بعودتها إلى كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية فقط، والأولى خلال 36 عاماً، تبدو كندا مستضعفة في نهائيات قطر، ويدرك المدرب جون هردمان هذا الوضع جيداً لأنه عاشه طويلاً في حياته.
وفي نسخة 1986 لم تسجل كندا أي هدف، وتبدو فرصتها هزيلة في مجموعة تضم بلجيكا المصنفة الثانية عالمياً، وكرواتيا وصيفة بطلة 2018، والمغرب، لذا ربما لن تنجح في هز الشباك مجدداً في قطر.
لكن ربما يراهن البعض على هردمان القادم من حياة قاسية في كونسيت بإنجلترا للنجاح في المسابقة الكبرى.
ولطالما أراد هردمان ممارسة كرة القدم على المستوى الاحترافي لكنه تعثر بسبب حجمه الضئيل وقصر قامته.
وتحول شغفه إلى التدريب منذ كان مراهقاً حين نال شهادة، واتبع نهجاً برازيلياً في التدريب في إحدى الجامعات.
وكانت مسيرة هردمان التدريبية متواضعة في أغلب الأحيان، لكنه حقق بعض الطفرات البارزة.
ومن نيوزيلندا إلى كندا درب هردمان أطفالاً ونساءً ورجالاً، وبنى سمعته كمدرب مجدد ومحفز.
وقال هردمان قبل مواجهة بلجيكا، غدًا الأربعاء: "أعتقد أنه لأول مرة منذ فترة طويلة أكون في المكان الذي أردت الوجود فيه كمدرب، وأعرف أن اللاعبين يريدون ذلك أيضاً".
وأضاف: "يشعرون بأنهم يمكنهم القتال أمام هذه المنتخبات، وأن يحققوا مفاجآت أمامهم، أعيش من أجل ذلك".
وتابع: "لا زلت في بعض اللحظات أوخز نفسي منذ وصلت إلى الدوحة، ستكون أول كأس عالم لي مع منتخب للرجال، والخامسة بشكل عام، ستكون رحلة استثنائية".
وقاد هردمان منتخب نيوزيلندا للسيدات تحت 20 عاماً إلى كأس العالم للناشئات مرتين، كما قاد منتخب السيدات الأول إلى كأس العالم مرتين.
وربحت كندا الرهان على هردمان حين منحته فرصة تدريب منتخب الرجال في 2018، بعد أن ساعد منتخب السيدات في تحقيق الميدالية البرونزية في الأولمبياد مرتين متتاليتين في 2012 و2016، رغم أنه تسلم فريقاً خسر 3 مباريات في كأس العالم 2011.
وقال المدرب الإنجليزي (47 عاماً): "سأتعلم الكثير، وسأقابل مدربين من مستويات عالمية مثل روبرتو مارتينيز (مدرب بلجيكا)، وأريد أن يعرف الناس من منطقتي كونسيت أنه لا يوجد مستحيل".
ولم تكن عودة هردمان إلى إنجلترا واردة حين وثقت به كندا لبدء مشروع مع منتخب الرجال في 2018 للعودة إلى كأس العالم، ونجح في تصدر تصفيات الكونكاكاف.
وقال هردمان عند فوز كندا على جاميكا، في مارس/آذار الماضي، لتحسم التأهل إلى كأس العالم بعد نحو 4 عقود: "أعتقد أن هذه البلاد لم تؤمن أبداً بنا؛ لأننا لم نعطها شيئاً لتؤمن به".