في عالم العمل المنافس، يكتسب الطلاب حديثو التخرج أهمية كبيرة لتقديم مؤهلاتهم العلمية بطريقة تلفت انتباه أرباب العمل من خلال السيرة الذاتية الخاصة بهم. إذ من الضروري تنظيم المعلومات الشخصية والمؤهلات بالإضافة إلى الخبرات بدءاً من الأحدث إلى الأقدم، مع التأكيد على النتائج المتميزة والتقديرات العالية التي تُظهر التزام الطالب وتفوقه.
أهم أساسيات السيرة الذاتية
حسب موقع "indeed" البريطاني، تُعتبر السيرة الذاتية اللبنة الأساسية التي تمهد طريق المرء نحو عالم العمل؛ إذ تعرض خبراته ومهاراته أمام أعين مسؤولي التوظيف ومختصي الموارد البشرية؛ لذا، يجب صياغتها بمنتهى الاحترافية، مركزة على المهارات والصفات الشخصية التي تعوض عن قلة الخبرة وتلفت انتباه أصحاب العمل. هذه الخطوة الأولى قد تكون حاسمة في الانتقال إلى المراحل اللاحقة من المقابلات والاختبارات.
بداية، كل سيرة ذاتية مثالية تتمثل في تقديم المعلومات الأساسية بوضوح تام. يجب أن يظهر الاسم بخط بارز وواضح، تليه معلومات الاتصال من رقم هاتف وبريد إلكتروني، مع الحرص على احترافية البريد الإلكتروني المستخدم. إضافة إلى ذلك، يمكن تضمين روابط لحسابات التواصل الاجتماعي ذات الصلة بالمجال المهني، مثل "لينكد إن"، وغيرها إذا كانت مرتبطة بطبيعة الوظيفة المرادة.
أما البيان الشخصي، فهو جزء حيوي يجب أن يركز على تسليط الضوء على المهارات الشخصية والمهنية في حدود 100 إلى 150 كلمة، مع مراعاة تخصيص المحتوى ليتناسب مع المتطلبات المحددة للوظيفة المعلن عنها. يجب أن يتضمن البيان إجابات واضحة عن الأسئلة الرئيسية: ما الصفات والمهارات التي تجعلك المرشح المثالي؟ وما هي طموحاتك وأهدافك المستقبلية إذا تم قبولك؟
التخرج والخبرات التعليمية
في عالم العمل المنافس، يكتسب الطلاب حديثو التخرج أهمية كبيرة لتقديم مؤهلاتهم العلمية بطريقة تلفت انتباه أرباب العمل. من الضروري تنظيم المؤهلات بدءاً من الأحدث إلى الأقدم داخل السيرة الذاتية، مع التأكيد على النتائج المتميزة والتقديرات العالية التي تُظهر التزام الطالب وتفوقه.
إدراج المقررات الدراسية ذات الصلة بالوظيفة يُعد خطوة استراتيجية؛ فمثلاً، لو كانت الوظيفة تتطلب مهارات في التعامل مع الجمهور، فإن تسليط الضوء على مقرر دراسي مختص بمهارات التواصل يمكن أن يعزز من قدرات الطالب التنافسية.
كما يُعتبر إضافة أي دورات تعليمية أو تدريبات إضافية حصل عليها الطالب مؤشراً على استعداده لتطوير مهاراته باستمرار. ينبغي ذكر جهة التدريب وتوضيح الشهادات المعتمدة التي تم الحصول عليها، لتقديم صورة شاملة عن الخلفية التعليمية.
وفيما يتعلق بالتعليم الثانوي، فإن ضرورة ذكره تعتمد بشكل كبير على مدى صلته بالمجال المهني المتقدم له. على سبيل المثال، يمكن أن يُضاف التعليم الثانوي المهني أو التعليم بلغة ثانية إذا كان يعزز فرص التوظيف بشكل ملموس.
كيفية ملء الخبرات في السيرة الذاتية
يعتبر قسم الخبرات العملية السابقة تحدياً حقيقياً للطلاب الجدد وحديثي التخرج، بالإضافة إلى أولئك الذين اضطروا لأخذ استراحة من العمل. بينما لا يتوقع أصحاب العمل من المتقدمين الجدد مسيرة مهنية مليئة بالإنجازات، يُعد من المهم إبراز الأنشطة والمشاريع التي شاركوا فيها، سواء كانت جامعية أو دراسية، أو حتى الأنشطة الطلابية مثل تنظيم الفعاليات والرحلات. من المفيد تفصيل الدور الذي قاموا به في هذه المشاريع والخبرات التي اكتسبوها خلالها.
إذا شارك المرء في أعمال تطوعية أو نشاطات مجتمعية، فمن الأهمية بمكان أن يضمن ذلك في سيرته الذاتية، مع التأكيد على المهارات المكتسبة؛ مثل القيادة، التنظيم، والعمل الجماعي. يُستحسن ترتيب الخبرات زمنياً من الأحدث إلى الأقدم، ولكن يمكن التركيز على إنجازات بعينها إذا كانت بارزة.
من المهم أيضاً استخدام الأرقام لتوضيح الإنجازات، فعلى سبيل المثال، بدلاً من القول إنك عملت كبائع، يمكن القول إنك حققت زيادة في المبيعات بنسبة معينة خلال فترة ثلاثة أشهر. ويُفضل استخدام الأفعال التي تظهر ديناميكية الأداء في السيرة الذاتية.
أما بالنسبة لمن لديهم فجوات في مسيرتهم المهنية، فيجب توضيح سبب توقفهم عن العمل والتأكيد على كيفية استغلال تلك الفترة للتعلم أو المشاركة في دورات تطوير المهارات. من المهم التذكير بأن بعض الفجوات مثل تلك التي تحدث خلال جائحة كوفيد-19 مفهومة وغالباً ما تكون مقبولة من قبل أصحاب العمل.
كما ينبغي التركيز على المهارات الشخصية والمهنية التي يمكن أن تعوض عن نقص الخبرة. يجب إضافة المهارات التقنية مثل استخدام برمجيات محددة أو إجادة لغات غير اللغة الأم، وأيضاً المهارات الناعمة مثل سرعة التعلم وإدارة الوقت والتواصل الفعال. إضافة الهوايات والأنشطة الأخرى التي تعزز من مهارات الفرد يمكن أن تُسهم أيضاً في إثراء السيرة الذاتية وتقديم صورة متكاملة للشخص.