قبل بداية كأس العالم قطر 2022، تسابق المتابعون والمحللون إلى تسمية المنتخبات التي يرشّحونها إلى لعب دور الحصان الأسود في هذا المونديال، قلة من رشّحوا وصول منتخب إفريقي إلى أدوارٍ متقدمة، لكن منتخب المغرب غير المرشح للعب هذا الدور قبل بداية البطولة، وضع الترشيحات جانباً وبدأ مشواره في البطولة بقوة حتى وصل إلى المربّع الذهبي ليجد المنتخب الفرنسي منافساً له على الورقة الثانية المؤهلة لنهائي كأس العالم.
وبهذا الإنجاز الذي حقّقه أسود الأطلس، بات المغرب يتربّع على عرش العديد من الأرقام القياسية عربياً وإفريقياً، وفي حال وصوله إلى النهائي سيحطم المزيد من الأرقام لعلّ أبرزها الإرتقاء في تصنيف الفيفا، علاوة على أنّه سيكون الإنجاز التاريخي الأول لإفريقيا والعرب.
المغرب أوّل منتخب إفريقي وثاني منتخب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية يصل إلى المربع الذهبي
بتأهله إلى الدور نصف النهائي من مونديال قطر 2022، بعد إزاحته كلاً من إسبانيا والبرتغال في الأدوار الإقصائية، صار منتخب المغرب أوّل منتخب إفريقي يصل إلى هذا الدور المتقدم، وذلك بعد ثلاث محاولات سابقة من منتخبات القارة السمراء للوصول إلى نصف النهائي، بحيث حاولت منتخبات غانا (2010) والسنغال (2002) والكاميرون (1990) في بلوغ الدور نصف النهائي واكتفت بالدور ربع النهائي كأفضل إنجازٍ للكرة الإفريقية، قبل أن يحقق المغرب حلم الأفارقة في الوصول إلى الدور نصف النهائي من مونديال قطر 2022، ومواجهة فرنسا على ورقة النهائي.
كما صار المنتخب المغربي ثاني منتخب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية يتأهل إلى المربع الذهبي، بعد أن سبقه في ذلك منتخب كوريا الجنوبية في مونديال 2002، التي نظمتها كوريا الجنوبية مناصفةً مع جارتها اليابان، في وقت فشلت فيه كوريا الشمالية في الوصول إلى هذا الدور في مشاركتها في مونديال 1966 بإنجلترا بعد خسارتها في الدور ربع النهائي أمام البرتغال، واكتفى منتخب المكسيك مرتين بالوصول إلى الدور ربع النهائي في المونديالين اللذين نظمتهما في عامي 1970 و 1986.
تجدر الإشارة إلى أنّ منتخب المغرب، أصبح أول منتخب عربي يتصدر مجموعته في كأس العالم مرتين، وحقق لأول مرة فوزين في دور المجموعات في كأس العالم، ناهيك عن كونه أول بلد عربي يحصل على 7 نقاط في دور المجموعات، وأفضل المنتخبات العربية تسجيلاً للأهداف.
المغرب أول منتخب إفريقي يفوز مرتين على منتخب أوروبي في كأس العالم
بفوزه على منتخب البرتغال في الدور ربع النهائي، صار منتخب المغرب أوّل منتخب إفريقي يفوز على منتخب من القارة الأوروبية مرتين خلال كأس العالم، وذلك بعد أن سبق لأسود الأطلس الانتصار على البرتغال في مونديال المكسيك 1986 بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد.
وسبق لمنتخب الجزائر أن واجه منتخب ألمانيا مرتين في كأس العالم، بحيث فاز في مباراة، بينما تعادل في الثانية.
منتخب المغرب تلقى هدفاً واحداً في كأس العالم حتى الدور نصف النهائي.
يعدّ منتخب المغرب أفضل دفاعٍ في كأس العالم قطر 2022، بعد أن تلقت شباكه هدفاً واحداً بالنيران الصديقة، كان ذلك أمام منتخب كندا في المباراة التي كان أسود الأطلس قد ضمنوا بنسبة كبيرة ورقة التأهل إلى الدور الثاني؛ مما جعله أوّل فريق عربي وإفريقي ومن خارج القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية يفعل ذلك.
وبعد خمس مباراة كاملة لا يزال منتخب المغرب أقوى دفاع في البطولة، وهو نفس الرقم الذي حققه منتخب إيطاليا في مونديال ألمانيا 2006، وبحال حفاظ منتخب أسود الأطلس على نظافة شباكهم في مباراتي نصف النهائي والنهائي سيدخلون التاريخ بصفتهم أقوى دفاع في كأس العالم.
تجدر الإشارة إلى أنّ منتخب المغرب لم يتلق سوى هدف واحد طوال مسيرة الركراكي التدريبية مع أسود الأطلس الممتدة لـ8 مباريات؛ مما يجعل الركراكي أوّل مدرب عربي وإفريقي يصل إلى هذا الرقم.
المغرب لم يخسر آخر 6 مباريات مونديالية متتالية
كانّت آخر خسارة لمنتخب المغرب في كأس العالم تعود إلى 20 يونيو/حزيران 2018 أمام منتخب البرتغال بهدف النجم كريستيانو رونالدو في الدقيقة الـ4، فمنذ ذلك الوقت لم يعرف أسود الأطلس الخسارة في كأس العالم، بعد تحقيقهم التعادل أمام إسبانيا في آخر جولة من كأس العالم روسيا 2018، وتحقيقهم لـ3 انتصارات وتعادلين في نسخة قطر 2022، وهو أفضل إنجاز عربي وإفريقي في سلسلة عدم الخسارة.
لاعبون مغاربة دخلوا التاريخ العربي في مونديال قطر
بتسجيله هدف الانتصار والتأهل أمام منتخب البرتغال، أصبح المهاجم يوسف النصيري الهداف التاريخي للمغرب في بطولات كأس العالم، وأوّل لاعب مغربي يسجّل في نسختين من كأس العالم، كما التحق مهاجم نادي إشبيلية الإسباني بهدافي العرب الثلاثة وهم السعوديان سامي الجابر وسالم الدوسري، بالإضافة إلى التونسي وهبي الخزري، الذين سجلوا ثلاثة أهداف في بطولات كأس العالم، ويأمل النصيري إلى فكّ الارتباط مع هؤلاء اللاعبين بتسجيل هدف آخر في مرمى فرنسا ليتربع على عرش هدافي العرب في المونديال.
بتصديه لركلتي ترجيح أمام منتخب إسبانيا، صار حارس المنتخب المغربي ياسين بونو أوّل حارس يصل إلى ذلك الرقم، بحيث لم يسبق لأي منتخب عربي الوصول إلى ركلات الترجيح.
كما أصبح لاعب المنتخب المغربي حكيم زياش، أول لاعب عربي يخوض 9 مباريات كاملة في كأس العالم، كما أنه أصبح صاحب أسرع هدف وأبعد هدف للمنتخبات العربية (3 دقائق و30 ثانية ومسافة 30.66 متر)، وبذلك يصبح ثالث الهدافين التاريخيين للمغرب.