كأس العالم على الأبواب، هذه المناسبة الرياضية التي ينتظرها محبو وعشاق كرة القدم كلّ أربعة سنوات، ويمثّل حضورها والمشاركة بها الحلم الذي يطمح الكل لاعبين ومدربين وجماهير لتحقيقه، لكن هل خطر ببالك للحظة أن تخطط لتكون أحد ملاعب المونديال مكاناً لعقد قرانك مع زوجتك، وإحدى المباريات موعداً لذلك؟ وماذا لو كانت تلك المباراة تجمع بين منتخب بلدك ومنتخب بلد زوجتك! شيء غريبٌ ومستبعد، لكن هذا ما حدث في مونديال فرنسا 1998 مع الثنائي العاشق النرويجي أويفيند إيكلاند وحبيبته البرازيلية روزانجيلا دي سوزا.
كان النرويجي أويفيند إيكلاند يلعب كرة القدم في شوارع ريو دي جانيرو عندما لفتت انتباهه الفتاة البرازيلية روزانجيلا دي سوزا. لذلك كان من المناسب فقط بعد ثماني سنوات من ذلك أن يتزوج هذا الثنائي في ملعب كرة القدم، قبل أن تلعب النرويج مع البرازيل في إحدى مباريات كأس العالم.
قرعة مونديال فرنسا 1998 تنهي 8 سنوات من صداقة عاشقين بالزواج
عندما التقى أويفيند إيكلاند حبيبته روزانجيلا دي سوزا لأوّل مرة كان في عمره 20 عاماً، وكانت روزانجيلا تكبره بسنة، وطيلة 8 سنوات كان العشيقان يتواعدان في البرازيل والنرويج حتى موعد إجراء قرعة مونديال فرنسا 1998، ووضعت القرعة البرازيل والنرويج في المجموعة الأولى جنباً إلى جنب مع المغرب واسكتلندا، كان وقوع المنتخبين البرازيلي والنرويجي معاً في مجموعة واحدة علامة للعشيقين عن قرب اجتماعهما إلى الأبد.
في هذا الصدد يقول إيكلاند الذي يحبّ كرة القدم بنفس القدر الذي يحبّ فيه صديقته البرازيلية في إحدى مقابلاته التي نقلتها cbsnews، "وعندما رأينا، أن البرازيل والنرويج كانتا تلعبان في كأس العالم في نفس المجموعة، كنا نعلم أن هذه علامة".
وبعدما استقر الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، على وضع مباراة البرازيل والنرويج في يوم 23 يونيو/حزيران 1998، جاءت فكرة مجنونة في رأس الحبيبين، بإقامة حفل الزفاف في نفس يوم المباراة!
لم تتوقف الأفكار المجنونة للعاشقين عنذ ذلك، بل قررا أيضاً تصعيد سقف الأحلام والطموحات عند نقطة أعلى، وفكرا في إقامة حفل الزفاف على ملعب الفيلودروم في مرسيليا والذي سيحتضن مباراة منتخبي بلادهما البرازيل والنرويج ضمن مونديال فرنسا 1998.
قدما طلباً لفيفا من أجل الزواج في الملعب يوم المباراة!
طلب إيكلاند وخطيبته روزانجيلا من فيفا، الذي كان يرأسه حينها السويسري جوزيف بلاتر، باعتبارها منظم كأس العالم، الإذن بالزواج في المباراة، وذلك بالسماح لهما بإقامة حفل بسيط في منتصف ملعب مباراة البرازيل والنرويج قبل انطلاق المباراة.
درس فيفا طلب الثنائي إيكلاند وروزانجيلا بالسماح لهما بالزواج في الملعب قبل مباراة منتخب بلادهما في كأس العالم، ووافق على طلبهما بشرط ألا يدلي الزوجان بأي تصريحات للصحف والإعلام قبل إقامة هذا الحفل وأن يبقيا هذا الزفاف سراً، حتى لا يتلقى فيفا آلاف الدعوات المشابهة، خاصة أن البطولة كانت تستعد لخوض مباريات مراحل خروج المغلوب.
المتحدث باسم فيفا في ذلك الوقت، كيث كوبر، قال في رسالة استجابة لطلب العاشقين، حيث قال: "نعلم جميعاً أن كرة القدم تجمع الناس دائماً بروح الحب والصداقة والأخوة، لذلك نحن نقبل طلبكما".
سعادة الثنائي انتهت بتأهل منتخبهما في تلك المباراة
بعد قبول فيفا تحقيق حلم الثنائي، طار صديق إيكلاند القس توري توماسن من النرويج مع 30 من أصدقاء أويفيند ووالديه لإجراء مراسم الزواج.
بحسب ما نقله herald times online، بدأ حفل الزفاف في فندق سوفيتيل بمارسيليا، وأخذتهما سيارة كاديلاك بيضاء مكشوفة عبر شوارع المدينة الفرنسية إلى ملعب الفيلودروم.
قبل ساعة من بداية مباراة البرازيل والنرويج، أعلن كاهن كاثوليكي رسمياً أن أويفيند، الذي كان يرتدي بدلته السوداء، وروزانجيلا التي ارتدت ثوبها الأبيض الرقيق، زوجاً وزوجة، وسط تصفيق كبير من الجمهور الذي ملأ مدرجات الفيلودروم.
أما بالنسبة للمباراة، فقد فازت النرويج على البرازيل 2-1 وتأهلتا معاً إلى دور الـ16 في مونديال فرنسا 1998، وحامت الكثير من الشبهات حول هذه المباراة، حول تهمة تلاعب المنتخبين بنتيجة اللقاء، من أجل إقصاء المنتخب المغربي، خصوصاً أنّ المنتخب البرازيلي كان قد ضمن تأهله في المركز الأول قبل بداية المقابلة، وكان المغرب بحاجة لعدم فوز النرويج في تلك المباراة لكي يترشح للدور الثاني، وذلك بعد أن اكتسح منتخب اسكتلندا بثلاثية نظيفة، لكن البرازيل خسرت المباراة وأخذت في يدها منتخب النرويج إلى الدور الثاني؛ وبذلك تضاعفت سعادة الزوجين بتأهل منتخبيهما.
سعادة الثنائي أويفيند إيكلاند وزوجته روزانجيلا دي سوزا في مونديال فرنسا 1998، لم تكتمل، بعد أن خرجت النرويج في الدور الثاني أمام إيطاليا، بينما خسرت البرازيل النهائي أمام منتخب فرنسا بثلاثية نظيفة.