فلننصر فلسطين إعلامياً

وختاماً أشدد على عامل الإبداع الفردي في المجالات الفنية والأدبية شعراً ونثراً وقصة وأقصوصة، وأن نقوم كلنا بدور في مجال تفعيل العقول الفردية في مجال الكاريكاتور والسينما والمسرح والنشيد لنثري الواقع بخيارات متعددة تناسب كل الأذواق بما يحقق أعلى سقف ممكن من الأهداف.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/16 الساعة 03:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/16 الساعة 03:05 بتوقيت غرينتش

على مدار التاريخ حظيت فلسطين باهتمام كبير، ولكنها بعد الإسلام حازت على مكانتها كوقف إسلامي يخص كل مسلم على وجه البسيطة، وبدأت الصراعات فيها تأخذ أكثر من حقبة وأكثر من شكل وصيغة، وصولاً للاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي يستبيح القدس والمسرى وأرضها التاريخية، وهنا بدأت الحشرجة لدى المسلمين في المعمورة تأكل قلوبهم، كيف ننتصر لفلسطين إعلاميًّا؟

إن بداية المسار في نصرة فلسطين تكمن في فهم هذه القضية الجوهرية، وهنا، علينا أن لا نكتفي بنقل المجازر والمذابح، بل ننقل أيضاً ما نراه من بشريات النصر، وشواهد الرجولة والبطولة، وفي هذا الإطار يمكن استحضار نماذج تحقق فيها النصر لأبناء أمتنا رغم قلة العدة والعتاد وانقلاب الموازين، إذا آمنوا بفكرة واستعدوا للتضحية في سبيلها.

إن مسؤولية الإعلاميين والنخب في نصرة فلسطين لا تقف عند ذكر ما يجري فيه فحسب، بل يجب تدعيم حملات المقاطعة الاقتصادية للسلع والبضائع الأميركية والإسرائيلية وتوسيعها عالميًّا، والنزول إلى الشارع وممارسة الضغوط على الحكومات للقيام بدور فاعل من خلال مسيرات هادفة تحمل شعارات واضحة وتضم نخباً منتقاة، إضافة إلى رصد وتغطية كافة الفعاليات الغاضبة في الشارع العربي والإسلامي والغربي وبثها بأكثر من لغة عالمية.

إن عرض القضية بالشكل اللائق لجلب التعاطف الدولي، مع تنويع الخطاب الإعلامي ليغطي كافة الوسائل المتاحة، لتشكيل ضغط إعلامي على الرأي العام الغربي، يؤدي بالضرورة لكشف سوأة الأنظمة العربية المتخاذلة، وأظهار حقيقة موقفها وإظهارها للشعوب وعدم الخوف من المصير، لأن هذه المعركة هي معركة الأمة قاطبة.. وهنا يجب تأسيس شبكات تفاعل مع الإعلاميين في الدول المجاورة لفلسطين أو القريبة منها والاستفادة من مميزات الإعلام الجديد في التشبيك الهادف والفاعل بينهم، بهدف التعريف بحقوق هذا الشعب المحاصر تفصيلاً من خلال المقالات والنشريات والتغريدات ونحوها، وأن نبرز الجانب الإسلامي لهذه القضية والعمق العربي كسند وداعم، وأن نوضح نوايا المتخاذلين عن نصرة فلسطين، وعاقبة هذا الخذلان على الأفراد وعلى الحكام.

مسألة التعريف بالحرب على فلسطين بكونها حرباً ضد كل صوت حر مقاوم وشريف في العالم وليست ضد فلسطين وحدها أمر حساس، ويتطلب إعداد موضوعات صحفية نوعية متخصصة، لنقل المأساة الإنسانية عبر تحقيقات وصفية لتوضيح حجم المأساة، مع ذكر الخلفيات المعلوماتية للأحداث، بما يوضح الصورة الحقيقية لما يحدث، وتوجيه هذا الأمر بصورة جماهيرية غير نمطية كالدفع بالنخب للشارع، من خلال مؤسسات الإعلاميين الخاصة، مثل مؤسسات المجتمع المدني التي يقودها الصحفيون، كنقابات الصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وهذه المؤسسات يعول عليها أن تنزل إلى الشارع أيضاً وتمارس ضغوطاً على قيادات بلادها لاتخاذ مواقف ترتقي إلى حجم الحدث.

إن نصرة فلسطين تحتاج -فعلاً لا قولاً- إلى نشر ثقافة التعبير عن الرأي وترسيخ مبدأ الحرية، ولذلك ينبغي لنا مطالبة وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، بمنح قضية القدس المزيد من المساحة في فضائها الإعلامي، مع التشديد والتأكيد على مفهوم أن القدس هي العاصمة العربية الوحيدة المحتلة، والتركيز على ضبط سلوك بعض الإعلاميين الذين يستخفون بتصريحاتهم وتغريداتهم تحت شعار: الكلمة كالرصاصة يمكن أن تقتل.

وختاماً أشدد على عامل الإبداع الفردي في المجالات الفنية والأدبية شعراً ونثراً وقصة وأقصوصة، وأن نقوم كلنا بدور في مجال تفعيل العقول الفردية في مجال الكاريكاتور والسينما والمسرح والنشيد لنثري الواقع بخيارات متعددة تناسب كل الأذواق بما يحقق أعلى سقف ممكن من الأهداف.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد