الغموض يلف عملية “ابتزاز” بقيمة 3 مليون يورو لوقف نشر كتاب حول المغرب

يلف الغموض الجهة التي طرحت التخلي عن مشروع كتاب حول المملكة المغربية لقاء مبلغ من المال، ما بين المغرب الذي يؤكد أنه ضحية عملية ابتزاز، والصحافيين المتهمين رسميا ويقران "بلحظة ضعف" غير أنهما يؤكدان أن الرباط هي التي طرحت الصفقة.

عربي بوست
تم النشر: 2015/08/31 الساعة 08:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/08/31 الساعة 08:47 بتوقيت غرينتش

يلف الغموض الجهة التي طرحت التخلي عن مشروع كتاب حول المملكة المغربية لقاء مبلغ من المال، ما بين المغرب الذي يؤكد أنه ضحية عملية ابتزاز، والصحافيين المتهمين رسميا ويقران "بلحظة ضعف" غير أنهما يؤكدان أن الرباط هي التي طرحت الصفقة.

وقال الصحافي إريك لوران صباح الاثنين 31 أغسطس/آب لإذاعة آر تي إل "لست من جاء بهذا الاتفاق المالي واقترحه" فيما أكدت زميلته كاترين غراسييه لصحيفة لو باريزيان أن "الديوان الملكي هو الذي يعرض" وهو "الذي يبث الفساد".

واتهم إريك لوران وكاترين غراسييه السبت بالابتزاز ووضعا قيد التحقيق للاشتباه بأنهما فاوضا على التخلي عن كتاب يعدانه حول العاهل المغربي الملك محمد السادس لقاء حصولهما على مبلغ ثلاثة ملايين يورو قبلا لاحقا بتخفيضه إلى مليوني يورو.

وقال إريك لوران خلال لقائه الأول مع محامي المغرب الذي سجل الحديث الذي جرى بينهما في أحد فنادق باريس في 11 أغسطس/آب "أريد ثلاثة.. ثلاثة ملايين يورو"، بحسب نص للحديث نشرته صحيفة لو جورنال دو ديمانش في نهاية الأسبوع.

لكن الصحافي يؤكد أن محاوره هو الذي طرح فكرة الصفقة وقال لصحيفة لوموند "وعندها أقول، لكن بدون أن أؤمن بذلك فعلا أن توقفنا عن تأليف الكتاب، نظرا إلى الموضوع، اسمع.. ثلاثة ملايين يورو".

وفي نهاية الأمر التزم الصحافيان المستقلان خطيا بـ"التوقف عن كتابة أي شيء، حول ملك المغرب" لقاء مليوني يورو.

وتم التوصل إلى الاتفاق المالي الخميس خلال لقاء أخير سلم خلاله محامي المغرب كلا منهما ظرفا فيه أربعين ألف يورو.

وفي هذه الأثناء كانت الرباط قدمت شكوى وفتح القضاء الفرنسي تحقيقا في المسألة وتم توقيف الصحافيين متلبسين عند خروجهما من هذا اللقاء الأخير.

وقالت كاترين غراسييه التي لم تحضر اللقاءات الأولى "لم أكن أريد ابتزاز أي كان، وقعت في فخ" وأضافت أن زميلها قال لها إنه التقى محامي الملك هشام ناصري الذي "اقترح عليه ثلاثة ملايين يورو لقاء عدم نشر الكتاب".

وهي حضرت اللقاء الثالث والأخير وتقر بـ"لحظة ضعف" حين قبلت بعد "ساعات" بالصفقة المالية بقيمة مليوني يورو وبالدفعة الأولى من أربعين ألف يورو.

وتقول بعدما أوقفت مع إريك لوران في ردهة الفندق "فهمت التلاعب، كمين الشرطة، التنصت، الفخ".

وتؤكد "أعرف أن الأمر ليس رائعا على الصعيد الأخلاقي وأدبيات المهنة، لكنني لا أرى فيه أي مخالفة جنائية".

ويرفض زميلها أي انتقادات تتعلق بأدبيات المهنة مؤكدا "لا يمكن لأي كان إعطائي أمثولة في أدبيات المهنة.. إنه كتابي وهذا شأني، أفعل به ما أشاء، يحق لي أن أنشره أو ألا أنشره".

ويؤكد الصحافيان اللذان لا يحق لهما التواصل فيما بينهما بسبب التحقيق القضائي، رغبتهما في أن يصدر الكتاب يوما. ولكن دار لو سوي قالت الاثنين أنها تخلت عن نشر الكتاب الذي كان يفترض أن يصدر في النصف الأول من 2016.

وكانت الصحافية الأربعينية الاختصاصية في شؤون المغرب العربي نشرت في مطلع 2012 مع إريك لوران كتابا ضد العاهل المغربي بعنوان "الملك المفترس" حظر في المغرب.

وقبل ذلك بعشرين عاما صدر لإريك لوران كتاب مقابلات مع الملك حسن الثاني والد الملك محمد السادس اتسم بنبرة أكثر توافقية.

وتأتي هذه القضية في وقت تشهد العلاقات بين المغرب وفرنسا تقاربا بعد خلاف استمر عاما كاملا إثر مسألة قضائية أيضا هي تحقيق فتحته فرنسا حول اتهامات بالتعذيب موجهة إلى رئيس أجهزة مكافحة التجسس المغربية عبد اللطيف حموشي.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المغرب في منتصف سبتمبر/أيلول.

تحميل المزيد