أصبح وليد الركراكي، اللاعب المغربي السابق، ومدرب أسود الأطلس الحالي، في كأس العالم 2022، المقام في قطر، أول مدرب يتمكن من تحقيق حلم راود المغاربة منذ سنوات عدة، وهو إيصال المنتخب الوطني إلى دور الثمانية من نهائيات كأس العالم، بعد أن كان أكبر إنجازاته هو الوصول إلى الدور الثاني من البطولة، سنة 1986، بقيادة المدرب البرازيلي المهدي فاريا.
وبعد أن تمكن مدرب المنتخب المغربي السابق، وحيد خاليلوزيتش، من إيصال أسود الأطلس إلى كأس العالم، لسادس مرة في تاريخه، أكمل الركراكي المشوار، لكن على طريقته الخاصة، بعدما غيّر في تشكيلة اللاعبين الرئيسيين، والخطة المعتمَدة في اللعب، ليحقق ما لم يتمكن من تحقيقه أي مدرب تم تعيينه سابقاً من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وفي تاريخ تأهل المنتخب المغربي لكأس العالم، قبل هذا الأخير سنة 2022، كان على رأس الأسود 5 مدربين يمثلون دولاً مختلفة، فيما كان عبد الله بليندة المغربي الوحيد الذي قاد المغاربة إلى كأس العالم سنة 1994، الذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
بلاغوي فيدينيتش.. بدايته في التدريب قادت المغرب إلى أول تأهل للمونديال
كان أول من نال شرف قيادة المنتخب المغربي لكأس العالم، هو حارس المرمى السابق، والمدرب اليوغوسلافي بلاغوي فيدينيتش، إذ تمكن من السفر إلى المكسيك، الدولة التي احتضنت مونديال 1970، رفقة أسود الأطلس، بعد أن ضمن التأهل بفضل هدفين من المغربي عبد الله السطاتي والفرنسي غي كليزو.
لكن المغرب، بقيادة بلاغوي فيدينيتش، الذي كان قد بدأ حديثاً مشواره في عالم التدريب، لم يتمكن من الصمود أمام المنتخبات التي واجهها في دور المجموعات، وعاد بعد مباراته الثالثة، محتلاً المركز الأخير في المجموعة.
فقد خسر المنتخب المغربي مباراتين، الأولى كانت أمام ألمانيا بهدفين لهدف واحد، والثانية ضد منتخب البيرو بـ3 أهداف للاشيء، فيما تعادل مع منتخب بلغاريا بهدف لمثله.
واستمر المدرب اليوغوسلافي مع منتخب أسود الأطلس لموسم واحد فقط، لينتقل سنة 1971 لتدريب نادي الجيش الملكي، الذي يمثل مدينة الرباط، عاصمة المغرب.
المهدي فاريا.. أول مدرب يقود المغرب إلى دور الـ16 في كأس العالم
بعد 16 سنة من الغياب، لم يتمكن فيها المنتخب المغربي من حجز مقعد له ضمن نهائيات كأس العالم، استطاع المدرب البرازيلي جوزيه فاريا، الذي غير اسمه إلى المهدي فاريا بعد إسلامه، من تحقيق حلم المغاربة في الصعود إلى دور المجموعات من جديد، لثاني مرة في تاريخه.
وكان المنتخب المغربي سنة 1986، يضم باقة من أحسن اللاعبين، الذين يلعبون في الأندية المحلية، من بينهم عبد المجيد الظلمي، ومحمد التيمومي، وبادو الزاكي، ما جعله يحقق، بقيادة فاريا، أول إنجاز تاريخي له في كأس العالم، وهو التأهل إلى الدور الثاني من البطولة، ليكون أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى الدور 16.
إذ كان المهدي فاريا، الذي درب نادي الجيش الملكي، بالموازاة مع المنتخب المغربي، قادراً على إدارة أسود الأطلس بطريقة مكنتهم من التعادل مع المنتخبين الأرجنتيني والبولندي، والفوز على المنتخب البرتغالي بـ3 أهداف للاشيء، والتأهل بعد ذلك للدور الثاني، لكن الفرحة لم تدم، فتم الإقصاء على يد المنتخب الألماني الذي فاز بعد تسديدة هدف واحد في شباك بادو الزاكي.
واستمر المدرب البرازيلي في تدريب المنتخب المغربي لست سنوات متواصلة، لينتقل بعد ذلك لتدريب منتخبات محلية مغربية، والإستقرار في البلد الذي حقق معه أكبر إنجاز كروي له في تاريخه.
عبد الله بليندة.. أول مدرب مغربي يصل إلى المونديال
بعد اليوغوسلافي والبرازيلي، جاء دور المدرب المغربي عبد الله بليندة هذه المرة، ليقود المنتخب المغربي إلى المونديال، الذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، للمرة الثالثة، وذلك سنة 1994.
وكان هدف اللاعب عبد السلام لغريسي في شباك منتخب زامبيا، خلال إقصائيات كأس العالم، التي أقيمت في مدينة الدار البيضاء المغربية، سبباً في الوصول إلى دور المجموعات.
لكن بليندة، الذي كان لاعبا لكرة اليد، ثم كرة القدم، قبل أن يبدأ مشواره التدريبي رفقة أندية محلية، قبل الوصول إلى المنتخب المغربي، لم يستطع استكمال المشوار رفقة أسود الأطلس، بعد أن تم إقصاؤهم في الدور الأول، للمرة الثانية في تاريخهم.
ولم يتمكن المنتخب المغربي من فوز ولا مباراة، بعد أن خسر أمام المنتخب البلجيكي بهدف لصفر، فيما تمكن من إحراز هدف واحد أمام منتخب السعودية، التي سجلت هدفين في شباك الأسود، ليكون الإقصاء واضحاً أمام اللاعبين، الذين حاولوا تقديم جهد مضاعف أمام المنتخب الهولندي الذين خسروا أمامه بهدفين مقابل هدف واحد.
وكانت سنة 1994 هي آخر سنة يقوم فيها عبد الله بليندة بتدريب المنتخب المغربي، الذي كان قد دربه سابقاً خلال سنة 1990.
الفرنسي هنري ميشيل الذي كاد أن يعيد تجربة فاريا مع المغرب
كانت سنة 1998 هي رابع مرة يتأهل فيها المغرب إلى كأس العالم، بقيادة المدرب الفرنسي هنري ميشيل، الذي كان قد بدأ مشواره في عالم التدريب سنة 1982، ليتم التعاقد معه لتدريب المنتخب المغربي ابتداء من سنة 1995، إلى سنة 2000.
وبالرغم من هزيمة المغرب في الدور الأول للمرة الثالثة في تاريخ مشاركته في كأس العالم، فإنه لم يعد من فرنسا بهزيمة ساحقة.
فقد تمكن الأسود، الذين كان من بينهم كل من صلاح الدين بصير، ونور الدين النيبت، من التعادل مع المنتخب النرويجي بهدف لكل واحد منهما، والهزيمة أمام البرازيل بـ3 أهداف للاشيء، ثم الفوز على اسكتلندا، بـ3 أهداف نظيفة.
عودة المنتخب المغربي إلى أرض الوطن كانت صعبة على اللاعبين والمدرب الفرنسي، الذي عمل جاهداً من أجل الوصول إلى الدور الـ16، لكن فوز النرويج في المباراة التي كانت تجمعه بالبرازيل حال دون ذلك، ليحتل المرتبة الثالثة في مجموعته.
هيرفي رونار يعيد أسود الأطلس إلى المونديال بعد 20 سنة من الغياب
ثاني مدرب فرنسي يصل مع أسود الأطلس إلى كأس العالم، كان هو هيرفي رونار، الذي مكن المغاربة من العودة للمنافسة في المونديال، بعد غياب دام 20 سنة كاملة.
وتم تعيين رونار من طرف الجامعة الملكية لكرة القدم، ليكون مدرباً للمنتخب المغربي سنة 2016، ليحقق في السنة التي تلتها إنجازاً كبيراً، وهو التأهل إلى نهائي كأس العالم روسيا 2018.
وبالرغم من التشكيلة القوية التي اختارها المدرب الفرنسي، من أجل المنافسة في على الكأس، والتي تضمنت كل من المهدي بن عطية، ونور الدين أمرابط، وحكيم زياش، ونبيل درار، ويونس بلهندة، وآخرين، فإن المنتخب المغربي كان أول من يتم إقصاؤه في دور المجموعات.
إذ إنه كان يلعب أمام منتخبات قوية، التي تضمنتها المجموعة الثانية، وهي ايران، واسبانيا، والبرتغال، هذا الاخير الذي سجل هدفا في شباك المغرب، ما جعله يخرج مجدداً من المنافسة، قبل إعادة ما حققه المهدي فاريا في 1986.
وبعد سنة واحدة من المونديال، قرر هيرفي رونار الاستقالة عن تدريب منتخب الأسود، ليكون قد حقق حلماً قد رواد الشعب المغربي منذ 20 سنة.
وليد الركراكي يصنع معجزة المغرب في كأس العالم
ويعتبر تأهل المغرب إلى مونديال قطر 2022، هو المرة الأولى التي يتأهل فيها مرتين على التوالي، إذ كان السبب في ذلك المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش.
لكن مشوار التألق في كأس العالم كان على يد المدرب المغربي وليد الركراكي، الذي أصبح بطلاً في عيون المغاربة، والعرب، والأفارقة، بعد أن أصبح أول من يقود أسود الأطلس إلى دور الثمانية، متعادلاً مع كرواتيا، ومتغلباً على بلجيكا، وكندا، في الدور الأول، الذي تصدّر مجموعته.
فيما استطاع الإطاحة بالمنتخب الإسباني، خلال مباراة الدور الـ16، والفوز بـ3 أهداف نظيفة، خلال ضربات الجزاء، والمرور كأول منتخب عربي إلى الثمن.