"حب في الزنزانة" هو أحد كلاسيكيات السينما المصرية، يروي قصة حب بدأت في السجن بين النجمين عادل إمام وسعاد حسني.. لم تعد القصة مدهشة، ففي مصر اليوم قصص كثيرة شهد عليها عام 2015 الذي يلفظ أنفاسه لشباب لم يبدأوا حبهم في الزنزانة ولكنهم يحتالون للحفاظ عليه عبر القضبان.
"عربي بوست" اختارت 3 قصص حب من عام 2015 وقفت قضبان السجن بوجهها من بين قصص نحو 50 ألف سجين وسجينة اعتقلوا بسبب مواقفهم السياسية بحسب أرقام منظمات حقوقية.
مروة وإبراهيم.. حفل زفاف بانتظار الحكم!
نشاط اجتماعي جمعهما، مروة محمد وإبراهيم، وقعا في الحب الذي انتهى بخطوبتهما، ولكن الفرحة لم تكتمل اختفى العريس فجأة لأسبوع كامل لا معلومات عنه هل هو حي أم ميت؟
إبراهيم الذي تبيّن فيما بعد أنه يقبع في أحد مراكز التعذيب التابعة للأمن الوطني تم إلقاء القبض عليه للتحقيق معه.
الأسبوع الذي مرّ بطيئاً على مروة انتهى بحصولها على معلومات بأن خطيبها وجّه له عدد كبير من التهم أهمها انضمامه لجماعة محظورة، وهو في انتظار المحاكمة أمام القضاء العسكري.
مروة حالياً تنتظر الحكم على إبراهيم، فلم تعد تحتمل لقاءه في قاعات المحاكم وفي السجون في الوقت الذي كان من المفترض أن يحضّرا لحفل زفافهما.
زينب وعبدالله.. المآسي على التوالي!
عمل الخير جمعهما، زينب وعبدالله التقيا خلال حملة بيع السلع التموينية بأسعار رمزية للمحتاجين في الفترة ما بعد ثورة 25 يناير.
تمت الخطوبة يوم 8 فبراير/شباط 2013 ثم تم عقد قرانهما يوم 8 مايو/أيار 2015، لكن بعد عقد القران بوقت قصير سقط الأخ الأصغر لعبدالله قتيلاً في حرم جامعة القاهرة.
وفي يوم 31 مايو/أيار بعد انتهاء زينب من تقديم الامتحانات تفاجأت بأن زوجها الذي اعتاد الاتصال بها بعد كل امتحان لم يتصل، وحتى أنه لم يجب على هاتفه.
عادت إلى منزلها ونامت، وبعد أن استيقظت لم تجد رسالة منه فظنت أنه مشغول في عمله، حاولت أن تتصل به في المساء لكن هاتفه كان مغلقاً.
15 يوماً اختفى فيها عبدالله ولا خبر عنه سوى أن أشخاصاً رأوه مقتاداً من قبل 5 مسلحين في سيارة أجرة، وأصبح هاجس زينب الحصول على إجابة هل عبدالله مازال على قيد الحياة؟
زينب البالغة من العمر 25 عاماً مرّت عليها أصعب أيام حياتها وهي تنتظر خبراً عن زوجها، لتعرف أخيراً أنه في سجن استقبال طرة وتعرض لأقسى أنواع العذاب، مجبراً على الاعتراف بأمور وتهم لم يرتكبها.
ورغم أن رؤية زوجها خلال الزيارات في السجن يهوّن عذابها بعض الشيء، إلا أن عذاب انتظار الحكم وخروجه مجدداً من السجن هو العذاب الحقيقي.
أسماء وإبراهيم.. الرسائل فقط!
قصة أسماء حمدي وإبراهيم رجب تشبه القصتين السابقتين، لكن هذه المرة أسماء هي من انتهى الأمر بها وراء القضبان.
6 سبتمبر/أيلول 2012 بدأت قصة حبهما وقام إبراهيم بخطبة أسماء، وهي طالبة في كلية طب الأسنان جامعة الأزهر، من محافظة الشرقية، اعتقلها الأمن من داخل الحرم الجامعي ومكثت في قسمي أول وثاني مدينة نصر ما يقارب الشهرين، ثم تم ترحيلها لسجن القناطر والحكم عليها يوم 24 فبراير/شباط 2014 بخمس سنوات سجن وغرامة ١٠٠ ألف جنيه.
الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2014 تم الاعتداء على الفتيات المعتقلات بتهم القضايا السياسية من قبل الأمن والجنائيات وتمت سرقة كل متعلقاتهن، وأمرت السجانة أسماء بخلع خاتم الخطوبة من يدها ورمته في القمامة أمامها.
تم ترحيل أسماء ومجموعة من الفتيات معها إلى سجن دمنهور السيئ السمعة، وكانت طريقة التواصل الوحيدة معها هي الرسائل.
عامان بعيدان عن بعضهما، ولكنهما لم يكونا كفيلين بأن يعتادا هذا البعد ولم يهوّن الوقت الطويل عليهم الاعتياد على المحنة القاسية.
أسماء التي لم تنتمِ يومًا لأي تيار كانت تحصل على وعود الإفراج القريب، إلا أن الأمر انتهى بالحكم بالسجن، ولكن إبراهيم مازال ينتظر خطيبته واستأجر شقة وبدأ بشراء الأثاث على أمل خروجها قريباً.