونقيضها.. وياحبذا لو تتخلين عن تقمص شخصيات على هوى الآخر.. بل كوني أنت وفقط.
ستكسبين نفسك مع مرور الوقت، سيزداد إصرارك على النجاح، وسيقل كلامك أمام من اعتاد منك كثرة الكلام، سيرتفع مؤشر النجاح أمام درجات الفشل، ستصبح لديك عادات جديدة، ربما هوايات أكثر، ستتقنين فن الصمت والحديث فلكل مقام مقال.
كل من حولك على قيد الحياة، تجاوزي ذلك وكوني على قيد الحلم والشغف بالعمل.
هل تعلمين لم عليك فعل كل ذلك، بكل بساطة إما أن تتحلي بالشجاعة لفعل شيء لنفسك أو أن تتركي نفسك لتغرقي مع التيار، أن تكوني نفسك في كل يوم، في عالم يحاول إجبارك أن تصبحي شخصا آخر.
وفي حين يركزون على الحيثيات ركزي على اللب.. لن يضرهم بعض الخداع لكنه سينفعك.. افعليه لا تترددي. ولكِ في هذه القصة عبرة:
"مواطن بلجيكي دأب طوال 20 عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملا على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين أنه "يهرّب" شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب.. السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد وجدت في مذكراته الجملة التالية:
(حتى زوجتي لم تعلم أنني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا).
حدّدي ملامح شخصيتك، "اعرفي شنو تحبي وشنو تكرهي، وخليك متأكدة أنك أحلى من أي واحد لأنك ببساطة ماشي بحال أي واحد، عندها فقط هتعرفي شكون يحبك بصح، لأنه هيقبلك كيفما نتي من غير ما تحاولي تتجملي، أو تتصرفي بطريقة لا تشبهك".
الرحمن جعلك فريدة بملامحك، تشبثي بها وتمتعي معها، وإن تعقدت الأمور فكوني كطائر العنقاء يموت يحترق ويصبح رمادا ويخرج من الرماد طائر عنقاء جديداً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.