صحيح أنّ منتخب اليابان قدم مباراة العمر من خلال أداء استحق عليه الفوز، لكن منتخب إسبانيا كان المستفيد الأكبر من هذه الخسارة.. فكيف حصل ذلك؟
كيف استفاد منتخب إسبانيا من خسارته مع اليابان؟
حوّل منتخب اليابان تأخره بشكل مذهل إلى انتصار لثاني مرة ضمن نهائيات كأس العالم لكرة القدم بقطر عندما تغلَّب على نظيره الإسباني بطل 2010 بنتيجة 2-1 بهدفين سريعين ليعبر إلى دور الـ16 مع منافسه الخاسر.
وتحولت احتمالية خروج اليابان مبكراً من نهائيات كأس العالم إلى واحدة من أعظم الأمسيات التي مرت بالساموراي الأزرق، بعد أن جدد المدرب هاجيمي مورياسو شباب فريقه بين الشوطين.
ومع انتهاء الشوط الأول بتأخره 1-صفر، أعاد المدرب مورياسو تنظيم فريقه ليُكسبه نزعة هجومية كبيرة لتتقدم اليابان في غضون ست دقائق على بداية الشوط الثاني؛ لتنتهي المباراة بفوز ياباني مستحق.
وبهذه النتيجة تصدرت اليابان المجموعة برصيد 6 نقاط، بينما تجمد رصيد الماتادور الإسباني عند 4 نقاط في المركز الثاني.
ورغم الخسارة، فإنّ إسبانيا كانت المستفيد الأكبر، إذ إنّ حلولها في المرتبة الثانية جنَّبها مواجهة منتخبات كبيرة مرشحة للحصول على اللقب.
المركز الثاني سيجعل إسبانيا تواجه منتخب أسود الأطلسي المغرب الذي تصدَّر مجموعته في الدور الـ16، ولو كانت إسبانيا هي المتصدرة لكانت ستواجه كرواتيا وصيفة العالم في النسخة الماضية.
ليس ذلك وحسب، بل إنّ فوز إسبانيا على المغرب سيجعلها تواجه البرتغال في الدور ربع النهائي وهي مواجهة ستكون أسهل على الماتادور من مواجهة البرازيل الذي كان سيلعب معه لو تصدر مجموعته.
وفي حال فوز إسبانيا في ربع النهائي، فإنّ خصمه في نصف النهائي سيكون أحد منتخبي إنجلترا أو فرنسا المرشحين الأبرز للوصول إلى نصف النهائي، وذلك بدلاً من مواجهة الأرجنتين المرشحة الأبرز للقب أو المنتخب غير المتوج هولندا الذي قدم أداء قوياً في دور المجموعات والمرشح الدائم للوصول إلى الأدوار المتقدمة.
لذلك، فإنّ الترشيحات على الورق تصب في مصلحة منتخب الماتادور للوصول إلى نصف النهائي على أقل تقدير، مقارنة مع ترشيحات أقل لو كان متصدراً لمجموعته.
هل تعمدت إسبانيا الوصول إلى هذا الطريق لأنه أسهل؟
قبل يوم من مباراة إسبانيا واليابان، سُئل لويس إنريكي، مدرب إسبانيا، نفسه عما إذا كان من الأفضل عدم الفوز بالمجموعة الخامسة وبدلاً من ذلك يحتل المركز الثاني لتجنب البرازيل والأرجنتين وهولندا وكرواتيا، ليسلك طريقاً سهلاً للأدوار المتقدمة.
إنريكي أجاب بكل وضوح: "نعم لقد فكرنا بالأمر، ولكن تخيل أن تفوز كوستاريكا على ألمانيا ونصبح خارج المسابقة؟ الأمور غير مضمونة أبداً".
وأضاف وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية: "عندما تكون فريقاً جيداً جداً وترغب في لعب سبع مباريات، فأنت تريد أن تكون الأول.. ومن يريد الفوز بكأس العالم عليه خوض المباريات الصعبة".
ذات الأمر حدث مع إنجلترا في مونديال روسيا 2018
في مونديال روسيا 2018، حسم منتخب الأسود الثلاثة تأهله رفقة بلجيكا منذ الجولة الثانية، بينما كانت المباراة الثالثة بينهما مجرد تحصيل حاصل، وإنما فقط لتحديد متصدر المجموعة.
وبالفعل، فازت بلجيكا على إنجلترا بنتيجة بهدف للاشيء، ليحتل الإنجليز المرتبة الثانية ويسلكون الطريق الأسهل نحو الأدوار الأخرى.
تصدّر بلجيكا المجموعة جعلها تواجه اليابان القوية في الدور الـ16 والتي فازت عليه 3-2 بشق الأنفس بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من المغادرة.
وفي دور ربع النهائي لعبت مع البرازيل، وفازت عليه بنتيجة 2-1، أما في دور نصف النهائي، فلعبت مع فرنسا وخسرت معها بصعوبة 1-0.
أما منتخب إنجلترا فكان طريقه نحو نصف النهائي أكثر سهولة، إذ واجه كولومبيا في الدور الـ16 وفاز عليه بركلات الترجيح، وفي ربع النهائي فاز على السويد 2-0، قبل أن يخرج مع كرواتيا في نصف النهائي بالوقت الإضافي 2-1.
ولسخرية القدر، فإنّ المنتخبين الإنجليزي والبلجيكي التقيا مجدداً في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع لتجدد بلجيكا فوزها بنتيجة 2-0 حاصدة الميدالية البرونزية.