لا شكّ أنّ فطام الطفل من الرضاعة الصناعية يعدّ خطوة مهمة في نموه الصحي وتطوره العقلي والجسدي، فعند بلوغ الطفل سنّاً معيّنة يصبح من الضروري تنويع نظامه الغذائي لضمان نموه السليم، بالإضافة إلى أنّ تكاليف الرضاعة الصناعية يعتبر مكلفاً بالنسبة لعديد الآباء، وتطمين الطفل يمكن أن يقلل من هذه التكاليف.
وبشكل عام، يجب أن يتم فطم الطفل من الرضاعة الصناعية بشكل تدريجي، مع إتّباع توجيهات الأطباء والمختصين في مجال الرعاية الصحية لضمان أن يتم ذلك بطريقة آمنة وفعالة لصحة الطفل وسلامته، وفي هذا التقرير اخترنا أن نرشدكم لـ5 طرق لفطام طفلك من الرضاعة الصناعية، وفقاً لموقع Stay At Home Mum الأمريكي.
متى يجب فطم الطفل عن الرضاعة الصناعية؟
تشير الدراسات التي ذكرها الموقع الأمريكي إلى ضرورة عدم تأخير الوالدين في اتخاذ قرار الفطام، حيث إن التأخير قد يزيد من صعوبة هذه العملية المهمة.
وفيما يتعلق بالتوجيهات الصحية، توصي جمعية طب الأطفال الأسترالية بعدم استمرار الرضاعة الصناعية بعد عمر الطفل الذي يتراوح بين عام و18 شهراً. غير أنه في حالات استثنائية، مثل ولادة مبكرة أو مشاكل صحية للطفل مثل فشل النمو أو مشاكل الهضم، قد تكون الاستشارة الطبية ضرورية لتحديد الوقت المناسب للفطام.
فما هي المشكلات الصحية الطويلة الأجل المحتملة للأطفال الذين تم تغذيتهم بالرضاعة الصناعية؟
وهل هناك دراسات تشير إلى علاقة بين الرضاعة الصناعية وزيادة خطر الإصابة بأمراض معينة مثل السمنة، أو مشاكل الجهاز المناعي؟
المشكلات المتعلقة بالرضاعة الصناعية طويلة الأجل
من الواضح أن الانتقال من الرضاعة الصناعية طويلة الأجل إلى تناول الطعام بشكل طبيعي بالنسبة للطفل يمكن أن يحمل معه بعض التحديات والمشكلات أبرزها:
- زيادة الوزن
يتفق الباحثون على أنّ الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الصناعية حتى عمر 24 شهرًا عادةً يكونون أكثر عرضة للسمنة مقارنة بأقرانهم، حيث أثبتت دراسة أجريت في جامعة تيمبل استمرت على مدار خمس سنوات لأكثر من 6000 طفل، أن الأطفال الذين تلقوا الرضاعة الصناعية حتى سنتين معرّضون أكثر لزيادة الوزن، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه النتائج ضلّت ثابتة حتى بعد مراعاة العوامل الأخرى مثل وزن الطفل عند الولادة ووزن الأم وأنماط التغذية.
وذكرت الدراسة أنّ الرضاعة الصناعية طويلة الأجل (التي تُعرَف بالتغذية باستخدام زجاجة الرضاعة بعد عمر السنتين) تساهم في زيادة السعرات الحرارية في النظام الغذائي للطفل؛ وهذا يزيد من مخاطر السمنة. وفي اللحظة التي يبدأ فيها طفلك بتناول الطعام الصلب في عمر 4-6 أشهر تقريباً وحتى عامه الأول، سيتناول كمية طعام أكثر من الحليب الذي يشربه.
2.تسوس الأسنان
في اللحظة التي تبدأ فيها أسنان طفلك بالنمو، فإنَّ إطعامه الحليب قبل الذهاب إلى السرير (أو في السرير) يمكن أن يساهم في تسوس الأسنان. وفي كثير من الأحيان، يميل الأطفال إلى النوم أثناء شرب الحليب، وبالتالي يتجمع في فمهم ويمكن أن يؤدي السكر الموجود في الحليب إلى إتلاف الأسنان.
3. التعلق المفرط بزجاجة الرضاعة
اعتاد الكثير من الوالدين على إعطاء أطفالهم زجاجة حليب قبل النوم، وعلى الرغم من أنَّ هذا التصرّف قد يبدو غير ضار للوهلة الأولى، إلا أنه يعيق قدرة الطفل على تعلم كيفية النوم بمفرده. إضافة إلى ذلك، كلما طالت مدة تقديم زجاجة الرضاعة قبل النوم، توقعي أن طفلك سيصير أكثر تعلقاً بها، وسيكون من الصعب عليه النوم من دونها.
لذلك تعدّ خطوة الانتقال من زجاجة الرضاعة إلى الكوب تحدياً للأطفال والآباء على حد السواء. إليك بعض الطرق التي يمكن الإعتماد عليها لتسهيل هذا الانتقال:
يجب أن يكون توقيت الانتقال ملائماً
يجب أن يكون توقيت الانتقال من زجاجة الرضاعة إلى الكوب ملائماً لتطور الطفل، ويُقترح عادةً من قبل أطباء الأطفال بدء تقديم كوب الشرب للطفل عندما يبلغ عمره حوالي ستة أشهر، ولا داعي للقلق إذا قام بسكب معظم السائل عند بداية التجربة، فهذا أمر طبيعي تماماً.
ومع تقدم الطفل في العمر، ستتحسن مهاراته في شرب السوائل من الكوب بشكل طبيعي، حيث يُعتبر عمر سنة واحدة مثالياً للانتقال من شرب الحليب في زجاجة الرضاعة إلى استخدام الكوب.
حاولي تقديم الأكواب بطريقة ممتعة ومبتكرة!
– ابحثي عن كوب ملون وجذاب يتناسب مع شخصية طفلك، بإمكانك اختيار كوب يحتوي على صورة شخصية مفضلة له أو بألوان مشرقة وجذابة.
– قومي بملء الكوب ببعض الماء أو الحليب، وتأكدي من أنه ليس ساخناً جداً لتجنب أي حوادث.
– قومي بالتصريح بشرب السائل أمام طفلك وتحفيزه على تقليدك، استخدمي لغة الجسد المبهجة والابتسامات لتشجيعه.
– التقدير والمكافأة:
عندما يبدأ طفلك في التقدم ومحاولة شرب السائل من الكوب، قومي بتشجيعه وإظهار التقدير، ويمكنك منحه مكافأة بسيطة عندما ينجح.
– التكرار والصبر:
كرري هذه العملية بانتظام، واعتمدي على الصبر والثقة في قدرة طفلك على تعلم هذه المهارة الجديدة.
الانتقال إلى الحليب:
بمجرد أن يتقن طفلك استخدام الكوب بشكل جيد، يمكنك ببطء منحه الحليب كمكافأة لجهوده الجادة.
خففي الحليب في زجاجة الرضاعة
أفضل طريقة لتخفيف اعتماد طفلك على زجاجة الرضاعة هي تخفيف كمية الحليب في الزجاجة عبر إضافة ماء إليه. في الوقت نفسه، يمكنك زيادة كمية الحليب التي يتناولها طفلك في الكوب، سيلاحظ الفارق في الطعم؛ حيث إن طعم الحليب في الكوب يكون أفضل، مما يجعله يميل إلى اختيار الكوب عوضاً عن الحليب الصناعي في الزجاجة.
لا داعي للقلق إذا كنتِ تفكرين جدياً في إبعاد طفلك عن زجاجات الرضاعة بالفعل، فالتخلص من هذه الزجاجات يمكن أن يكون الحلّ الأمثل. ورغم أن طفلك قد يشعر بالاستياء في البداية، إلا أنكِ يجب أن تعلمي أنه سيتكيف مع الوضع مع مرور الوقت، وربما ستساعدكِ هذه الخطوة في تسهيل عملية الانتقال.
لذلك يجب أن تكوني صبورة للغاية خلال عملية الفطام من زجاجة الرضاعة، كما ينبغي أن تشجعي طفلك على تناول الأطعمة الصلبة، وإذا كان يقاوم الفطام بشكل كامل، يمكنكِ أن تفكري جدياً في تقديم الأطعمة الصلبة قبل أن تواصلي جهودكِ فبعض الأطفال يبدأون بفقدان الاهتمام بالحليب الصناعي عندما يبدأون بتناول الطعام الصلب – وإذا حدث هذا مع طفلك، فأنتِ محظوظة جداً!
وأخيراً، تذكري دائماً أهمية مناقشة استراتيجيات الفطام مع طبيب الأطفال الخاص بكِ، خاصة إذا كانت هناك مشكلة.