من الغرف الخاصة حتى المرافقين الشخصيين.. كيف وفرت قطر تجربة فريدة للمشجعين ذوي الاحتياجات الخاصة في كأس العالم؟

على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها خلال استضافة كأس العالم 2022، فإنّ دولة قطر لم تغفل أبداً عن ذوي الاحتياجات الخاصة في تقديم الدعم الكامل والمساعدة لهم؛ لتمكينهم من حضور المباريات في استادات المونديال بسهولة ودون تكبد أي عناء.

إذ عززت اللجنة المنظمة لكأس العالم، من سهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة؛ لإتاحة كل السبل التي تضمن لهم أن يشعروا بالترحيب والمشاركة بفاعلية في هذا الحدث العالمي.

التسهيلات والمميزات الممنوحة لذوي الاحتياجات الخاصة في مونديال قطر

وقال "فيفا" على موقعه الرسمي إنّه خلال مرحلة المجموعات، تم تقديم تجربة حصرية للمشجعين ذوي الاحتياجات الخاصة خلال حفل ما قبل المباراة، بحيث كان يتم اختيار اثنين من مستخدمي الكراسي المتحركة الذين يحضرون المباراة بتذكرة إمكانية الوصول بشكل عشوائي للمشاركة في الحفل.

كما تمت دعوتهم للحضور إلى نفق الملاعب، والاقتراب من لاعبي المنتخبات.

واعتباراً من المباراة الأخيرة من دور المجموعات، أصبحت مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر خصوصية، حيث وقفوا بالقرب من اللاعبين قبل بداية المباراة.

بنية تحتية تسهّل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة

في حين قامت اللجنة المنظمة أيضاً بوضع استراتيجية لتسهيل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل الملاعب، من خلال تهيئة البنية التحتية لذلك.

وشملت البنية التحتية طرق الوصول ومواقع الجلوس والمراحيض ومواقف السيارات، التي يمكن الوصول إليها والممرات المخصصة ذات الأولوية عند المداخل، وأولوية الوصول إلى المصاعد واللافتات ذات الصلة.

غرف مخصصة لمرضى التوحّد داخل الملاعب

ومن بين الأمور الأخرى التي وفرتها دولة قطر، كانت الغرف الخاصة لمرضى التوحد والإدراك الحسي، من أجل تمكينهم من الاستمتاع بحضور مباريات المونديال، وذلك بإشراف فريق من الخبراء في 3 من ملاعب المونديال، وهي: البيت ولوسيل والمدينة التعليمية.

وتوفر هذه الغرف مساحة مجهزة خصيصاً بالتكنولوجيا الحديثة والإضاءة الملائمة لهذه الفئة من المشجعين، لتخفيف شعورهم بالاضطراب والقلق الذي قد ينتابهم أثناء المباريات.

كما جهزت اللجنة المنظمة أيضاً عدداً من غرف المساعدة الحسية المتنقلة في أنحاء قطر؛ لمنح المشجعين فرصة الابتعاد عن الحشود الكبيرة أو الموسيقى الصاخبة، وذلك على كورنيش الدوحة الذي شهد مجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والثقافية، وكذلك في مهرجان "فيفا" للمشجعين في حديقة البدع في الدوحة.

الأمر الذي جعل من مونديال قطر النسخة الأكثر إتاحة في تاريخ البطولة بمرافق وخدمات خاصة تلبي كل احتياجات ذوي الإعاقة.

إضافة إلى ذلك، فقد تم توفير العديد من التقنيات الحديثة والخدمات والاحتياجات المهمة للمكفوفين والصم والبكم من أجل الاستمتاع في المونديال.

مشجعون من ذوي الاحتياجات الخاصة يروون تجربتهم

المشجع السعودي عصام الهاجري، أشاد، في مقابلة مع موقع "العربي الجديد"، بالخدمات التي يقدمها مونديال قطر لذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكّد أن اللجنة المنظمة لمونديال قطر 2022 خصصت باصات للذهاب إلى الملاعب دون أن يشعر أي شخص بالتعب أو المعاناة نتيجة الازدحام، وذلك عندما كان متوجهاً نحو استاد 974 لمشاهدة مباراة البرازيل وسويسرا.

أما المشجع المغربي ياسين شهبوب، فقد كان حضور كأس العالم حلماً لطالما تمنى تحقيقه بسبب معاناته من احتياجات حسية، تجعل من الصعب عليه الحضور بين المشجعين، بسبب الأصوات المرتفعة والأضواء الساطعة.

وقال شهبوب في لقاء في تصريح لموقع "الجزيرة نت": "لم أتوقع يوماً أنني سأكون قادراً على تشجيع منتخبي المفضل من المدرجات، خاصة في كأس العالم، وعندما سمعت أن قطر تقدم مساحات هادئة معزولة عن الضوضاء تتيح لي الابتعاد عن الضجيج الذي لا أحتمله، بادرت على الفور بحجز تذاكر لحضور مباريات مونديال قطر 2022".