على الرغم من حمله القميص الألماني في منتخب أقل من 21 سنة، لحمله الجنسية الألمانية إلى جانب المغربية، إلا أن اللاعب عبد الحميد الصابيري اختار تمثيل بلده الأم في مونديال قطر 2022، والمشاركة لأول مرة في كأس العالم، بالقميص المغربي.
وعلى الرغم من انضمامه حديثاً لتشكيلة المنتخب المغربي، إلا أن الصابيري تمكن من فرض اسمه بين اللاعبين الآخرين، وذلك بفضل هدفه في شباك منتخب التشيلي، في المباراة الودية التي جمعت المنتخبين قبل بداية كأس العالم.
وبالمستوى نفسه، قدم الصابيري أداءً مبهراً في أرضية ملعب الثمامة في قطر، بعد أن دخل بديلاً لأشرف حكيمي، ليصنع أول هدف لصالح المنتخب المغربي في مونديال 2022، الذي احتسب لرومان سايس، آخر من لمس الكرة قبل دخولها شباك المنتخب المنافس.
الصابيري.. من اللعب في شوارع فرانكفورت إلى الاحتراف
ولد عبد الحميد الصابيري في مدينة كلميم المغربي، يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1996، ثم هاجر إلى ألمانيا رفقة عائلته، بالتحديد في مدينة فرانكفورت، وعمره لم يتجاوز 3 سنوات.
حصل الصابيري على الجنسية الألمانية، وشرع في ممارسة رياضته المفضلة، وهي كرة القدم، لكن البداية كانت رفقة أخيه في شوارع الحي الذي نشأ فيه.
عندما كان في سن السادسة، شرع في تكوينه الكروي، عن طريق انضمامه إلى نادي الهواة الألماني "Frankfurter Berg"، وبعد ذلك انتقل بين عدة نوادٍ ألمانية حتى سنة 2013، عندما وصل إلى نادي "Koblenz"، وعمره 18 سنة.
في عام 2014، انضم إلى أكاديمية "SV Darmstadt 98" لكنه لعب موسماً واحداً فقط. ثم انتقل إلى نادي "Sportfreunde Siegen"، المصنف في المستوى الخامس في ألمانيا، وتمكن من تسجيل 18 هدفاً في 30 مباراة، ما أدى إلى ترقية فريقه إلى الدوري الإقليمي الغربي.
بعد أن لفت إليه الأنظار في دوري الهواة الألماني، تمكن الصابيري أخيراً سنة 2016 من توقيع أول عقد احترافي له، لينضم إلى نادي "نورنبرغ" في الدوري الألماني، وصرح في أحد لقاءاته الصحيفة أنه سعيد لتمكنه حالياً من دفع ثمن إيجار منزل والديه.
وفي 29 يناير/كانون الثاني 2017، لعب أول مباراة احترافية له كأساسي ضد "دينامو دريسدن"، فيما كانت ثاني مبارياته ضد نادي "هايدنهايم"، لكنه اضطر للتوقف عن اللعب 6 أسابيع بعد تعرضه للإصابة خلال التدريبات، وخضوعه لعملية جراحية على مستوى الغضروف المفصلي.
لكنه عاد مرة أخرى للعب بعد تماثله للشفاء، وأنهى الصايبري موسمه الاحترافي الأول بعد أن لعب 9 مباريات وسجل 5 أهداف.
انتقالات بين الدوري الإنجليزي والألماني والإيطالي
في صيف سنة 2017، وقع عبد الحميد الصابيري عقده الأول خارج الدوري الألماني، بعد أن انضم لمدة 3 مواسم إلى نادي "هدرسفيلد تاون" في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحمل الرقم 11 تحت قيادة المدرب الألماني ديفيد فاغنر.
وفي 4 ديسمبر/كانون الأول 2018، لعب مباراته الأخيرة مع هدرسفيلد تاون، حيث شارك في الدقيقة 75 كبديل، لكنه عانى من الإصابة بعد يوم واحد من المباراة، خلال التدريبات، أدت إلى كسر في عظمة الترقوة، وابتعاده عن الملاعب لعدة أشهر.
وبعد الركود الكروي الذي عاشه، عاد مرة أخرى إلى نقطة البداية، أي ألمانيا، بعد توقيعه عقداً جديداً رفقة نادي "Paderborn" سنة 2019، وهو النادي الذي كان يعاني الخمول لمدة طويلة، وتمت ترقيته إلى الدوري الألماني تحت قيادة المدرب ستيفن بومغارت.
ومن أجل استعادة إيقاع اللعب من جديد، بعد الإصابة، لجأ عبد الحميد الصابيري لمدرب شخصي ليكون في كامل قواه البدنية، خلال مبارياته الأولى رفقة النادي الجديد.
إذ لعب أول مباراة له كبديل في الدقيقة 66، ضد نادي "فولفسبورغ"، فيما سجل أول هدف له مع النادي، في المباراة ضد "فورتونا دوسلدورف"، وتمكن من تحقيق الفوز بهدفين للاشيء.
في 29 سبتمبر/أيلول 2020، وقع لمدة موسمين مع نادي أسكولي كالتشيو في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، فيما انتقل إلى نادي سامبدوريا الإيطالي على سبيل الإعارة، خلال فترة الانتقالات الشتوية سنة 2022، وهو النادي الذي قرر شراء عقده قبل نهاية الموسم، وذلك بسبب تميزه، من خلال الأهداف التي سجلها طيلة فترة انضمامه إلى النادي.
عبد الحميد الصابيري ضمن منتخب ألمانيا فئة أقل من 21 سنة
إضافة إلى انتقاله بين عدة دوريات احترافية، تمكن عبد الحميد الصابيري من المشاركة رفقة المنتخب الألماني، لفئة أقل من 21 سنة، وذلك سنة 2018، عندما تم اختياره من طرف المدرب ستيفان كونتز، ليشارك لاعباً أساسياً، حاملاً الرقم 9، خلال تصفيات كأس أوروبا 2019.
وتمكن من إثبات نفسه خلال المباراة ضد المنتخب الأيرلندي، بعد تقديمه تمريرة حاسمة من أجل الفوز في تلك المباراة.
وخلال المباراة الودية التي لعبها الألمان ضد المنتخب الهولندي، سجل الصابيري هدفه الأول في شباك الخصم في الدقيقة 43، ثم شارك رفقة منتخب بلده الثاني، ضد منتخب إنجلترا، خلال المباراة التي شارك فيها كبديل في الدقيقة 59.
وفي شهر مارس/آذار 2022 تم استدعاؤه من طرف مدرب المنتخب المغربي السابق وحيد خليلهوزيتش، للمشاركة في مونديال قطر 2022، لكن تم التخلي عنه في القائمة النهائية من طرف المدرب نفسه قبل أن تتم إقالته قبل عدة أشهر من كأس العالم قطر.
الصابيري.. صاحب أول هدف مغربي في مونديال قطر 2022
بعد تعيين وليد الركراكي مدرباً للمنتخب الوطني المغربي، في مونديال قطر 2022، تم استدعاء الصابيري للمعسكر التحضيري 2022 في برشلونة وإشبيلية لمواجهتين وديتين على التوالي، ضد منتخبي تشيلي وباراجواي.
وتمكن الوافد الجديد على المنتخب المغربي من تحقيق أول هدف له مرتدياً القميص الوطني، ضد التشيلي، بعد دقيقتين فقط من دخوله الملعب كبديل.
وخلال المباراة الثانية ضمن نهائيات كأس العالم 2022، التي لعبها المنتخب المغربي ضد نظيره البلجيكي، في ملعب الثمامة القطري، يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني، تمكن عبد الحميد الصابيري من تسديد أول هدف لصالح منتخب بلاده، في لقطة مشابهة لتلك التي حصلت خلال المباراة الودية.
إذ دخل الصابيري الملعب كبديل لزميله أشرف حكيمي، في الدقيقة 69، وصنع أول هدف في شباك البلجيكيين في الدقيقة 73، والذي أحتسب لصالح عميد الفريق رومان سايس من طرف الفيفا، لأنه كان آخر من لمس الكرة قبل إختراقها المرمى.
ليحتسب له هدف واحد فقط خلال مشاركته رفقة المنتخب المغربي، بعد مشاركته في 5 مباريات رسمية، 4 منها في المعسكر التدريبي، وواحدة في المونديال.