لعل هناك نصائح مكرّرة ملّت من سماعها الآذان، مثل: إياكما والنوم غاضبين قبل أن تتصالحا، فليكن شريك حياتك صديقك المفضّل، وعبّرا عن مشاعركما بشفافية… إلخ.
لكن النسخة الأميركية لـ"هافنغتون بوست" رصدت في تقرير لها جملة من النصائح الجديدة غير التقليدية لتجنّب الطلاق، ولقضاء حياة زوجيّة سعيدة.
فيما يلي 6 نصائح مدهشة من خبراء العلاقات الشخصية:
فليكن أطفالك في المرتبة الثانية بعد شريكك
بحسب جيفري بلاتس، خبير العلاقات الشخصية، فإنه لا ينبغي إيلاء الأطفال أولويةً فوق زواجك.
يرى بلاتس أن الفلسفة القائلة بأن "الزوجـ/ـة أولاً" قد لا تكون مقبولةً لدى الكثيرين من الأزواج، لكنه يرى أيضاً أنها تساعد الزوجين على تلافي الطلاق، كما أن الأطفال سيكبرون أمام مثال حي على العلاقات العائلية المتينة السليمة.
وقال بلاتس "الأطفال شديدو الملاحظة وسيتخذون من الوالدين الزوجين نموذجاً شخصياً بالفطرة، لذا عليك التحلّي بمخزون طاقة متجدّدة وعاطفة جيّاشة كي تعزّز من قوة حضورك وقامتك في أذهان الأطفال، أما الجائزة فهي أن علاقتك الزوجية ستتعزز".
انظر لشريكـ/ـة حياتك كما ينظر حيوانٌ أليف إلى صاحبه
تدخل بيتك بعد يومٍ طويل شاق، فيستقبلك كلبك الوفي بالحب الأعمى والتقدير، أليس كذلك؟ في نظره أنت أفضل إنسان على الإطلاق وبلا منازع، فلم لا نحاكي هذا الإخلاص والوجد إزاء الأزواج؟
هذه وجهة نظر إيفلين موسكيتا، خبيرة ومعالجة العلاقات الزوجية في نيويورك.
وقالت موسكيتا "إن إدامة النظر إلى بعضنا البعض بعيني كلب تعني عدم اللوم وعدم إلقاء الأحكام أو توجيه الانتقادات أو التسلّط، وتعني تقديم الحب غير المشروط واستحقاق نيل هذا الحب."
وتابعت "كما تعني أيضاً العيش في الحاضر وعدم تعكير صفوه بنبش الماضي وذكرياته السلبية. إنها تمثل صفاء النظرة إلى بعضنا البعض بعينين بريئتين كي يبقى الزوجان متجددين متّقدين حيوية وإثارة لاهتمام بعضهما البعض."
تبادلا الرسائل النصية كما لو أنكما التقيتما أول مرة تواً
بين رسائل البريد الإلكتروني ورسائل الهاتف واتصالات العمل لا شك أن الزوجـ/ـة يشعر بضغط كبير من كم التواصل المطلوب يومياً، لكن شخصاً واحداً فقط لن يمانع الشريكـ/ـة سماع صوتهـ/ـا أو تلقي رسالة منهـ/ـا على حين غرة، وهذا الشخص هو أنت.
قد لا يبدو الأمر مهماً أو ذا قيمة، لكن رسالة صغيرة منك فجأة ودون مقدمات (حتى لو كانت مجرد رسالة مثل "سلام يا حبيبي، ماذا تريد على العشاء؟" ستعبر عن مدى اهتمامك في هذه اللحظة.)
وقالت سامانثا رودمان، عالمة النفس "إن تلك الرسالة القصيرة سواء كانت نصية أم إلكترونية أم اتصالاً مباشراً قد تجعلك وشريكك تشعران أن حياتكما متداخلةً معاً حتى حين تكونان بعيدين عن بعضكما. وعندما تلتقيان مساء تشعران أنكما لم تفترقا تماماً لمدة 10 ساعات كل يوم، بل ستشعران أن كلاً منكما كان جزءاً لا يتجزّأ من نهار الآخر."
لا تحسب أن شريكك باقٍ إلى الأبد
إن الذين يظنون أن علاقاتهم قفلٌ متين وأن الشريك لن يتركهم أبداً هم تماماً الذين يفاجئهم الطلاق ليجدوا أنفسهم في النهاية وجهاً لوجه أمامه.
وقال بلاتس "من تجربتي في تدريب الأزواج، صادفت الكثيرين ممن يعتبرون علاقاتهم الزوجية أمراً مضموناً مفروغاً منه وتحصيل حاصل، فيفكرون في دخيلتهم "هاقد وجدت زوجـ/ـة. والآن صار بإمكاني أن أسترخي وأستمتع دون جهد" لأنهم يظنون أنهم حصدوا النجاح عندما وجدوا الشريك."
لكن واقع الأمر في رأي بلاتس هو أنك ما إن تجد الشخص المناسب وتتزوجه حتى يغدو واجباً عليك منذ تلك اللحظة العمل وبذل الجهد لإبقائه في حياتك يومياً.
وأضاف بلاتس "لا يدرك الناس أن العلاقات تستلزم بذل الجهد لإدامة المحبة والسعادة فيها مدى الحياة لكلا الزوجين. على الزوجين تحويل تركيزهما على متابعة نموهما الشخصي والتعلّم من بعضهما البعض، فعندما تشعر بقيمة شيء تستمتع بدراسته، والأمر ذاته ينطبق على الحب والعلاقات."
اكتبا مرثية لبعضكما البعض
ليس الأمر بنفس رومانسية عشاء فاخر سوياً أو أمسية في السينما، لكن جلوسك لكتابة ما قد تقوله في تأبين شريكك هو طريقةٌ فعّالة تذكرك بسبب وقوعك في حبه أول مرة، حسب خبير معالجة العلاقات الزوجية، بول موسكيتا من نيويورك.
وقال موسكيتا "فليسأل كل منكما نفسه: ما الصفات التي جذبتك إلى شريكك؟ كيف كانت أجمل لحظاتكما معاً؟ صف لحظات المرح والسعادة التي عشتماها وأعمال التضحية التي قدمتماها والاعتناء ببعضكما. ثم أعد قراءة وتنقيح هذه المرثية مرة كل أسبوع على مدى شهر، مضيفاً في كل مرة تفاصيل ذكريات جديدة، ثم قم بقراءتها لشريكك وليفعل هو أيضاً ذلك."
توقّف عن الثرثرة
لا تسارع إلى تحليل وتفصيل كل شاردة وواردة في مشاكل العلاقة.
بحسب ما ذكره بلاتس، فعلى عكس البديهة، لعلّ الخير في أن يأخذ كلا الطرفين متنفساً من تقليب الأمور وتمحيصها، وبلاتس يتحدث من واقع زواجه هو الآخر ويعرف فائدة أخذ وقتٍ مستقطع.
وأضاف بلاتس "بصفتي مدرّب علاقات زوجية وعلى علاقة بمدرّبة علاقات هي الأخرى، فإننا ننساق بسهولة وراء تحليل كلّ تفصيلٍ صغير. هناك بالتأكيد وقت كافٍ للحديث عن المشاكل، لكن هنالك قيمة كبرى في قضاء الوقت معاً دون كلام. أحياناً يكون قضاء عصر يوم ما بالمعانقة أو التمشي في الحديقة أو تمضية ليلةٍ في رقص السالسا هو كلُّ ما يحتاجه كلاكما لاستعادة التوازن الزوجي."
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست".