“تصرّف كأحد ملوك العصور الوسطى”! انتقادات وسخرية من ماكرون بسبب مواساته لمنتخب فرنسا

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/20 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/20 الساعة 08:48 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونجم المنتخب الفرنسي كيليان امبابي - رويترز

طالت اتهاماتٌ الرئيسَ الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه تصرف مثل ملوك العصور الوسطى، بعد هزيمة المنتخب الفرنسي في نهائي كأس العالم بقطر أمام نظيره الأرجنتيني، وتعرض لسخرية واسعة النطاق لمحاولاته مواساة منتخب بلده بالعناق والصفعات على ظهورهم، وإلقاء كلمة في غرفة الملابس بعد المباراة.

صحيفة The Times البريطانية ذكرت، الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن أحد المعلقين قارن ماكرون بملوك العصور الوسطى الفرنسية والإنجليزية الذين حاولوا علاج أمراض مثل الغُدَب (أو داء الخنازير) بـ"اللمسة الملكية". 

قال آخر إنه على الرغم من دعمه القوي للمنتخب الوطني، لكن الناخبين لا يزالون ينظرون إلى ماكرون على أنه "وصولي ساخر"، يسعى إلى استغلال موجة من المشاعر الوطنية.

هذه الانتقادات ليست جديدة؛ فمنذ تولي ماكرون لمنصبه عام 2017، استغل الرئيس الفرنسي السلطات الهائلة لمكتب الرئاسة، للتدخل في جميع مجالات الحياة الفرنسية تقريباً، من الثقافة إلى الرياضة. 

تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أنه عندما كان النجم الفرنسي كيليان مبابي يفكر في مغادرة باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد خلال عام 2022، اتصل ماكرون بالنجم الفرنسي ليطلب منه البقاء.

وبعد المباراة النهائية بمونديال قطر، نزل ماكرون إلى أرض الملعب لتهدئة الفريق الفرنسي، قبل أن يدخل غرفة الملابس لإلقاء كلمة قال خلالها للاعبين إنهم جعلوا البلاد "فخورة للغاية".

من جانبه، قال ماثيو كرواساندو، وهو محلل سياسي في قناة BFM الإخبارية، إنَّ ماكرون "تجاوز القمة" وقدم عرضاً "للغطرسة".

كان الرئيس قد واجه اتهامات بمحاولة كسب رأسمال سياسي من فوز فرنسا بكأس العالم 2018. وأضاف كرواسوندو: "والآن يحاول انتزاع الهزيمة لصالحه أيضاً، يمكنك القول إنَّ ماكرون استمع إلى قلبه، وإنه معجب حقيقي بكرة القدم، وهذا صحيح، لكن من الصعب عدم رؤية شكل من أشكال المغالاة، ما أسماه الإغريق بالغطرسة أو نوع من القوة المطلقة. في العصور الوسطى، أطلقوا عليها اللمسة الملكية".

أشار كرواسوندو إلى أنَّ كلمة ماكرون أمام المنتخب الفرنسي بعد المباراة، التي انتهت بقوله: "تحيا الجمهورية.. تحيا فرنسا"، بدت كأنها خطاب حاشد في الحملة الانتخابية، ووصفها بأنها كانت "لحظة محرجة" أظهر فيها ماكرون "نقصاً في الحكمة"، وتحدث فيها "حديثاً فارغاً".

في حين قالت أديلين فرانسوا، مذيعة البرنامج الصباحي على قناة BFM، إنَّ اللاعبين "أرادوا فقط رحيله".

بدورها، قالت ماري بينيديكت ألير، المراسلة السياسية لمحطة إذاعة RTL: "ما يلفت النظر مع إيمانويل ماكرون هو أنه يحاول بإصرار حشد المشاعر الجماعية للشعب الفرنسي دون أن يتمكن من فعل ذلك على الإطلاق".

أضافت ألير أنه "بالنسبة للشعب الفرنسي، يظل إيمانويل ماكرون مصرفياً تجارياً دخل في السياسة مثل [لص] اقتحم [منزلاً]"، على حد تعبيرها. 

كانت المباراة النهائية لكأس العالم قد شابتها أعمال عنف في وسط باريس وبعض المدن في الأقاليم الأخرى الفرنسية، وإن كان على نطاق أصغر مما كانت عليه بعد المباريات السابقة، واشتبك شبان مع الشرطة في العاصمة وكذلك في غرونوبل وليونز، وأعلنت وزارة الداخلية اعتقالها 227 شخصياً، منهم 47 في باريس.

يُذكر أن الأرجنتين توجت بطلة للعالم في نسخة مونديال قطر، وذلك للمرة الثالثة في تاريخ منتخب "التانجو". 

تحميل المزيد