طلب مني أحد كتاب السيناريو الكبار في مصر أن أكتب بضع مشاهد يمكن من خلالها أن يحكم علي ما إن كنت موهوباً لدرجة تستحق منه أن يعطي لي فرصة المشاركة في ورشة كتابة لسيناريو يعمل عليه الأن.. فوجدتني أجلس أمام الكمبيوتر وشرعت في كتابة هذه المشاهد، ولا أعلم ما إن كانت هذه المشاهد كافية للحكم علي ليعطيني الفرصة أم أنها دون المستوى!
مشهد 1
نهار داخلي – صالة وصول في المطار – طابور طويل من المسافرين أمام شباك أختام جوازات السفر.
في نهاية الطابور يقف شاب في الأربعين من عمره تبدو على وجهه المصري علامات الإرهاق من السفر يرتدي جاكت أزرق أنيق وبنطال رمادي ونظارة طبية إطارها من البلاستيك الأسود, ومعلقة على كتفه شنطة كمبيوتر محمول.
خلف الزجاج يجلس ضابط برتبة نقيب يرتدي البلوفر العسكري الأسود وعلى وجهه إبتسامة مصطنعة يوزعها على المسافرين الأجانب القادمين من رحلة نيويورك.
بوصول الشاب إلى الشباك قدم عبر الفتحة الصغيرة المحفورة أسفل اللوح الزجاجي جواز سفره المصري في صمت تام.
الضابط يتفقد رقم جواز السفر عبر الكمبيوتر الذي أمامه دون أن ينظر للشاب, وبعد لحظات يعيد الجواز بعد ختمه دون أن يلتفت للشاب قائلاً:
الضابط: حمدلله على السلامة.
– قطع –
مشهد 2
نهار داخلي – طرقة طويلة بها أبواب كثيرة يمناً ويساراً – يسير فيها رجل خمسيني يرتدي نظارة سوداء وبدلة رمادية, يرد التحيات العسكرية التي توزع عليه من جميع من يمر عليهم بالطرقة التي تنتهي بباب عليه لوحة نحاسية مكتوب عليها "رئيس جهاز الأمن الوطني" يفتح الباب عسكري يقف عليه فيدخل اللواء – غرفة مجلدة جدرانها بألواح خشبية ومكتب خشبي خلفه كرسي من الجلد بجواره علم الدولة وعلم وزارة الداخلية.
يجلس الرجل على الكرسي, ويدق الباب فيأذن بالدخول, وإذ بضابط في الثلاثين من عمره يقدم التحية العسكرية ويمد يده بورقة يضعها أمام الرجل:
الضابط: إتفضل سيادك
ينظر اللواء بتهكم قائلاً:
اللواء: هو شرَّف.. جاي يعمل إيه ده ؟!
– قطع –
مشهد 3
نهار خارجي – قاعة محاضرات كبيرة بالجامعة – مئات الطلاب من كلية الهندسة يجلسون انتظاراً للعالم القادم من أمريكا ليلقي ندوة علمية عن إكتشاف المياة على كوكب المريخ.
يدخل عميد الكلية إلى القاعة قائلاً:
العميد: للأسف يا حضرات .. الندوة إتلغت, لدواعي أمنية!
ينظر الطلاب بعضهم بعضاً في دهشة.
– أظلام –
مشهد 4
نهار داخلي – باريس – قاعة مؤتمرات دولية فخمة – يجلس في الصفوف الأولى رؤساء وملوك من جميع أنحاء العالم.
يصعد على المنصة شاب أربعيني على أنفه نظارة ويرتدي ملابس رسمية، ومعلق على أذنه مايكروفون قريباً من فمه، وبيدة ريموت صغير يتحكم من خلاله في شاشة عرض كبيرة, ويبدأ حديثه بتقديم نفسه للحضور:
الشاب: إسمي عصام حجي – باحث مصري في وكالة ناسا.
يشرع في شرح التوقعات في تغيرات وتقلبات المناخ في الأعوام القادمة.
– قطع –
مشهد 5
نهار داخلي – باريس – قاعة مؤتمرات دولية فخمة – يجلس في الصفوف الأولى رؤساء وملوك من جميع أنحاء العالم – صوت عصام حجي في الخلفية.
يجلس في الصف الثاني رجل على مشارف الستين من عمره، رئيس دولة مهمة جغرافياً تعاني من تقلبات المناخ في الفترة الأخيرة، يرتدي بدلة أنيقة ورابطة عنق حمراء، ويبدوا مضطرباً من أمر ما.
فجأه ومن دون مقدمات يسأله رئيس دولة يجلس على يمينه يبدو من لون بشرته أنه من دول أفريقيا السمراء يتحدث العربية دون إتقان, مشيرا بيده اليمنى للشاب الذي يتحدث على المنصة قائلا:
الرئيس الإفريقي: سيدي الرئيس.. هل تعرف هذا العالم؟
الرئيس المضطرب: طبعاً.. إنه عالم كبير نفتخر به في بلادنا.
الرئيس الإفريقي: لقد قرأت قبل أيام أنه تم إلغاء ندوة علميه له في بلدكم.. هل هذا صحيح؟!
الرئيس المضطرب منفعلاً: مايصحش كده .. مايصحش كده!
-أظلام-
مشهد 6
نهار داخلي – مكتب وزير التربية والتعليم.
لقاء مفتوح دام لساعات بين توفيق عكاشة والهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم, ليبحث معه أساليب تطوير التعليم في الفترة القادمة.
– أظلام –
– أظلام –
– أظلام –
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.